فى الحقيقه د- عمرو إسماعيل اثار موضوعا غاية فى الأهميه بل هو الأساس فى تعامل المسلمين مع غيرهم .وعلى اساس فهمه تجد الفارق فى تعامل المسلمين المعتدلين والمستنيرين مثل (اهل القرآن) وبين القتله ومصاصى الدماء والإنتحاريين من مجموعات القاعده وما قبلها وووو. مع غيرهم .
وحل هذا اللغز يكمن فى فهم نقطة بسيطه جدا وهامه جدا جدا .وهى كيف ندخل على القرآن الكريم لقراءته فقط ؟؟أم لتدبره وبناء سلوكناوتعديل ما إعوج منها طبقا لأوامره ونواهيه وإقتدائنا بهديه ؟؟ وهل ندخل عليه بأثقالنا وما نحمله من موروثات ثقافية تراثية وبعاداتنا ونحاول ان نجد لها ما يبررها بين سطوره وأياته وكلماته ؟؟ام نتركها وندخل عليه كصفحة بيضاء لم يكتب بها شىء ونعيد كتابتها بما فهمناه منه هو ونعيد ترتيب ثقافتنا وتراثنا وعاداتنا مرة اخرى بما إكتسبناه من هدايته وسماحته وكونه رحمة للعالمين ...
إذا المهم هو كيف سندخل على القرآن الكريم ومدى إستعدادنا وإستجابتا وترويض انفسنا على قبول نتائج تدبرنا له وتحكيم نتائجه فيما عداها وليس العكس.
وإذا اردنا تطبيق هاتتين القاعدتين على موضوع الجهاد والقتال فلنبدأ الموضوع من بدايته .بمعنى ان نبحث الموضوع حسب ترتيب نزول القرآن الكريم ونحتكم لأياته ونتائجها .وعندما فعلت ذلك .وجدت ألانى .
1-إستضعف المسلمين الأوائل وإنتهكت حريتهم وحقوقهم وطردوا بما فيهم النبى عليه السلام من أرضهم وإجبروا على ذلك وعذبوا وقتل من لم ينفذ ذلك .
2-- لم يسمح لهم بردالإعتداء وقتال المعتدين عليهم .
3--سمح لهم فى خطوة ومرحلة تاليه برد الإعتداء وقتال من يقاتلهم فقط وعدم الإعتداء ومن يعتدى منهم فقد خرج من معية الله تعالى له ونصره له .
4-وقف القتال الفورى فى حالة إستسلام المعتدى وطلبه التجكيم او الإنسحاب ومن يقتله او يعتدى عليه فقد إرتكب جريمة القتل العمد التى نهى الله عنها وسيحاسبه الله عليها اشد الحساب وسيعذبها اشد العذاب ,
5-وجوب وضرورة إجارة وتأمين المستجير وتبليغه مأمنه والمكان الذى يأمن فيه على نفسه .
6-الجلوس إلى طاولة المفاوضات وحل النزاع سلميا ودفع تكليف خسائر الحرب من المعتدى وهذا ما يطلق عليه الجزيه .وعقد المعاهدات إذا لزم ألأمر وعدم نقضها من المسلمين ابدا تبعا لأوامر القرآن فى الوفاء بالعهود .
7__-تبقى الأيات القرآنيه التى تنظم صفوف المسلمين اثناء القتال والتى تحثهم على الوقوف بثبات وعزيمةوقوة وصبر وثقة فى نصر الله تعالى لهم مع توعدهم بالهزيمة والعذاب لو تخاذلوا وهربوا من القتال مثلما حدث فى موقعة أحد.وهنا مكمن الخطر فى ان المسلمين يأخذون ألأيات التنظيميه ويجعلوها هى الأساس ويتركون ألاساس وهو عدم الإعتداء وان المعتدى عدو لله وان الله برىء منه ..
وساضرب مثلا تقريبيا لهذه الحاله .وهو -لو إفترضنا اننى ارسلت إبنى ليتعلم رياضة الكاراتيه فأول شىء يتعلمه هو انها رياضة للدفاع عن النفس وليست للإعتداء على الناس ..وانها تتكون من عدة مجموعات وحركات رياضيه يستخدمها إذا إضطر لذلك وتعدى عليه أحد ..منها ما هو حركات إستباقيه هجوميه ومنها ما هو حركات دفاعيه ..فالخطر هو فهمه انه عليه ان يستعمل هذه الحركات التى تنظم اللعبه فى حالة هجوم مستمر وانها هى الأساس ويغتدى على خلق الله عمال على بطال...
-----ومثال أخر .
عندما أطلب من إبنى ان يذاكر لكى يلتحق بكلية الطب .فأطلب منه ان يذاكر كذا وكذا وعندما يلتحق بها يبدا فى دراسة مواد علميه وموضوعات مختلفه عن الباطنه والجراحه وووو.فهى علوم تنظيميه تؤهلهه لممارسة مهنة الطب عند حاجة الناس إليها .وليس من حقه ان يمارسها من تلقاء نفسه فنجد الجراح ماشى فى الشارع معه مشرط وكل من يقابله ينومه على ألأرض ويعمل له عمليه ويبهدل فى خلق الله عمال على بطال ..
ولكن لا يستخدم مبضعه او مشرطه او إجراء العمليت الجراحيه إلآ عند وجوب وضرورة وإحتياج المريض إليها فيبدأ فى تنفيذ ما تعلمه من علوم جراحيه فى تنفيذ وإجراء العمليه الجراحيه المطلوبه ..فلو تقاعس وتخاذل واهمل فيحق عليه العقاب القانونى او التحقيق معه من قبل الجهات المعنيه .وهكذا. ولو اجاد فيستحق الشكر الإمتنان له على إخلاصه وعلمه وعزيمته ..وهكذا ..
ومن هنا يجب ان نفهم الموضوعات القرآنيه كوحدة متكاملة ومتناسقة يفسر ويبين بعضها بعضا وليس كما فعل التراثييون بأن فرحوا بإقتطاف الأيات التى تحلو وتتماشى مع اهوائهم وتناسوا ما عداها وقالوا عنها انها منسوخه ...
ونكرر ان ايات سورة التوبه وسورة محمد وغيرها هى ايات تنظيميه تنظم صفوف المسلمين إذا فرض عليهم القتال وأعتدى على ارضهم او انفسهم او اعراضهم وليست ايات لوجوب الإعتداء وفرض الإسلام على الناس بالقوه والإكراه كما فعل ألأقدمون او كما يريد اللاحقين .