حوادث قتل المصلين باليمن دوافع ثأرية أم قيم مستوردة؟

في السبت ٣١ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

مة إجماع باليمن على إدانة حوادث القتل التي تستهدف المصلين بالمساجد، فحياتهم ودماؤهم مؤمنة وفقا لتعاليم الدين الحنيف، وبموجب الأعراف القبلية التي تحرم القتل في أماكن التجمعات العامة كالأسواق والمساجد.

ووصف قيادي سياسي وشيخ قبلي باليمن حادثة القتل التي شهدها أمس الجمعة مسجد بمنطقة قهال في محافظة عمران الواقعة على بعد مائة كيلومتر شمال صنعاء، وأدت إلى مقتل سبعة وإصابة 11 آخرين كانوا يؤدون صلاة الجمعة، بأنها "عمل إجرامي غريب".

واعتبر الشيخ مجاهد القهالي عضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم "أن مثل هذا السلوك الإجرامي لم يكن موجودا من قبل، وهي قيم مستوردة، وقد طرأت علينا مؤخرا من خلال الأحداث التي تجري خارج اليمن".

وبحسب القهالي الذي تحدث هاتفيا للجزيرة نت فإن المصلين كانوا في حالة الركوع خلال الصلاة، في الوقت الذي قام القاتل بارتكاب جريمته، مؤكدا أن القاتل كان في كامل وعيه، بعكس ما تحدث به مصدر أمني بأن القاتل مريض نفسيا.

ونفى وجود دوافع ثأر قبلي لإقدام القاتل على فعلته، وأشار إلى الموقع الذي اتخذه القاتل، فمن خلاله يتبين أنه كان ينوي إبادة جميع المصلين، وهو اتخذ لنفسه متراسا وقام بقتل المصلين واحدا بعد الآخر، ولاذ بالفرار بعد جريمته، لكن المواطنين لاحقوه حتى الشارع العام وأمسكوا به.

ولم يستبعد الشيخ القهالي أن تكون دوافع الحادثة سياسية، وتحدث بأنها وقعت على بعد خمسة أمتار من منزله بقرية قهال التي هي مسقط رأسه، وبأن توقيت الحادثة تزامن عقب عودته من مهمة كلف بها مؤخرا في الأسبوعين الماضيين.

وعن طبيعة مهمته التي قام بها مؤخرا، قال "كانت مهمتي سياسية كلفت بها من قبل الرئيس علي عبد الله صالح، وذلك للقاء بعدد من أبناء القبائل والمشائخ في منطقة حرف سفيان وغيرها، للتصدي للمتمردين الحوثيين".

"
عزان: ألاعيب أجهزة الاستخبارات المتخصصة في تأجيج الصراعات أحد الأسباب.

"

تغير القيم القبلية
من جانبه تحدث الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة صنعاء عن حصول تغير في المنظومة الاجتماعية، فلم يعد المجتمع اليمني تنظم حياته القيم القبلية مثلما كان سابقا، حيث القبلي لا يقتل في سوق ولا في مسجد، ولا يقتل غدرا، ولا يقتل طفلا.

وفيما يتصل بأسباب الحادث أشار الصلاحي في حديث للجزيرة نت إلى وجود السلاح وانتشاره في أيدي الناس، مما يسهل ارتكاب مثل هذه الجرائم، وقال "إن مثل هذه الجرائم تعطي إشارة إلى أن أجهزة الدولة الأمنية والقضائية عاجزة عن أن تحقق للأفراد مطالبهم، إضافة إلى الفهم المغلوط لدى البعض أن القبيلة ستوفر له الحماية في حالة تورطه بجريمة".

الحقد المذهبي
ورأى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية محمد يحيى عزان في حديث للجزيرة نت أن ثلاثة أسباب تقف وراء استهداف حياة الناس وهم يؤدون الصلاة، وهي الشحن الطائفي وتأجيج الحقد المذهبي.
وهنالك الكيد السياسي وألاعيب أجهزة الاستخبارات العالمية المتخصصة في تأجيج الصراعات وإدارة الأزمات، التي تسعى لتحقيق مآربها من وراء نشر الفوضى.

ويرى عزان أن السبب الثالث يتمثل في الصراعات الحادة على المصالح الذاتية، سواء كانت مصالح قبلية، أو مكاسب اجتماعية أو سياسية، واعتماد الثأر لتصفية الحسابات وأخذ الحق بالباطل.

اجمالي القراءات 3711