الحساب على التفكير السيء :
السلام عليكم :: بعد السلام :: حبيبى دكتورنا ليا طلب عندك .قرأت مقال لك بخصوص التفكير السىء،بمعنى لو الإنسان بيفكر في ذنوب وسيئات يُجازى أو لا يُجازى عليها يوم القيامة، إحنا نعرف إنه يُجازى عليها لو فعلها ،فماذا لو لم يفعلها ؟؟
==
التعقيب ::
شكرا جزيلا لحضرتك أستاذ ..... موضوع التفكير،وهل يُسجل على الإنسان أم لا،وهل سيُحاسب عليه أم لا ،وهل سيُجازى عليه أم لا موضوع كبيرومُهم للغاية ويراود كل إنسان .. فتعالى نضعه في صيغة سؤال وجواب ونُفكر فيه مع بعض مُستشهدين بالقرءان الكريم لأنه العُمدة والكتاب الأوحد لدين الله جل جلاله الإسلام العظيم ،ونصبر على قراءته لأنه ربما يكون طويلا وأصوليا .
س:: أين يقع التفكير في حياة الإنسان ؟؟
ج::: الإنسان 24 ساعة في تفكيردائم مُستمر،ولو توقف عن التفكير يموت ، ثم يُترجم هذاالتفكير إلى قول ،او فعل وعمل ،أو يظل حبيسا في داخله وفى سريرته .
س:: علمنا أن ملائكة رصد وكتابة الأعمال تُسجل الأقوال والأعمال ،فهل تُسجل التفكيرأيضا ،لأننا سمعنا رواية وحديث ينفى تسجيل الأفكار التي لا تخرج للعلن ؟؟
ج:::ملائكة رصد الأعمال تُسجل كل شيء تفكير وقول وعمل ، والآية الكريمة التي تقول(مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ (18ق) سبقتها آيات تقول (وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ (16) إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ (17) مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ (18ق).فالتسجيل يكون للاقوال والأعمال والأفكار،وجاء ذكر (ما يلفظ من قول) كإشارة بجزء نيابة عن الكُل.أى إشارة للاٌقوال نيابة عن التفكير والأعمال والأقوال والسكنات÷نيابة عن الديناميكا والإستاتيكا معا) ،مثلما تأتى آيات تتحدث عن الركوع أوالسجود كإشارة أو نيابة عن (الصلاة ) مثل قوله تعالى (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا).....
وكذلك قول الله جل جلاله (وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولٗا (36الإسراء).
فالإنسان مسئول عما يحيك بصدره ويجول بفؤاده وخاطره يوم القيامة .
وذكر لنا رب العزة جل جلاله إسما من أسماء يوم القيامة بأنه (يوم تُبلى السرائر ) أي اليوم الذى سيظهرفيه علنا كل ما كان يجول بخواطرنا وسرائرنا ، فنقرأه ونراه مُسجلا في كتاب أعمالنا ،فإن كان خيرا،وتفكيرا صالحا وذكر لله جل جلاله،وتفكُرفي بديع خلقه وصُنعه سُبحانه ،وفى خلق السموات والأرض فسيكون نورا في كتاب أعمالنا ،اما لو كان وساوس شيطانية وإستجابة فستكون ظلاما دامسا على رأس صاحبها.((يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ (9الطارق).....
ويقول سُبحانه وتعالى ((ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۚ لَا ظُلۡمَ ٱلۡيَوۡمَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (17) وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ (18) يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ (19) وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (20غافر) .. لاحظ حضرتك أن الآيات تتحدث عن يوم القيامة ،وعن الحساب يوم القيامة ،وعن الجزاء يوم القيامة ،فالحساب طبقا للآيات الكريمات سيكون أيضا على الخواطر والأفكار (() يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ (19) وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ)).
ويقول رب العزة جل جلاله عن الحساب على الخواطر والأفكار ((لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). لاحظ أيضا حضرتك قوله تعالى ((لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ).
وقال سُبحانه وتعالى (إِن تُبۡدُواْ شَيۡـًٔا أَوۡ تُخۡفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا (54الأحزاب).
(وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا (الإسراء13 ). فهنا الإشارة لكل ما يطير من الإنسان ،والتفكير هوعبارة عن طاقة تطيرعنه أيضا ،او لنقل أنها تستهلك طاقة ،وينتج عنها طاقة .
وهنا نقول آن آلية تسجيل كل ما يطير من الإنسان من قول وعمل وتفكير ليست بالصورة المُصغرة التي نتخيلها أنها عبارة عن مجرد كتابة أقوال مثل كاتب النيابة في المحكمة ..لا لا لا . هي آلية فائقة الدقة وتُسجل وكأنها كاميرا تعمل بما هو أقل من الفيمتو ثانية تُسجل صوت وصورة القول والفعل والتفكير، وملائكة رصد ما يطير عن الإنسان لديهم القدرة على التعامل مع النفس البشرية وما يدور في خلدها وليس مع أقوال وأفعال الجسد فقط ،بل ترصد كل ما يصدر عن الإنسان المكون من (جسد ونفس معا ) ..وهذا ليس بمُستغرب لأن الشيطان له القدرة على التعامل مع النفس البشرية بوسوسته لها ودعوتها لإرتكاب الخطايا والمعاصى والذنوب ، فهل لا تستطيع ملائكة رصد وتسجيل الأعمال التعامل بنفس الطريقة بتسجيل ما يطير عنه من أقوال وأعمال وأفعال وخواطر وتفكير ؟؟؟ بالتأكيد تستطيع . ونروح بعيد ليه ... العلم الحديث مكّنَ أطباء المخ والأعصاب من تسجيل وعمل رسم خريطة للمخ وحركات خلاياه أثناء التفاعل في تفكيرمع أمرا أو أثناء النوم ،اوأثناء الحزن وأثناء الفرح ،ثم تحليل هذه الخرائط والتعرف منها على الأمراض (وكأنها رسم قلب ) . بل إنهم يُفكرون حديثا في زراعة شرائح إليكترونية في المخ ليستخدمها الإنسان في التخاطر مع الغير وفى قراءة الأفكار وتحليلها ،وفى إعطاء أوامر للأجهزة الإلكترونية بدلا من إستخدام الصوت أو أصابع اليد .وهذا هو الإنسان الذى لم يؤتى من العلم إلا قليلا .فمابال ملائكة رصد الأعمال ؟؟ بالتأكيد تسجيل السكنات والحركات والخواطر والأفكار بالنسبة لهم أمرا في منتهى اليُسر والسهولة والبساطة.
:: أما بخصوص رواية وحديث ("إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم).... فهذا كذب وهجص ،ومن فضلك تخلص منه وإرميه في أقرب مصرف صرف صحى.. وكذلك أقوال التراثيون بأن الملائكة لا تُسجل السرائروالخواطر والأفكارلأنها تُسجل الأقوال فقط .فهى أيضا رواية كاذبة ،وتخلص منها ومن أبى هريرة في أقرب مقلب زبالة ،وإغسل يداك بالكحول والكلور لتتخلص من هرار أبى هريرة هههههههه.
س:: هل هُناك أمثلة واقعية تُزيدنا علما عن تسجيل الأفكار ؟؟
ج :::: نعم ::: إبحث سيادتك عن سورة (المنافقون) ،وعن قصص القرءان الكريم عن المنافقين وعقابهم يوم القيامة ،ورميهم في الدرك الأسفل من النار بسبب نفاقهم ::: فالنفاق في الدين هو أن يؤمن المنافق بالكُفرأو بالإشراك بالله وكتابه ،ويُظهر للناس وللمؤمنين أنه مؤمن مثلهم .فلوكان التسجيل للأقوال والأعمال فقط ،فلماذا سيُحاسبون على نفاقه وهو خاطرة وفكر لم يظهر ولم يُترجم في كثير من الأحيان للعلن ؟؟؟
وكذلك المُرائون الذين إيمانهم بتصرفاتهم لمجرد الرياء ،وليحمدهم الناس عليها .فهؤلاء أيضا سيُحاسبون على ريائهم يوم القيامة .(ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ (6) وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ (7الماعون).
والمُخادعون للناس في دين الله .
((وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ (8) يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ (10البقرة).
وفى المقابل هناك من يُجبره الناس في دينه ،فيُضطر تحت التعذيب وووو أن يقول كُفرا أو يُعلن إيمانه بكُفرحفاظا على حياته، مع إحتفاظه بإيمانه القلبى بلا إله إلا الله وحده لا شريك له .فهذا الإيمان القلبى الذى خبأه في سريرته وإطمئن به ستكتبه ملائكة رصد الأعمال، وسيُحاسب عليه يوم القيامة (إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ (106النحل )... لاحظ سعادتك (إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) فهو أظهر لهم الكُفر،ولكن قلبه ملىء بالإيمان .
س::: معنى هذا أن الإنسان سيُحاسب على تفكيره السيىء حتى لولم ينتج عنه قول أو عمل أضرّ بالغير؟؟
وماذا أفعل مع هذه الأفكار السلبية والسيئة وكيف أتخلص منها قدر الإمكان ؟؟
ج::: نعم .. الإنسان يستطيع كبح جماح وسوسة الشيطان له بأفكار سيئة ودعوته له لإرتكاب معاصى ،وذلك بتطبيقه لروشتة الوقاية والعلاج التي وصفها لنا القرءان الكريم في آيات كريمات تتلخص في الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم مثل قوله تعالى (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥسَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ (201الأعراف .
((فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ (98) إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ (100النحل).
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (36فصلت).
(وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ (98المؤمنون) ..... فعلينا الإستعاذة بالله من الشيطان عند وسوسته أو همزه أو مسه لأنفسنا ودعوته لنا لإرتكاب معاصى ، ونستبدلها بذكر الله ،وشغل أنفسنا بشىء آخر لنتخلص من وسوسته ونزوغه اللعينة مثله .
س:: وماذا لو لم نستعذ بالله منها أو تطورت لأقوال أو أعمال سيئة ؟؟
ج::: مازالت هناك فرصة للتوبة الصادقة مع الله ومع النفس منها قبل فوات الآوان سواء تطورت لأقوال أو أفعال أو ظلت مجرد أفكار سيئة حبيسة في داخلنا .
س:: وكيف سيكون الجزاء عليها يوم القيامة ؟؟
ج::: ما أفهمه من القرءان العظيم .. أن تسجيل الأعمال سيكون على كل شيء بما فيه الأفكارالإيجابية الصالحة،أوالأفكار السلبية السيئة ، وبالتالي سيكون الحساب عليها.و لا يعنى الحساب أنه الجزاء ،فالحساب شيء ،والجزاء على الأعمال شيء آخر ،فمرحلة الجزاء هي مرحلة تالية للحساب ،وتختلف عنه ،بمعنى الحساب يُظهر لك كل شيء في كتاب أعمالك ،ولكن هل سيغفر الله لك سيئاتك بمافيها (الأفكار السسيئة) أم لا .فهذاعلمه عند رب العالمين. فالذين تابوا وأنابوا إلى الله توبة صالحة صادقة عسى الله أن يغفرلهم،ويُبدل سيئاتهم (اقوال وأفعال وأفكار)إلى حسنات ، ويُضاعفها لهم .(إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا (71الفرقان).
أما العصاة الذين أحاطت بهم خطيئاتهم ،الذين لن يغفرالله لهم فستُضاف أفكارهم السيئة إلى أقوالهم وأعمالهم ويُجزون عنها جميعا في عذاب الحريق ((بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ (81البقرة).
==
الخلاصة بعد كُل ما تقدم من تفاصيل عن الموضوع نقول ::
أن الإنسان تُسجل عليه أفكاره وخواطره مثلها مثل أقواله وأعماله(الإيجابية الصالحة ،والسلبية السيئة ).وسيُحاسب عليها يوم القيامة ، وعسى الله أن يغفرها للتائبين المنيبين الذين تابوا وأنابوا إليه سُبحانه ، الذين إستعاذوا به دل جلاله منها ومن همزات وغمزات ووساوس الشيطان ،وتابوا عنها بعدما خرجت للعلن قولا أو فعلا وعملا في حياتهم الدُنيا.
أو والعياذ بالله ستُضاف إلى أقواله وأعماله السيئة إذا كان لم يتب منها ومن أقواله وأعماله في الدنيا قبل فوات الآوان،أو لم يقبل الله توبته ، ولم يغفرها له ، فسُيُجازى عليها عذابا أليما من عذاب الحريق في الآخرة.
==
ونُذكرُبأن كل ما تقدم يخص الذين كانوا يؤمنون بلا إله إلا الله وحده لا شريك له ،ولمُ يُشركوا به سُبحانه وتعالى،ولم يُشركوا بكتابه القرءان الكريم كتابا أو كُتبا أُخرى في دين الله مثل البخارى أو الكلينى أو كُتب الصوفية وووو، ولم يكفروا بالله ولا بكتابه ،ولم يؤمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه.
أما من كفروا بالله أو أشركوا به سُبحانه وبكتابه فأولئك حبطت أعمالهم يوم القيامة . وستكون نتيجتهم صفر كبير ولا مجال لغُفران رب العالمين لهم لقوله سُبحانه وتعالى ((وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ (65الزمر).
((إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا (48)
((إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا (116النساء).
فالإيمان بلا إله إلا الله وحده لا شريك له ،ولا كتاب مع كتابه القرءان الكريم هو مُفتاح الحساب .... فمن كفر وأشرك فهو راسب من قبل أن يُحاسب وخاسر في آخرته .
فعلينا جميعا التوبة والإنابة إلى الله جل جلاله من كل سيئاتنا قولا وعملا فكرا قبل فوات الآوان ، وعلى الكافرين والمشركين إن أرادوا خيرا لهم فى الآخرة أن يُخلصوا إيمانهم لله رب العالمين جل جلاله وحده لا شريك له ،ولا يؤمنون فى دينه سوى بالقرءان الكريم وحده ولا يُشركون به كتابا أو كُتبا أُخرى قبل فوات الآوان .
==
(فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ