البرلمان المصرى لما كان فيه محترمين-محمد فريد حسانين -مثالا.

عثمان محمد علي في الأحد ١٤ - ديسمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

البرلمان المصرى لما كان فيه محترمين-محمد فريد حسانين -مثالا.
سنة 1997 عقد رواق إبن خلدون ورشة عمل تحت رئاسة وإدارة مدير الرواق الدكتور - أحمد صبحى منصور -لمناقشة مواد الدستور المصرى ،وإمكانية إصلاحه ، والمواد التى يجب إلغائها أو تعديلها .... وإشترك فى هذه الورشة أصدقاء من أعمدة الرواق الأساسيين منهم الأستاذ (طه الشريف - مندوب حزب الوفد بمصر الجديدة- القاهرة) - المحامى الكبير الأستاذ أُسامة الأنصارى -يرحمه الله - و المهندس حسن الشامى ، وأنا - وقانونيين ومثقفين كبار لا تُسعفنى الذاكرة بأسمائهم الآن .....وناقش الأستاذ طه الشريف ملف المواد الدستورية الخاصة بإنتخابات البرلمان ومجلس الشورى والمحليات ، وتحدث عن سلبياتها (سلبيات تلك المواد) وما يحتاج إلى تعديل لتكون إنتخابات حُرة ونزيهة حقيقية وتُعبر عن إرادة الشعب ...
وتحدثت أنا وناقشت المواد الدستورية المُتعلقة بإختيار وإنتخاب (رئيس الجمهورية) ،وسُلطاته ومسئولياته . (طول عُمرى بأختار الصعب والمشى على الأشواك هههههههه ) فوجدت أن الدستور المصرى يجعل منه (إلاه -- إله ) ويحميه، ويُحصنه ،وأنه يملك الأرض وما عليها ومن عليها بالدستور، وأنه رئيس تنفيذى لكل جمعية أو جهاز أو نقابة أو أو فى مصر حتى لو جمعية فيلم (جمعية قتل الزوجات بتاع مارى منيب وحسين رياض ههههههههههه) ... وكانت توصياتى بنسف هذه المواد الدستورية الخاصة برئاسة الجمهورية ،، ووضع دستور يجعل منه موظفا يخدم المُجتمع ، ويُساءل ويُحاكم ، ويُعزل ، ويأكل الطعام ويمشى فى الأسواق مثله مثل كل المواطنين الموظفين ، وليس إلاها وربا على مصر والمصريين ،وإنما فردا ومواطنا عاديا مثلهم .
ونشرت مجلة المُجتمع المدنى ومعها بعض الصحف المصرية والعربية العامة والحزبية تفاصيل ومقتطفات عن ورشة العمل. وكالعادة أغضبت (مبارك ، والحكومة والبرلمان وزمرة المنافقين والمطبلين ) ولكن مبارك كان عنده من العقل ما يكفى لضبط مشاعره (ربما يقتص منك فيما بعد ، او يتركك ويسير فى طريق فساده كما هو ) .....فإقتص مبارك من مركز إبن خلدون ،بسبب هذه الورشة ،وبسبب مشروعات (إصلاح التعليم )و( مشروع التوعية السياسية التى كان مسئولا عنها ويشرف عليها الدكتور - أحمد صبحى منصور - والدكتور سعد الدين إبراهيم ) فأغلق المركز وحاكم الدكتور سعد الدين إبراهيم -يرحمه الله برحمته الواسعة ، وباحثين معه من باحثى المركز وسجنهم ظلما بعدها ب3 سنوات سنة 2000 - وسافر الدكتور أحمد صبحى منصور -إلى أمريكا قبل القبض عليه بساعات ،وقبل أن يوضع إسمه على قوائم المنع من السفر ...........وإستمر المركز مغلقا 3 سنوات وأُعيد إفتتاحه بتبرئتهم جميعا بحكم تاريخى من أحكام محكمة النقض المصرية .
...
تذكرت كل هذا عندما شاهدت فيديو لرجل من رجال المعارضة المصرية السابقين فى البرلمان وهو المهندس ورجل الأعمال الشهير (محمد فريد حسانين -يرحمه الله ) وهو يوبخ الحكومة والوزراء تحت قبة البرلمان  بسبب ضياع مصر على أيديهم . وضياع إمكانية إصلاحها وإصلاح الصناعة فيها فى ظل وجودهم وإستمرار حكومتهم ، وقال أن مصر يجب أن يقودها مهندسين لتكون مثل أوروبا صناعيا فى أقرب وقت ، وأن فى مصر مهندسين وإسطوات على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة والعلم ، وأنهم قادرون على النهوض بها ،وأن الحكومة والوزراء هم العقبة الحقيقية أمام تقدم مصر صناعيا .... وإستقال من المجلس بعدها بفترة قصيرة ولم يُكمل مدة مجلس الشعب معهم .
==
وأتذكر أن المهندس محمد فريد حسانين كان ضمن رواد رواق إبن خلدون من 2003 . وإستضفته فى ندوة فى 2004 أثناء إدارتى للرواق تحدث فيها عن الصناعة المصرية وكيفية إصلاحها وإصلاح قوانينها وبيروقراطية الإستثمار فيها .... وقال ضمن الندوة أن المُتحاربين فى الحرب العالمية كانوا بيعتمدوا على ورش الحدادة والخراطة فى السبتية وأحياء القاهرة لتصنيع قطع غيار معداتهم الحربية . وأن الصناعة المصرية تحتاج ل(100 مليار دولار -وقتها وكان الدولار ب3 جنيه تقريبا) موزعة على 10سنوات لتُصبح مصر دولة صناعية مثل أوروبا الشرقية وبعض دول أوروبا الغربية وأفضل من تركيا وإيران وتقود الصناعة فى الشرق الأوسط والعرب وأفريقيا ،وأن الصناعة هى التى ستنقل مصر إقتصاديا من العالم الثالث إلى العالم الأول ..... وأن المعوقات تكمن فى تخلف قوانين الإستثمار فى الصناعة ،وقوانين التجارة ، ومافيا الإستيراد بزعامة الوريثين جمال وعلاء ..
وهذا الكلام صادر عن مهندس كبير وعجوز وخبير -،رجل صناعة وتجارة وإستثمار ، وحاصل على الهندسة من النمسا .. بمعنى أن أيده فى الشغلانة زى ما بنقول .
=
أتذكر أنى سالته فى الندوة :::: لماذا تقدمت بإستقالتك من مجلس الشعب بعد أقل من سنة من بداية الدورة الأولى له ؟؟
فقال ::::: إحتراما لنفسى ، ولأهل بلدى (طوخ -قليوبية) ولأحفادى .لما يسالونى إستقلت ليه أقول لهم ما قدرتش أكمل فى مجلس فاسد ويخدم نظام فاسد وحكومة فاسدة ويُشرع قوانين لخدمة النظام والفساد ،وضد الشعب .
=
وهذا يُذكرنا ويفكرنا برجال محترمين كانوا فى برلمانات سابقة مثل - ممتاز نصار - وعلوى حافظ - وخالد محيى الدين - ولطفى واكد - وأبو العز الحريرى - والبدرى فرغلى - وإبراهيم شكرى - وصلاح أبو إسماعيل .
طبعا دلوقتى إنقرضت وإستُبعدت المعارضة المحترمة ،بل وإستُبعد الشعب كُله ، ولم يبقى سوى غوازى فرح العُمدة ليكونوا أعضاءا للبرلمان القادم ،البرلمان الذى يُعتبر سُبة وسوءة فى جبين مصر ، والذى يُعتبر باطلا دستوريا قبل أن يبدأ ، فرائحة التزوير والفساد فى إنتخاباته وصلت لأنوف العالم كُله .
==
الفيديو فى أول تعقيب .
https://www.facebook.com/reel/4381081285471503