قرأت اليوم تعليقا للسيدة "أمل" على الموقع الإسلامي المبارك "أهل القرآن" تتهمني فيه بالتعصب. والسيدة أمل وكما عهدتها - منذ علقت على تعليقي عن صلاة غير المسلمين داخل الكعبة - دائما ما يمتلئ حديثها لي المباشر أو غير المباشر بالكراهية والحقد. ولا أنكر إنني دخلت في جدالا عنيفا معها يوما وإن كانت هي البادئة، والبادي أظلم، وأرشيف الموقع شاهد على من كان البادئ. تتهمني السيدة المسيحية بالتعصب، تحاول جرح مشاعري بين الحين والآخر ضاربة بتعليم ربها يسوع عرض الحائط. ولا &AtAtilde;علم ما سر هذه الكراهية التي تكنها لي تلك السيدة التي لا أعرف عنها شيئا ولا أريد أن أعرف عنها شيئا! اتهمتني السيدة "المحترمة" بالتعصب لا لشيء إلا أن كلامي ليس على هواها وأنني لا أنافقها أو أنافق غيرها. وسأترك للسيد رئيس لجنة الإشراف على الموقع البت في هذا الأمر ولكن والله لن أقبل بإهانتى مرة أخرى من تلك المرأة.
الإخوة أهل القرآن،
من يعرفني ومن يعرف أسرتي (زوجي وأولادي) ومن دخل بيتي، سيعرف أنني والتعصب لا نتعايش أبدا مع بعضنا البعض. لن أنكر حبي الشديد لإسلام وغيرتي على رسول الله، ولكنه حب لا يعميني عن الحق، أكره العصبية سوءا كانت من المسلمين أو غيرهم، ولا أخفي حبي وتقديري للدين المسيحي واليهودي أيضا. أولا، يوجد ببيتي بجانب الآيات القرآنية والأيقونات الإسلامية، الأيقونات البوذية و المسيحية ومنها تمثال خشبي كبير للعشاء الأخير ومسبحة من بيت لحم أهداها لي صديق كاثوليكي منذ أكثر من 9 أعوام. مديرة منزلي والمعتنية بأولادي مسيحية كاثوليكية ولم أهتم يوما بأن أبحث عن أخرى مسلمة، بل واشتريت لها مؤخرا من الأردن "مخصوص" ماء نهر الأردن المقدس (للتعميد) ومسبحة "قدسية" سعدت بهم كثيرا. شجرة الكريسماس تضيء بيتي كل عام كما تضيئه الأنوار والمصابيح في الأعياد الإسلامية المعظمة. أولادي يحتفلون في المدرسة بالأعياد الإسلامية والمسيحية، ولا أمنعهم من الأغاني الموجهة للسيد المسيح في الأعياد المسيحية. أعز أصدقائي مسيحيين أرثوذكسيين، ومن يشاركني صفحتي على "Facebook" يستطيع أن يتعرف على كل أصدقائي من الأرثوذكس والذين يفتخرون بصدقاتهم لي لأنهم على يقين من لين قلبي وعدم تعصبي.
لماذا أكره "الأقباط متحدون"؟ ببساطة لأنني أكره التطرف والتعصب والتدليس. لماذا أكره الإخوان المسلمين؟ لنفس السبب الذي أكره من أجله أقباط المهجر وكبيرهم. أقباط المهجر شرذمة من القوم مثلهم مثل الإخوان المسلمين، تم تمويلهم من الخارج لتدمير الداخل. هذا رأيي ولن أغيره إلا إذا ثبت العكس وظهرت النوايا الحسنة، أما عن الاضطهاد المزعوم فأقول:
أين المصري مسلما كان، أو مسيحيا الغير مضطهدا داخل جمهورية مصر العربية؟ أين المصري مسلما كان، أو مسيحيا الغير محتقر خارج جمهورية مصر العربية؟ إنهم قلة من يحتفظون بكرامتهم في الداخل أو في الخارج ولا علاقة لذلك بالدين أو بالملة. تزعم المواقع المسيحية بين الحين والآخر وجود قصص اضطهاد للأرثوذكس داخل أرض مصر، ولنستمع إلى قليل من قصص الاضطهاد التي يعاني منها المسلمين أيضا داخل وعلى أرض مصر.
يحكي لي الملازم أ. ع. "المسلم" أنه تنازل كارها عن موقف سيارته داخل البناية التي يسكن بها في مدينة نصر لأن سيادة اللواء جاره كان في حاجة إلى موقف آخر لسيارة المدام زوجته، فلم يجد إلا هذا الملازم المسكين ليهدده باستقرار وظيفته إن لم يترك له الموقف راضيا مرضيا!!! الملازم مسلم وليس مسيحي، ولو إنه كان مسيحيا لقامت الدنيا على موقع الأقباط متحدون ولم تقعد ولصرخوا وقالوا، فعلوا به هذا لأنه مسيحي.
السيد اللواء م. أ. "المسلم"، تم حبسه بأمر من المحامي العام 3 أسابيع في شهر أغسطس الماضي بلا تهمة واضحة، وبعد عرض أوراقه على القاضي، أمر بالإفراج عنه فورا لأنه لا يوجد قضية من الأساس بل خطأ فادحا. لو أن هذا اللواء الطيب الذي قضى 3 أسابيع ظلما في الحبس كان مسيحي الديانة لصرخ أقباط المهجر أن ذلك تم عن قصد لأن اللواء يحمل الصليب على رسغه. أما كون الرجل مسلما، فقد أعتبر الحبس إهمالا واستهتارا ولم يجد من يقيم الدنيا ولا يقعدها من أجله.
السيد المهندس أ. ي. المسلم، حكم عليه بعام سجن بجنحة لا يعرف عنها شيئا ولا علاقة له بها ووقعت السيدة والدته مغشيا عليها تصرخ من الظلم الذي وقع على أسرتها. ومازالت القضية التافهة تتداول في المحاكم المصرية بعد تحويلها إلى خبير. لو أن السيد المهندس كان مسيحيا لولول المدسوسين على المسيحية وادعوا أن القضية لفقت له لأنه مسيحي مؤمن بالثالوث الأقدس وليس بالله الأحد الفرد الصمد ولكن لأنه مسلم فلم يشعر به وبانهيار أمه احد.
هناك المزيد من المصائب التي يقع فيها المصريين كل يوم والتي أستطيع أن أكتب حلقات طويلة عنها، ولكن إن أصابت المسيحي مصيبة تحولت بقدرة أبادير إلى اضطهاد، وإن أصابت مسلم قلنا فساد وخراب سلطة ودولة!!! هذا ما اسميه "إستهبال" الأقباط متحدون ومن يدافعون عنهم.
أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد قضية الطبيب المصري المسيحي الذي حكم عليه بالجلد في السعودية، قضية ساخنة جدا، لعبوا بها صح! ولكنهم نسوا أن طبيبهم المسيحي ليس أول مصري يحكم عليه بالجلد بل حكم على آخر مسلم منذ أكثر من عشرة أعوام ولكنه لم يجد جماعة "المصريون متحدون" ليدافعوا عنه! هذا الطبيب الذي قام سعودي همجي باغتصاب ابنه وتدمير براءته وعندما قام بالإبلاغ للقصاص من الفاعل السعودي، قامت السلطات بجلده بدلا من إعدام السعودي الشاذ. إذا جلد المصري المسيحي سميناه اضطهادا للمسيحية وإذا جلد المصري المسلم سميناه احتقارا للمصرية!! أنه النفاق والتدليس والذي لن أصمت عنه أبدا.
الطبيب المصري المسلم والمسيحي ليسوا أول أو آخر من يحتقر من المصريين في الخارج، ولكم هذه الواقعة التي عشتها مع صديقنا المنكوب في دولة الإمارات العربية المتحدة. السيد المهندس أ. ب. يعيش بدبي، سرق إماراتي سياراته "أودي" وأعطاه شيكات بدون رصيد. وعندها طاف السيد المهندس على كل الجهات في الإمارات ليأخذ حقه، ولكنه أكتشف أن الإماراتي لا يسجن وأن عليه أن يستعوض الله في ماله وفي حقه. ماذا لو كان هذا الرجل مسيحي؟ والله لتحولت القضية بقدرة قادر على موقع المولولين إلى قضية اضطهاد للمسيحية ولادعوا أن السلطات الإماراتية رفضت إعطاء المصري حقه لأنه مسيحي الديانة!!! وليه نروح بعيد، ألم نسمع مؤخرا عن اثنين من شباب مصر المساكين قامت الشرطة الكويتية بحرق أجسادهم بماء النار لأن تأشيراتهم منتهية، ماذا لو كانوا مسيحيان؟ كيف كان سيتعامل معها الأقباط متحدون؟
إن أقباط المهجر يتلاعبون بمآسي الشعب المصري. إن كانوا يريدون خيرا فعليهم ألا يفرقوا بين المصري المسلم والمصري المسيحي، ولكنهم يريدونها فتنة، يرفعون راية الصليب مثلهم في ذلك مثل الإخوان المسلمين الذين يرفعون راية الإسلام هو الحل. البطالة طالت الجميع مسلمين ومسيحيين، المحسوبية طالت الجميع، المرض طال الجميع، القمع طال الجميع، حتي أن أربع رؤساء تحرير الجرائد المحكوم عليهم بالسجن من المسلمين، والحمد لله إنهم ليسوا من المسيحيين!!!!
وأخيرا، لم ولن أنكر وجود حالات اضطهاد ولكنها حالات فردية لا تتعدى كونها تصدر عن أشخاص عديمي الأخلاق والدين. مثلها مثل حالات الاضطهاد التي يعاني منها المسلمين في الغرب. لا يخلو مجتمع من حالات الاضطهاد ولكن من يدعي أن المصريون الأرثوذكس مضطهدون طوال الخط فهذا كذب وتدليس لأن ببساطة كل المصريين منكوبين على أرضهم وخارجها. لا أخاف في الحق لومة لائم أو بطشة باطش، لن أنافق أو أطأطئ رأسي للمسلم أو لغيره ليرضى عني، عدم تعصبي لا يعني انبطاحي أمام غير المسلمين!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية