علماء الأزهر يطالبون بمحاكمة صاحب دعوى تعميم زواج "ملك اليمين".. "مهنا": هذا زنا ويجب إقامة الحد على صاحبه .. آمنة نصير: ما يدعو إليه "تلبيس إبليس".. والنجار: يفعلون بالإسلام ما لم يفعله أعداؤه به
الثلاثاء، 3 يوليو 2012 - 15:27
كتب لؤى على
أثارت دعوة عبد الرءوف عون، والذى يلقبه البعض بالداعية الإسلامى، إلى زواج ملك اليمين، انتقادات حادة من أعضاء هيئة كبار العلماء وشيوخ الأزهر، مطالبين النائب العام باستدعائه والتحقيق معه، فيما طالب آخرون بضرورة إقامة الحد عليه.
وبدأت القضية، عندما دعا عبد الرءوف عون إلى تعميم ما سماه "زواج ملك اليمين"، مؤكدًا مشروعيته، وقال إنه شخصيًا تزوج بهذه الطريقة، مشيرًا إلى أن الزواج فى تلك الحالة ينعقد بأن تقول المرأة "ملكّتك نفسى"، فيرد الزوج: و"أنا قبلت وكاتبتك على سورة الإخلاص"، وأن المرأة إذا أرادت تطليق نفسها فإنها تتلو سورة الإخلاص، فتكون بذلك فى حل من تلك الزيجة.
الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، يؤكد أن هذا زنا سافر، وإباحة لما حرمه الله، ويجب أن يقام عليه الحد بالرجم إذا كان محصنا أو الجلد إذا كان غير محصن، مضيفا فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الله تعالى يقول " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين"، مشيرا إلى أن المراد بملك اليمين أمور كانت موجودة فى ذلك الزمان، باعتبار الأسيرات ملك يمين، فلا زواج يمين ولا ملك يمين إلا فى الحالات التى كانت أيام المسلمين وغيرهم، مشيرا إلى أنه فى حال نشوب حروب اليوم بين المسلمين وغيرهم، فإن الإسلام لا يعتبر أسيرات الحروب ملك يمين، بسبب وجود قوانين تم تشريعها وسنها أجمع عليها علماء المسلمين بأنهن أسيرات، ولسن ملك يمين.
بينما قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية ، "إن هذا عبث وبعيد كل البعد عن الإسلام، وأن زواج اليمين غير موجود، وملك اليمين انتهى منذ العصر الأول للإسلام، ومن تزوجها هى امرأة حرة، ولا يوجد معنى لهذا غير أننا نعود بالناس للعبودية ونظام الرق الذى حرر الإسلام منه الناس، وأن زواجه باطل وأنه يفعل بالإسلام ما لم يفعله أعداء الإسلام أنفسهم، ولو فكروا فى تدبير أشر المكائد ما دبروا تلك المكيدة".
بدورها وصفت الدكتورة آمنة نصير، الداعية الإسلامية، أن ما حدث هو "تلبيس إبليس" كما يقول أبو الفرج الجوزى الفقيه الحنبلى فى كتابه، متسائلة: أين هو ملك اليمين!! مشيرة إلى أن ملك اليمين عرفته البشرية بقرون قبل الإسلام، وعندما جاء الإسلام فتح له أبواب لتسريب هذه الإهانة الإنسانية، واذكر الخليفة أبو بكر عندما كان يشترى هؤلاء العبيد من الرجال و النساء ويعتقهم لوجه الله، ففك الرقبة فى الإسلام أخذ خطوات حضارية رائعة، ونحن فى هذا الزمان نرى من الجهلاء من يدعو لعودة السباية، حتى تمتلئ خزائن الدولة، ثم نرى بالأمس من يأتى بامرأة ويتلو عليها "قل هو الله احد" وكأن هذا هو عقد القران والقسم.
وأضافت نصير، هذا هو التلبيس لأنه يستخدم النص فيما حرمه الله، بمعنى أنه ليس لدينا الآن ملك يمين، وناشدت رجال القضاء والنائب العام بمحاكمته وأن تواجه هذه القضية بالحزم، لأننا نعانى من أمية دينية وأبجدية، فإذا تركنا هذا العبث فإننا نجهز على قواعد الأسرة، وعلى كرامة المرأة.