خطط لقضاء رحلة تستغرق 4 أيام في البلاد
حملة إعلامية تلغي زيارة وفد يهودي اتهم بالسعي لاستعادة أملاك بمصر
الفندق الغى الحجوزات
أملاك اليهود في مصر
القاهرة - منى مدكور ، أ ب
ألغت السلطات المصرية زيارة ليهود مسنين مصريي المولد إلى القاهرة، بسبب هجوم شنه الإعلام المحلي مما عقد الموقف وجعله في غاية الحساسية، حسبما قال مسؤولو أمن مصريون الأحد 25-5-2008، وذلك بدعوى أنهم سيطالبون بعودة ممتلكاتهم المصادرة في السابق.
وكان نحو خمسة وأربعين من اليهود المسنين، معظمهم مصريو المولد، قد خططوا لقضاء رحلة تستغرق أربعة أيام في مصر، تتضمن زيارة المعابد اليهودية التاريخية والاستماع إلى محاضرات. وعمدت وسائل إعلام محلية إلى وصف الزيارة بأنها تهدف إلى الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لإنشاء دولة إسرائيل وأنها ستدعو إلى المطالبة بعودة الممتلكات المصادرة التي كانت بحوزة اليهود في السابق.
وقال المسؤول الأمني الذي حرص على ألا يتم الكشف عن هويته لأنه ليس مصرحا له التحدث إلى الصحافة "لقد اتصلت السلطات بمنظمي زيارة الوفد الإسرائيلي وأنبأتهم بأن الزيارة قد تم إلغاؤها بسبب حساسية الوضع الراهن في المنطقة".
وقالت الملحق الصحفي في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة شاني كوبر- زبيدة إنه عندما انفجر الهجوم الإعلامي عانت المجموعة في سبيل العثور على مقر للإقامة في القاهرة.
وأضافت زبيدة الأحد " لسوء الحظ كان عليهم إلغاء الزيارة قبل يومين لأنهم واجهوا صعوبة بالغة في تأمين مكان ينزلون فيه خاصة بعد الحملة الإعلامية السلبية في وسائل الإعلام المصرية".
وكانت مصر قد دأبت على التفاخر بالجالية اليهودية التي بلغ عددها عشرات الآلاف والتي اتسمت بالحيوية والازدهار خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
عودة للأعلى
الفندق الغى الحجوزات
ورفضت ادارة فندق ماريوت القاهرة التعقيب لـ" العربية . نت " على قرار الغاء حجوزات اعضاء الوفد اليهودي والذي اشار بعض المصادر الى ان عددهم زاد عن 300 شخص من مختلف الدول الأوروبية وامريكا، وكان من المقرر ان يقيم اعضاء الوفد اليهودي في ذلك الفندق طوال فترة المؤتمر .
وأشارت تلك المصادر الى ان الشركة السياحية التي تتعامل مع الفندق في حجز الغرف لاقامة عملائها لم تمد ادارة الفندق بهويات او جنسيات النزلاء او الهدف الذي يأتون من اجله لزيارة مصر ، وأن الأمر كله ينحصر في حجز عدد غرف معينة لعدد محدد من الأشخاص من خلال شركة السياحة، وهذه ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها ادارة الفندق مع شركة السياحة المسؤولة عن اعضاء المؤتمر اليهودي، وقد تراوحت اسعار الغرف في الفندق ما بين 225 دولارا الى 475 دولارا حسب نوع الغرفة وموقعها لليلة الواحدة.
وبحسب تقرير صحفي بثته جريدة "يديعوت أحرنوت" على موقعها عبر الإنترنت، فقد ألغى فندق ماريوت بالقاهرة، وهو الفندق الذي كان الوفد قد حجز غرفا فيه، تلك الحجوزات وأشار إلى أنه لن يتمكن من استضافة أعضاء الوفد بسبب الأوضاع.
واكتفت نادية الأنصاري مديرة المبيعات والتسويق في فندق ماريوت بالتأكيد على أنه ليس من المقرر أن يقيم الوفد في الفندق بعد الآن.
وقالت "إن المعلومة الوحيدة التي يمكن التصريح بها بشأن تلك المجموعة هو أنها لم تعد لديها حجوزات لدينا، إن أعضاء ذلك الوفد لن يقيموا معنا".
وقال الدكتور غابريل روزنباوم مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة، والذي كان من المقرر أن يلقي محاضرة للوفد، إن هذا الحدث قدم بشكل محرف على نحو واسع في الإعلام المصري وصور على أنه مؤتمر وليس مجرد زيارة.
وأردف "إن متوسط أعمار هؤلاء الأشخاص يتراوح ما بين السبعين والثمانين، ولا يتمتع جميعهم بحالة صحية جيدة". وأضاف "إنهم راغبون، قبل أن يموتوا، في الحضور لمشاهدة مصر، ورؤية المعابد اليهودية، وربما زيارة قبور آبائهم ثم المغادرة".
وقال إن هناك عددا كبيرا من السائحين والطلاب ووفود أخرى من إسرائيل زارت مصر ومركزه في السابق دون أي مشكلات.
ووقعت كل من مصر وإسرائيل معاهدة سلام عام 1979، ولكن الحملة المستمرة في مواجهة "التطبيع" في مجالي العلاقات الثقافية والاجتماعية، والتي يشنها عدد من المفكرين والصحفيين وغيرهم أعاقت تقدم العلاقات واتجاهها نحو الدفء.
وأضاف روزنباوم أن توتر العلاقات هو أمر معهود إذا ما تعلق الأمر بالصحافة بشكل رئيسي، ولكن هذا التوتر أحيانا ما يمتد إلى السلطات أيضا"، واصفا الفترة الحالية بأنها من أكثر الفترات توترا مع الصحافة.
عودة للأعلى
أملاك اليهود في مصر
من جانبه اكد د .شفيق احمد علي - المحلل السياسي والمتخصص في الاسرائيليات لـ"العربية.نت" إن نغمة املاك اليهود في مصر تعلو دائما عندما تطالب مصر بحقوق الفلسطينيين وحق العودة للاجئين، مشيرا إلى أن إسرائيل أثارت قضية الاملاك مرار وتكرارا، و كان أهمها قضية أملاك اليهود في الإسكندرية، خصوصا أملاك ورثة جوزيف سموحة الذين كانوا يطالبون برد 37 فداناً في منطقة سموحة في المحافظة، كما أقام ورثة اليهودي الإنكليزي ألبرت ميتزغر العام 1978 دعوى قضائية لاسترداد فندق «سيسل» الشهير في محطة الرمل الذي أنشئ عام 1929 وصدر القرار الجمهوري الرقم 5 لسنة 1956 بتأميمه لدواع أمنية.
وقال ان مشاهير اليهود المصريين اللذين كانوا يمتلكون كيانات كبرى في مصر لا يوجد احد من عائلتهم ضمن الشخصيات التي ستحضر الى المؤتمر أو حتى على قيد الحياة ، وانه يشكك في صحة كون اليهود المدعويين الى المؤتمر من اصول مصرية اساسا، موضحا أن التاريخ بما في ذلك كتب التاريخ اليهودي ، يشير الى أن خروج اليهود من مصر عقب قيام ثورة يوليو/تموز وتحديدا مع عام 1956، كانت بمحض ارادتهم الكاملة ، وان الوثائق التاريخية تؤكد الى ان مصر لم ترغمهم على المغادرة ، بل هم اللذين فضلوا بيع ممتلكاتهم والهجرة بمحض ارادتهم الكاملة.
وكان معظم أبناء تلك الجالية اختار الهجرة إلى إسرائيل وإلى أوروبا، في أعقاب التدهور في العلاقات على نحو دراماتيكي بين مصر والدولة اليهودية خلال الحرب التي وقعت بين البلدين عام 1965