الناشط السعودي مخلف بن دهام: توقع اغتياله على يد ابنه...فصدق
لا يزال المجتمع الحقوقي السعودي مذهولا وغاضبا من محاولة الاغتيال التي تعرض لها الناشط الحقوقي مخلف بن دهام الشمري خصوصا وان السيناريو الذي توقعه هو شخصيا وحذر منه كثيرين حصل بالضبط اي محاولة قتله على يد احد ابنائه من خلال استغلال الحالة النفسية لاحد ابنائه الذي خضع سابقا لبرنامج المناصحة .
وفي اخر المعلومات الواردة عن حالته الصحية افيد عن استقرار حالته وخضوعه لعملية جراحية امس تكللت بالنجاح ويستطيع الان التنفس دون الاجهزة الخاصة، وكان الشمري قد تعرض لاطلاق النار على يد ابنه ظهيرة يوم الثلثاء في مدينة الرياض، ادخل جرائه للمستشفى واجريت له عملية عاجلة حيث أفادت المصادر بأنه أصيب بطلق ناري بمنطقة الكبد والمعدة، ومن المعروف أن أبنه يعتبر متطرف .
وذكر الناشط الحقوقي محمد القحطاني عبر حسابه في «تويتر»: «ابن مخلف الشمري ذو الثلاثين ربيعا، خريج برنامج المناصحة التابع لوزارة الداخلية هو من أطلق النار على والده، شفاه الله».
يذكر ان الشيخ مخلف الشمري تعرض وعائلته الى هجوم اعلامي غير مسبوق في مواقع الانترنت واتهامه بالكفر والزندقه ومحاولة تشويه سمعته وسمعة أفراد اسرته والدعوة الى قتله، كما تعرض الشيخ الشمري وبسبب نشاطه الحقوقي ودعوته للتعايش السلمي بين السنة والشيعة الى المضايقات المستمرة والتضييق عليه وعلى أفراد اسرته.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تناول الكثيرون تغريدة للشيخ الشمري قالوا انها السبب في محاولة اغتياله، كان قد كتبها بعد وفاة الأمير "نايف بن عبد العزبز"، قال فيها:
يانايف بن عبد العزيز سأقف معك امام الواحد الأحد يوم لا جند ولا حراسات ولا كلبشات ولا زنازين وكلنا سواء واقول ياربي لقد سامحته وعفيت عنه ابتغاء مرضاتك وهذا حقه علي كولي امر لي امرتني بطاعته وحق المسلم على المسلم
ربي انني سجنت وعذبت وشردت اسرتي وضيق علي في رزقي وشوهت سمعتي ولحق الضرر حتى بمحارمي بسبب قول كلمة حق ودعوتي الى التعايش بين اطياف المجتمع السعودي ومع هذا فقد سامحت من ظلمني لوجهك الكريم.
اللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى على ان استجبت لكافة دعواتي في تلك الليلة المباركه وفي تلك الزنزانة المظلمه الموحشه عندما رفض المسئولين الأستجابة لمحاسبة من اعتدوا علي وهم بلباسهم العسكري وانا مقيد اليدين والرجلين ودمي بنزف على الارض دون ان يكترث احد وكلما نظرت الى ثوبي الذي لا زلت احتفظ به وهو ملطخ بالدماء اقول اللهم انتقم لي ممن ظلمني وتسلط علي بقوته ونسي قوة الله العظيم الجبار قاصم ظهور الجبابره....
الشمري كان قد كتب على حسابه في الفايسبوك ان :"الادعاء العام يتحمل مسئولية تعريض حياتي للخطر فهو صورني للناس انني امدح امير النصارى الأمير وليام واترحم على امواتهم وانني من الخوارج الذين لاتنفع معهم التوبه والرسول صلى قال عنهم( اقتلوهم حيث وجدتموهم!! )
اذا عشاق الحور الحين سوف يتقربون بي الى الله قبل النطق بالحكم واحمل الأدعاء العام ووزارة الداخليه سلامتي وحفظ امني وكل هذا من اجل دفاعي عن انتهاكات حقوق الانسان وعن ضحايا العنف الأسري ماذا يحصل؟؟؟
واعاد هذا الكلام ما كان قد كتبه في العام 2008 حيث حرر وصيته واكد انه سيتم استغلال ابنه لاغتياله، وقال تحت عنوان: "حررت وصيتي.. والسلطات تتجاهل التهديدات بإغتيالي" بتاريخ 15 / 8 / 2008م
وقال الشمري "إن السلطات غير مهتمة بسلامتي فبعد الهجوم على منزلي بالسلاح الابيض بعد صلاتي بالقطيف تكررت محاولة اغتيالي للمرة الثانية"، واضاف بأنه أعلم السلطات "رقم لوحة السيارة التي يستقلها الجناة وأوصافهم ولكن مر أكثر من شهر ولم يتم القبض عليهم"، معتبرا بأن تصرف السلطات ينم عن عدم اكتراث بحياته.
والمح الشمري إلى تورط السلطات الأمنية في التغير المفاجئ الذي طرأ فجأة على أحد أبناءه بعد اخضاعه للتحقيق، مضيفا القول "أثناء وجودي بالتوقيف العام الماضي طلب ابني من العائلة تحت تهديد السلاح إعلان البراءة مني لأنني زرت الشيعة"، وتابع "وعندما رفضوا ذلك قام الابن بإطلاق النار على أخيه الأوسط محاولا قتله بثلاث رصاصات وقام بالاعتداء على العائلة وطردهم من المنزل".
وعن موقف السلطات الأمنية قال "السلطات بالخبر لم تتخذ أي إجراء سوى إيقافه (الابن) أربعة أيام ثم إطلاق سراحه بعد اخذ التعهد عليه بعدم الاقتراب من العائلة"، مضيفا بأن العائلة طلبت الحماية الأمنية من وكيل امارة الشرقية "لكنه لم يحرك ساكنا.. واضطروا إلى الخروج من المنطقة الشرقية واللجوء الى اقاربهم بالشمال والرياض"، وكشف الشمري عن مخطط باغتياله على يد ابنه "ظهرت خيوط المخطط بعد صلاتي بالقطيف".
ويقضي المخطط الذي تكشفت خيوطه بحسب الشمري باستخراج تقرير طبي من مستشفى الإمراض النفسية بالدمام يفيد باصابة ابنه بخلل عقلي.. "ليقوم بقتلي والهروب إلى العراق"، وأضاف الشمري "لقد حررت وصيتي الشرعية بمحكمة الخبر قبل أيام ولن أموت قبل يومي ولكن ليعلم أصحاب الفكر المنحرف ومن يدعون إلى الكراهية والحقد بين المواطنين بأنه عند الله سوف تجتمع الخصوم".
وتابع بأن هنالك آلاف المواطنين سنة وشيعة ممن يحملون فكر التسامح والتعايش بين فئات المجتمع السعودي "كما تريدها قيادتنا الرشيدة مهما حاول المنتفعين تصويرها بغير صورتها الحقيقية".
وختم بالقول "إني واثق من سلامة نهجي وحبي لوطني وولاة أمري ولهذا فقد عاهدت نفسي لو ان يدي اليمنى خالفت مبادئي لقطعتها دون تردد. ولو تخلى عني جميع أفراد الأسرة فلا أبالي".