أثار الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد غضب قيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، بإعلانه قرب الانتهاء من كتابة مسلسل "الجماعة" الذي يروي تاريخ الحركة، مع إصراره على رفض إطلاع أي من قياداتها على سيناريو العمل.
وحسب صحيفة "الراي" الكويتية التي نشرت الخبر الجمعة 23-5-2008 فإن موقف الإخوان يستند إلى كون حامد يعتبر من "ألد" خصومهم، خاصة مع دأبه على انتقادهم بشدة في كتاباته السينمائية والتلفزيونية، متهماً إياهم بـ"الإرهاب".
وقالت الصحيفة إنه فور إعلان حامد عن مشروعه التلفزيوني، بدأت قيادات الجماعة، ومعهم نجل مؤسسها أحمد سيف الإسلام البنا الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام لنقابة المحامين المصرية في الشكوى من عملية التعتيم التي يفرضها على العمل ورفضه إطلاعهم على مجرياته، مهددين بمقاضاته إن رفض تسليمهم نسخة من العمل، أو اتهم الحركة بممارسة الإرهاب، أو شوّه صورة قادتها ورموزها.
نجل البنا: فليذكر الحقائق ثم ليفسرها كيفما يشاء
واشار نجل مؤسس الجماعة أحمد سيف الاسلام، الى أنه التقى حامد، وطلب منه الحصول على نسخة من سيناريو المسلسل، لكن الأخير رفض. وقال "علمت أن لديه نية لكتابة عمل فني حول والدي الامام البنا، فطلبت منه أن يطلعني على السيناريو قبل البدء في تنفيذه، لكني فوجئت بأنه عدَّل موضوع العمل الدرامي من مسلسل عن البنا الى مسلسل عن الجماعة". وأوضح أنه يريد الحصول على نسخة من سيناريو المسلسل للاطمئنان على الدور الخاص بوالده، وصحة الوقائع التاريخية التي سيتضمنها.
وتابع: "لن أقبل أبدا أن يتعرض عمل فني لشخصية والدي في شكل لا يراعي الحقائق التاريخية التي حدثت في حياته"، غير أنه شدد في الوقت نفسه على أنه لن يتدخل في تقدير وحيد حامد لهذه الحقائق. وحذر من أن حامد "سيقع تحت طائلة القانون اذا قام بتنفيذ المسلسل من دون أن يطلع أسرة البنا على السيناريو"، مهددا بمنع عرض المسلسل بشتى الطرق، اذا تضمن اساءات لوالده أو وجد أنه يصفه بـ "الارهابي".
من ناحيته، اعتبر النائب الأول لمرشد "الاخوان" محمد السيد حبيب، أن المشكلة "برفض اطلاعنا على العمل او اشراك أي من قيادات الجماعة الذين عاصروها (الجماعة) وشهدوا تجربتها في اعمال كتابة السيناريو أو الاسترشاد بهم". ووصف تخوفات الجماعة من المسلسل، بأنها "طبيعية في ظل المناخ السياسي السائد"، والذي تواجه فيه الجماعة ضغوطا شديدة من جانب السلطات.
وحذر حبيب من أن جماعته "ستكون لها ردود أفعال غاضبة كرد مناسب على هذا العمل الدرامي في حال هجومه على الاخوان"، لكنه رفض الافصاح عن ماهية هذه الردود.
أما النائب الاخواني محسن راضي، وهو صاحب شركة انتاج فني كانت تخطط لانتاج مسلسل عن حياة البنا، فشن هجوماً مسبقاً على عمل حامد، متحدثاً عن معلومات تشير إلى أن وزيري الثقافة والاعلام يقفان خلف المسلسل الذي رصدت له موازنة تبلغ 20 مليون جنيه من الاموال الحكومية، وصفها بأنها "مشبوهة" بهدف تشويه صورة الجماعة أمام الرأي العام. وأضاف ان "أي عمل يكون له بالغ الأثر في نفوس المشاهدين، ومن ثم لا تملك الجماعة من وسائل الرد عليه سوى المقالات الصحافية فقط".
حامد: لست معنياً
في المقابل، أكد حامد تصميمه على استكمال المسلسل، وإخراجه للنور، رغم الضغوط والتهديدات، معتبراً أن تخوفات الإخوان "تخصهم وحدهم". وأكد الكاتب أنه اعتمد على الوقائع التاريخية المختلفة من أكثر من مصدر تاريخي، وأشار الى أن هذه العملية قام بها فريق عمل واستغرقت 3 سنوات.
كما نفى تلقي العمل أي دعم حكومي، بأي شكل، مشيراً إلى أنه، منذ أعلن عن شروعه في العمل، تسابقت 6 شركات فنية لانتاج المسلسل، لافتا الى أن الموازنة ليست 20 مليون جنيه. ووجه حديثه الى "الاخوان" بسخرية بالقول "من لديه بطحة يريد اخفاءها، فهذه مسؤوليته وليست مسؤوليتي أنا".
وتساءل "اذا كان تاريخ الجماعة ناصعا - كما تقول قياداتها - فلماذا الهجوم على العمل قبل خروجه الى النور والخوف، من خروجه أساساً".