قالت جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الفوضى السياسية في مصر بددت الأسطورة التي انتشرت بقوة خلال العام الماضي بأن مصر، أكبر بلد في الوطن العربي وصاحبة التاريخ السياسي الكبير، قد تقود محاولة لتأسيس الديمقراطية في المنطقة، مشيرة إلى أن حكام الخليج سعداء بحل البرلمان والسلطات التي منحها المجلس العسكري لنفسه في الإعلان الدستوري المكمل.
وأضافت الجريدة، في تقرير لها، أن مصر، بدلا من ذلك، أصبحت مثالا آخر للفرقة التي اندلعت من الربيع العربي، مشيرة إلى أن نشوة التخلص من نظام القذافي في ليبيا فتحت الطريق نحو الفوضى، وفي اليمن خلف التخلص من بن علي جمودا سياسيا، وسوريا تسير باتجاه الحرب الأهلية.
وأوضحت الجريدة أن هؤلاء المتصارعون في مصر قللوا من إمكانية أن يكون النموذج المصري تأثيرا على التحول السياسي في المنطقة، وأيضا في كيفية رؤية دول الجوار للأحداث في القاهرة.
ولفتت وول ستريت جورنال إلى عدم وجود أي رد فعل حتى الآن من قبل الحكام العرب على الانتخابات الرئاسية المصرية، أو تحركات المجالس العسكري الحاكم لتفكيك المؤسسات الديمقراطية – في إشارة إلى حل البرلمان -، وتقول الجريدة إن حكام الخليج انضموا إلى السعودية في حدادها على الأمير نايف آل سعود الذي توفي السبت، وهناك دولا أخرى تنتظر إعلان النتيجة رسميا.
وتشير النتائج غير النهائية وغير الرسمية إلى تفوق الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعالة، وجناح جماعة الإخوان المسلمين، على منافسه الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن مقربون من حكام السعودية والإمارات العربية يقولون إن هؤلاء الحكام سعداء بقرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر بحل البرلمان الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمين – صدر قرار الحل بعد حكم المحكمة الدستورية ببطلان عضوية ثلث أعضاء مجلس الشعب المنتخبين المستقلين – وكذلك منح الجيش حق الاعتراض (الفيتو) على الموازنة العامة والشؤون الأمنية والعسكرية، وفقا لنص الإعلان الدستوري المكمل.
وقالت الجريدة أن حكام دول الخليج تنتابهم الشكوك في تنامي الإخوان المسلمين سياسيا، ويرون أن الجماعة التهديد الأكبر لنظمهم بعد شيعة إيران.
ونقلت الجريدة قول مسؤول إماراتي 'حان الوقت.. أخيرا اتخذ (المجلس العسكري) خطوة ذكية'، في إشارة إلى حل البرلمان.وأضافت الجريدة قول المحلل السياسي إبراهيم شرقاية، نائب مدير مركز بروكينكز بالدوحة،أن النشطاء الديمقراطيين في الوطن العربي تشجعوا واتجهت أنظارهم إلى تونس واتخذوها نموذجا واقعيا يحذى بعد أن خرجت مصر من الصورة.