الطلبة السوريون في الخارج يعيشون اياما سوداء ويدفعون الثمن

في الأربعاء ١٣ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

June 12 2012 20:00


عرب تايمز

يعيش الطالب السوري منصور إسماعيل على بعد 4000 كيلومتر من الصراع الدموي في وطنه، ومع ذلك فإن آثار هذا الصراع تلاحقه يومياً . ولأن هذا الطالب يؤيد الاحتجاجات المعارضة لحكومة بلاده ألغت الحكومة في دمشق البعثة العلمية التي كان يتمتع بها “ما دفعني للعيش في الأشهر الماضية من مدخراتي” حسب ما أوضح الطالب منصور إسماعيل البالغ من العمر 28 عاماً، الذي لا يعرف كيف ستتطور الأحداث خلال الفترة المقبلة، لكنه لا يساوره أمل أن يحصل على مساعدة من ألمانيا في هذه الظروف

ويشتكي طلاب آخرون من سوريا من سوء أحوالهم منذ اندلاع الاحتجاجات في بلادهم قبل أكثر من عام، من إلغاء الحكومة بعثاتهم التعليمية، كما أن التحويلات المالية التي كانوا يحصلون عليها من أسرهم انقطعت في ظل عدم استطاعة عائلاتهم العمل . يضاف إلى ذلك الخوف المستمر على الأسرة والأمان الشخصي، لأن الطلاب يشعرون بالتهديد رغم بعدهم آلاف الكيلومترات عن وطنهم، مكان النزاع .ويعيش نحو 2100 طالب سوري في ألمانيا حسب بيانات الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي “داد”، ولكن ليس من المعروف عدد الذين يعانون منهم من مشاكل مالية . ويرى كريستيان هولزنهورستر، مسؤول هيئة “داد” عن متابعة طلاب منطقة الشرق الأوسط في ألمانيا أن وضع الطلاب السوريين في ألمانيا غير واضح لأن من الصعب معرفة عدد الذين لا يتلقون فعلاً أموالاً من أسرهم، “كما أن عدداً قليلاً جداً من الطلاب السوريين هم الذين يصارحون الجهات المسؤولة في الجامعات الألمانية بحالهم” . وأوضحت رئيسة المكتب الدولي بجامعة بريمن الألمانية أنيته لانغ أن هناك حالة من انعدام الثقة بين الطلاب والجهات المسؤولة في ألمانيا، فكثير من هؤلاء لا يجرؤون على التوجه لهذه الجهات وقليل منهم فقط هم الذين يتحدثون بصراحة عن حالهم

وبرر الطالب منصور إسماعيل ذلك بأن “سوريا توصف بأنها بلد الخوف”، وقال إن ذلك أصبح شيئاً ظاهراً في الآونة الأخيرة . وأضاف منصور الذي يدرس اللغة الألمانية وعلومها عبر الإنترنت، ويطلع على ما يحدث في وطنه ويتبادل الآراء مع معارضين عبر موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي وينشر لهم مقاطع مصورة وصوراً من مناطق الصراع في وطنه

منصور من مدينة الحولة السورية التي وقعت فيها في شهر أيار/مايو الماضي مذبحة مروعة قتل خلالها أكثر من 100 شخص . وقد أصيب بالصدمة عندما وصلته صور هذه المذبحة، لكنه علم أن أحداً من أقاربه لم يصب، “فلدي اتصال مع أسرتي، معظم أفراد الأسرة بخير”، ولكن إلى متى سيظل أفراد أسرته بمنأى عن الأذى؟هذا هو تساؤل منصور والكثير من أقرانه في ألمانيا “وكثير منهم لديهم مشاكل في الجامعة”، حسب ما يرى زميله محسن عباسي الناشط في اتحاد الطلاب السوريين والأكاديميين، وأشار إلى أن الكثير من الطلاب السوريين في ألمانيا قلقون على لقمة عيشهم مما يجعلهم يهملون الدراسة، إضافة إلى أن الضغوط النفسية عليهم شديدة ما ينعكس على مستواهم الدراسي

ودق المجلس الاتحادي للطلاب الأجانب في ألمانيا نواقيس الخطر قبل عدة أشهر بسبب عدم أحقية الطلاب السوريين في الحصول على مساعدات اجتماعية من ألمانيا، ما يهدد مواصلتهم الدراسة ويهدد في الوقت ذاته استمرار حصولهم على تأشيرة إقامة للدراسة . ورغم أن الولايات الألمانية لا ترحل أي طالب سوري لبلاده في الوقت الحالي، إلا أن الكثير من الجامعات ومن بينها جامعة بريمن ناشدت الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي “داد” اعتماد برنامج مساعدة عاجل للطلاب السوريين، بل إن جامعة كولونيا فتحت حساباً بنكياً لجمع التبرعات لهم

وليس بوسع الطلاب المعنيين الحصول على مساعدات مالية من “داد”، ورأى هولزنهورستر أنه “ليس من واجب “داد” إقامة صندوق إنقاذ رغم تردي وضع الطلاب السوريين” . وأشارت هولزنهورستر إلى أن الكثير من الجامعات الألمانية بها صندوق لتقديم المساعدات للطلاب الأجانب المعوزين وأن ميزانية هيئة “داد” ليس بها أكثر من ذلك .غير أن لانغ ترى أن هذا الصندوق لا يستطيع أن يتحمل تكاليف البعثات التعليمية التي تحرم الحكومة السورية طلابها منها، وقالت إن الطالب منصور إسماعيل على سبيل المثال لا يحصل من هذا الصندوق على أكثر من 60 يورو، غير أنه تلقى الآن مساعدة من جهة لم يكن يتوقعها، إذ قرر أحد الأساتذة الألمان الاشتراك مع عدد من أصدقائه في دعم الطالب حتى ينتهي من رسالة الدكتوراه الخاصة به في جامعة فلينسبورغ الألمانية

اجمالي القراءات 3140