ماري آخرهم في الموسكي وكارمن رئيسة الطائفة: 80 عجوزا ..آخر عنقود اليهود في مصر
اليهود الباقون فى مصر ..

في الأربعاء ٢١ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

ماري آخرهم في الموسكي وكارمن رئيسة الطائفة: 80 عجوزا ..آخر عنقود اليهود في مصر 3/19/2008 10:15:00 AM


80 عجوزا ..آخر عنقود اليهود في مصر


مصراوي - خاص - 80 عجوزا هم آخر عنقود اليهود في مصر.. يتلقون دعما من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.. ولا يظهرون سوى في المناسبات والاحتفالات الدينية كان آخرها الاحتفال بمرور مائة عام على افتتاح معبدهم بشارع الألفي بالقاهرة والذي حضره السفير الامريكي وغنى فيه جابر البلتاجي فحققوا معه في نقابة الموسيقيين.

واليهود في مصر اغلبهم يعيشون إما علي بيع ممتلكاتهم أو ممتلكات الطائفة..كما يوجد بعض اليهود الذين يحصلون علي معاشات من الجهات التي كانوا يعملون بها قبل بلوغهم سن المعاش.

كذلك تسعي السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بالقدر الذي لا يضعها في حرج سياسي إلي مساعدة أبناء الطائفة بكل الطرق الممكنة.

بالإضافة إلي أن الطائفة اليهودية الباقية في مصر ترتبط بعلاقات جيدة بعدد من التنظيمات اليهودية العالمية وقد انضمت الطائفة في نهاية عام 1982 كعضو بالمؤتمر اليهودي العالمي وأصبح العضو بالمؤتمر اليهودي العالمي رقم 67 وتتلقي دعما ماديا من منظمة "الجوينت" وهي منظمة دولية يهودية تتولي تقديم العون لكل الطوائف اليهودية بالعالم.

وينقسم اليهود بمصر إلي طائفتين "الربانيين" وهم العدد الأكبر وتقوم شعائرهم الدينية طبقا ما جاء بالتلمود والعهد القديم أما طائفة اليهود القرائين والذين يتمسكون بما جاء في العهد القديم فقط .. فقد تحولت إلي أقلية صغيرة جدا تضم أربع نساء.

وفي أواخر عام 1996 ونتيجة لسوء إدارة "أميل روسو" رئيس طائفة الربانيين السابقة لأموال الطائفة وتسببه في ضياع ممتلكاتها .. أو بيعها بثمن أقل من قيمتها الحقيقية .. قررت الجمعية العمومية للطائفة – وكانت الغالبية العظمي منها من النساء – الانقلاب علي "روسو" وكان وقتها في زيارة لباريس.. واستخدمت قضية بيعه لمعبد بورسعيد كسبب رئيسي للإقالة.

ونتج عن هذا الانقلاب النسائي اختيار مدام "ونشتاين" كرئيسة للطائفة ولكن نتيجة لكبر سنها تولت ابنتها "كارمن" إدارة الطائفة بالإنابة .

وتقول "كارمن" حتي أواخر الخمسينيات كانت رئاسة الطائفة بالانتخاب ولكن مع نزوح أعداد كبيرة من اليهود خارج مصر أصبحت رئاسة الطائفة ..تتتم عبر ترشيح شخص واحد للاستفتاء عليه,وعادة ما كان يتم اختياره علي أسس مستوي التعليم والمكانة المهنية والاجتماعية.

وبعد سفر معظم الاشكيناز "يهود الغرب" وهجرتهم من مصر أصبحت رئاسة الطائفة في السفارديم"يهود الشرق"، ورغم أن المراجع التاريخية تشير إلي أن الاشكيناز والسفارديم التابعين للطائفة الربانية قد توحدوا عام 1947 وأصبحت لهم إدارة واحدة، إلا أن كارمن تنفي ذلك وتقول أن ما كان حادثا بالفعل هو انفصال الطائفتين بدليل أنه في أعقاب عام 1967 هاجر عدد كبير من الاشكيناز الباقين ولم يعد هناك سوي بضع عشرات منهم فأعلنوا انضمامهم إلي السفارديم

كما تبرع الاشكيناز الذين هاجروا بما تبقي لهم من ممتلكات للسفارديم وهذا يؤكد ن الطائفتين كانتا منفصلتين حتي عام1967 ورئيسها الخاص أيضا.

وتؤكد كارمن علي أن أفكار الاشكيناز لرئاسة الطائفة لسنوات طويلة جاء لأسباب عديدة كان أهمها أن الاشكناز كانوا أكثر ثقافة من السفارديم..وكانت الأنشطة الفكرية والثقافية للطائفة اليهودية محصورة إلا باستثناءات قليلة في أوساط الاشكناز وحدهم دون السفارديم والقرائين.

وتقول "كارمن" كانت الحياة الدينية لليهود تسير علي خير ما يرام أغلب الأحيان وكان هناك 34 معبدا بالقاهرة وحدها منها 12 معبدا بحارة اليهود.

ولم يكن المصريون يتعرضون لليهود في ممارسة شعائرهم الدينية وحتى عندما أحرق معبدا لليهود عام1947 أعلنت الحكومة المصرية أعادة بناؤه علي نفقتها الخاصة ولكن في مكان أخر إلا أن رئيس الطائفة رفض وقامت الطائفة بإصلاح المعبد علي نفقتها الخاصة في المكان نفسه

ومع مرور الوقت ومع تزايد هجرة اليهود خارج مصر أهملت هذه المعابد وأصبح معبد موسي بي ميمون مهددا بالانهيار نتيجة زيادة منسوب المياه الجوفية أسفله.

وبالنسبة للأطعمة اليهودية الخاصة أو طعام"الكوشير" أي المجهز علي الطريقة الشرعية وفق التقاليد الدينية اليهودية فتقول "كارمن" أن الطائفة كانت تقيم مخابز خاصة بها لإنتاج الخبز والفطائر الملائمة لكل الأعياد الدينية اليهودية وكان هناك مخبز في ميت غمر ينتج "الماتسا" وهو خبز غير محمر كان يتناوله اليهود المتدينون طيلة الوقت أما اليهود غير المتدينون فكانوا يستعملونه فقط في الأعياد الدينية الخاصة بذلك فقط وخاصة في عيد الفصح أو "البيسنح"

وكان هناك فرن آخر أيضا في حارة اليهود لخدمة ما يزيد علي سبعة ألاف يهودي هم سكان الحارة.

والطعام "الكوشير" لا يقتصر فقط علي الخبز بل تعداه إلي اللحوم حيث لم يكن مسموحا لليهود بتناول لحوم غير مذبوحة علي غير الطريقة اليهودية.

وحصلت الطائفة اليهودية منذ القرن التاسع علي قطعة أرض كبيرة لإقامة جبانة عليها وكان أحد الأمراء قد وهب هذه الأرض للطائفة التي تقاسمتها فخصصت نصفين للربانيين والنصف الآخر للقرائين

ومنذ عشر سنوات استولت شركة المعادي للإسكان علي الجزء المخصص للقرائين وأقامت عليه مساكن وعمارات أما الجزء المخصص للربانيين فقد زحفت إليه العشوائيات كما قامت الدولة بانتزاع جزء من مقبرة الربانيين لاستكمال الطريق الدائري

وعلي الرغم من أن الطائفة قد أبدت موافقتها علي مبدأ نزع هذه الأراضي بشرطين:

أولا: الحصول علي تعويضات مناسبة.

ثانيا: بأن تتخذ احتياطات محددة حتي لا تتأثر هذه المقابر بأعمال البناء وتؤدي إلي ضياع عظام الموتى علي الرغم من ذلك إلا أن تدخل الحاخامات الأمريكيين والأسرائيلين في الأمر أدي إلي فساد الصفقة واضطرت الطائفة إلي رفع دعاوى ضد الحكومة لمنعها من استكمال أعمال تشييد الطريق الدائري ومازالت القضية قائمة حتي اليوم.

وتمتلك الطائفة جبانات أخري في بورسعيد والإسكندرية.

وتقول كارمن أن أعداد اليهود في القاهرة غير معروفة بدقة ولكن من يترددون علي الطائفة وعلي جمعية "قطر اللبن" حوالي 60 شخصا منهم خمسة رجال فقط.

ولكنها تعتقد أن هناك مثل هذا العدد الذي لا يتردد علي الطائفة وبالتالي فلا يدخل ضمن الحصر الذي تجريه الطائفة لعدد المنتسبين إليها سنويا.

انقراض الرجال!

وحاليا لم يعد هناك سوي 50 يهوديا في الإسكندرية منهم 45 امرأة وخمسة رجال فقط

ولأن الشريعة اليهودية تشترط إقامة صلوات السبت في وجود عشرة رجال علي الأقل فان اليهود الذين مازالوا علي قيد الحياة لا يؤدون صلوات جماعية ويقوم كل منهم بالصلاة بمفرده.

ويقوم حاخام إسرائيلي اسمه "ألبير شيرازي" بالحضور إلي مصر في عيد رأس السنة العبرية وعيد الفصح لإقامة شعائر الاحتفال حيث لا يوجد بالإسكندرية أي شخص يمكن أن يتولى منصب الحاخامية.

وتدلل سكرتيرة الطائفة"لينا متاتيا" وهي من أسرة يونانية سكنت الإسكندرية منذ القرن الماضي علي عدم اعتناء اليهود بالمسائل الدينية بقولها :"إننا لا نأكل أكل الطريقة .. أي أكلا عاديا.. في مقابل الطعام "الكوشير" أي المحلل دينيا. والذي يجب أن يجري عليه طقوسا دينية خاصة بالنسبة للحوم والخبز".

وبقي أن نعرف أن الطائفة الآن تواجهها بعض المشاكل السياسية والتي تتمثل في عدم تمتع معظم أبناء الطائفة بالجنسية المصرية حيث نجد أن غالبية الطائفة كانوا لا يقبلون علي الجنسية المصرية نتيجة تمتعهم بالحماية الأجنبية من امتيازات غير أن ما جري بانتهاء نظام الامتيازات والمحاكم المختلطة عام 1949.. وذلك طبقا لشروط أتفاقية مونتريه عام 1937.. أدي ببعض هؤلاء إلي السعي للحصول علي الجنسية المصرية .. ومن لم يتمكن من الحصول عليها لم يكن أمامه إلا الرحيل.

آخر يهودية في الحارة

-أما حارة اليهود فتتوسط أكثر أحياء القاهرة ازدحاما.. وهي الموسكي.. والتي يرجع تاريخ إنشائها إلي عهد إنشاء حي الموسكي حوالي عام 1848..تقول بعض الدراسات أن هذه الحارة أنشأت بأمر السلطات كمظهر من الاضطهاد الديني والبعض الأخر يري أن اليهود أنفسهم هم الذين أنشلوا "الجيتو" أو حارة اليهود لأنهم كانوا دائما ميالين لأن يعيشوا متقوقعين علي أنفسهم وأن السلطات بريئة من تهمة حصرهم في مكان محدد.

عندما تدخل حارة اليهود يلفت نظرك أزقتها ودروبها فعرضها لا يزيد علي مترين فقط وتضم الحارة مئات المنازل والمحال التجارية والمصانع التي كانت كلها ملكا لليهود لأنهم لم يكونوا يسمحون لأحد غيرهم أن يقيم فيها أو حتي يدخلها.

ويقال أنه في سنة 1939كان عدد اليهود في مصر حوالي 150الف يهودي منهم خمسة ألاف كانوا في حارة اليهود.

وعندما اخذوا يهاجرون من مصر تباعا بمحض إرادتهم عام 1948 أثناء حرب فلسطين وبعد أن تزايدت هجرتهم بعد ثورة 23 يوليو وبعد العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 كانوا يبيعون أملاكهم في الحارة للمصريين وغالبا لمن كانوا يعملون معهم.. حيث يقطن في حارة اليهود حاليا حوالي 25 ألف مصري.. ولا يوجد سوي امرأة يهودية واحدة هي "ماري" والتي تنتمي لعائلة "سموحة" الشهيرة بالإسكندرية.

تعيش "ماري" بمجمع إيواء فقراء اليهود الموجود داخل الحارة والذي يطلق عليه اليهود لفظ "قدش" وهي قد تجاوزت الثمانين من عمرها لكنها لازالت تحرص علي الذهاب إلي معبد هاثما يم "بوابة السماء" والذي يوجد بشارع عدلي .. يوم السبت من كل أسبوع وفي الاحتفالات الرسمية للأعياد والتي تقيمها السفارة الإسرائيلية للحفاظ علي الحد الأدني من الاتصال بين اليهود وبعضهم البعض.

تقول "ماري" وهي شخصية حادة الطبع أنها تعيش في هذا المسكن منذ فترة طويلة وأن رئيس الطائفة اليهودية في مصر يتكفل بنفقاتها.

وعن سبب عدم هجرتها من مصر؟ وما هي علاقاتها بجيرانها من المصريين ؟ قالت: إن مصر هي وطنها الذي لا تعرف غيره.

اجمالي القراءات 6032