- اعداد - قسم الترجمة :
- منذ 1 ساعة 30 دقيقة
فى تعليقين على الاحداث فى مصر منذ قيام الثورة العام الماضى وحتى الآن اثار البروفيسور الامريكى من اصل يونانى "نيكوس ريتسوس" استاذ العلوم السياسية
المتقاعد فى شيكاغو بالولايات المتحدة العديد من القضايا والامور المهمة والمعلومات الدقيقة، وذلك من خلال ما كتبه فى مدونات نشرتها صحيفتى "تليجراف" البريطانية، و"ديلى ستار" اللبنانية باللغة الانجليزية.
فقد تحدث الكاتب عن وجود شراكة بين المجلس العسكرى مع الولايات المتحدة واسرائيل فى إعادة إنتاج نظام "مبارك" – على حد وصفه- بمسميات تتلاءم مع الربيع العربى، مشيرا الى ان "أحمد شفيق" هو الخيار الاستراتيجى الجديد للولايات المتحدة واسرائيل بالشراكة مع المجلس العسكرى مجتمعين وفرادى. كما تحدث الكاتب عن دور امريكا فى شيطنة الثورة واجهاضها واثارة التشكيك والتخوين بين القوى الثورية، وكيف تلعب المخابرات الغربية بالمصريين من خلال حرب نفسية تهدف لتشتيت الارادة والوحدة وتثير الفزاعات واستحضار معارك الماضى ، والهدف هو اعادة انتاج النظام القديم ، واكد الكاتب ان امر يكا استخدمت نفس الاسلوب فى ليبيا ، لعدم قيام دولة اسلامية.
وفيما يلى الترجمة النصية التى جاءت فى صحيفة "ديلى ستار":
"سقط "مبارك" وكان هناك شخص آخر فى الصعود وهو، أحمد شفيق، آخر رؤساء وزاراته وهو الآن الخيار المفضل لدى الولايات المتحدة وإسرائيل والمجلس العسكرى الذى يعتمد تماما على الولايات المتحدة فى الدعم والامدادات والتدريب والتمويل.
شفيق مسئول عن قتل الثوار
لكن يبقى سؤال راودنى: إذا كان قد حكم على "مبارك" واتهم فى قتل ٩٠٠ شهيد فلماذا لم يتم الحكم على رئيس وزرائه فى ذاك الوقت "أحمد شفيق"، أليس هو الآخر مسئول وبدرجة مماثلة؟!.
من الواضح أن محاكمة "مبارك" كانت مظهرية للترضية والالتفاف على الرأى العام بينما من وراء الستار كانت الولايات المتحدة والمجلس العسكرى يعدون رئيس وزراء "مبارك" ليستبدله ويستمر عهده بكل معانيه، وأشك أن "مبارك" سيتم تبرئته عقب الانتخابات لانعدام الأدلة.
وأراهن أن المجلس العسكرى و الجنرالات سيستمرون ليكونوا أصحاب الكلمة الأخيرة والفصل، لتذهب مصر فى الإتجاه الذى يقررونه هم وحدهم،
عهد "مبارك" لم ينته ولكن جار إعادة صياغته وتشكيله وتظبيطه ليتلاءم مع سياسات اسرائيل والولايات المتحدة ويتم هذا بواسطة المجلس العسكرى.
إن ما يجرى الآن هو إعادة تعبئة عهد "مبارك" فى صندوق يتلاءم مع الربيع العربى وإعادة بيعه للمصريين مرة أخرى.
وفيما يلى ترجمة ما جاء فى صحيفة "تليجراف".
عاش المصريون ربيعا عربيا تحول إلى ثورة! وظنوا أنهم فازوا بذلك! وكان المصريون منتهى البهجة واحتفلوا. ولكن فجأة اختفت الثورة! ويبدو الآن أن الثورة كانت مثل خدعة الساحر: "تراها الآن، ولا تراها الآن!"
ماذا حدث؟
لقد تم احتواء (اختطاف الثورة)، من قبل المجلس العسكرى امتثالا لطلب الولايات المتحدة باحتواء ما قد يلحق من ضرر لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
كان الرئيس السابق "حسني مبارك" تعهد بعدم الاستقالة خلال الاحتجاجات الواسعة والمستمرة وكانت الولايات المتحدة تخشى قيام انقلاب عسكري من قبل صغار الضباط كما حدث في عام 1953 بقيادة جمال عبد الناصر، و لمنع هذا فقد أمرت الولايات المتحدة الجنرالات بالاطاحة ب "مبارك"، وقد ظهر "مبارك" عقب ذلك في حالة نفسية سيئة على الشاشة حين تم اصطحابه لطائرة هليكوبتر عسكرية تحت حراسة لوضعه قيد الإقامة الجبرية في استراحته بمنتجع بسيناء. ثم ظهر نائبه "عمر سليمان" على شاشة التلفزيون ليقول للمصريون أن الرئيس "مبارك" قد تنحى من منصبه، و هو ما لم يحدث فى الواقع، ولكن المجلس العسكري الحاكم طالب "مبارك" بالحفاظ على الهدوء أو السجن مدى الحياة، كانت هناك محاكمة هزلية قصيرة بينما "مبارك" .
لماذا استجاب الجنرالات للاأوامر من الولايات المتحدة؟
1- بدون أسلحة الولايات المتحدة، والمستلزمات، والتمويل وقطع الغيار سيصبح الجيش المصري بلا غطاء.
2- لقد ساعدت الولايات المتحدة جنرالات الجيش المصرى على السيطرة على قطاع واسع من الصناعات التي يقدر خبراء بنحو 20٪ من الاقتصاد المصري (وفى تقديرات أخرى بالضعف و هذا ما يجعلهم فى غنى أمراء السعودية كرد لجميل علاقاتهم والتبعية للولايات المتحدة. من ثم هل فى إمكأنهم الفعل بدون ما تقدمه الولايات المتحدة من الأسلحة والمال؟ لا فلديهم القليل من النفط والغاز الطبيعي. كما أن اعتمادهم على الولايات المتحدة مماثل لاعتماد "حامد كرزاى" و الحكومة الافغانية ، إلا أنه لا يوجد لديهم تمرد "طالبان" للتعامل معه!.
منظمات المجتمع المدنى شيطنت الثورة
عندما أمرت الولايات المتحدة المجلس العسكري المصري بإسقاط "مبارك" فإن الولايات المتحدة كان لديها خطط أخرى لتحقيق الاستقرار في مصر، وهو تعبير عن كناية ملازمة لتخريب الثورة والحفاظ على الوضع الراهن كما هو، وعلى الفور خصص الكونجرس الأميركي الكثير من ملايين الدولارات لتمويل المنظمات غير الحكومية، مثل المعهد الجمهوري الدولي، المعهد الديمقراطي الوطني، و بيت الحرية بالتزامن مع المنظمات الأوروبية غير الحكومية الأخرى، و التى مهدت الطريق لشيطنة الثورة المصرية، وعندما بدأ بعض المصريين يتسائلون لماذا لم تكن هذه المنظمات غير حكومية الأجنبية غير متواجدة أو كان لها حضور لتعزيز الديمقراطية خلال 30سنة من حكم "مبارك" الاستبدادي، بينما الآن هم يملئون مصر، في العام الماضى القى القبض على "سام لحود"، نجل وزير النقل الاميركى كستار دخان ليبين المجلس العسكرى للمصريين أن الأجانب لن يكون لهم دور فى تشكيل مستقبل مصر، ولكنهم سيفعللون ذلك . فبوفرة من المال الاميركى و دعم من المنظمات غير الحكومية ودعم كامل من المجلس العسكري ، صعد رئيس وزراء حسني مبارك "أحمد شفيق" السابق إلى القمة.
مبارك وشفيق وجهان لعملة واحدة
"لقد قلبت الولايات المتحدة الثورة المصرية مثلما تقلب قطعة نقود، فقد توارى جانب "مبارك" و صعد جانب "شفيق" و خرجت الولايات المتحدة فائزة بالرهان، و الهدف النهائي؟ منع مصر من أن تصبح جمهورية إسلامية مثل إيران.
اختطاف ثورة ليبيا
جهود الولايات المتحدة لاختطاف الثورة المصرية ليست الأولى بل هي الثانية بعد جهد مماثل فى اختطاف الثورة الليبية من خلال اجبار المجلس الوطني الانتقالي على تعيين اثنين من المواطنين الأميركيين من أصول ليبية وهم "محمود جبريل"
رئيسا للوزراء، و"خليفة هفتار" القائد الأعلى للجيش الليبي الجديد، و لقد تم طردهم من مناصبهم بعد أن كشفهم كاتب هذه المقالة في ديسمبرالماضى 2011 على مدونة هنا و على صفحات "الفيس بوك" و "راديو 17" في ليبيا و عدد من الصحف العربية، فى أعقاب ذلك طالب قادة المتمردين فى ليبيا باقصائهم و تبادل "عبدالحكيم بلحاج" أحد قادة المتمردين الذي استولى على طرابلس من قوات "القذافى" والذي يزعم أنه تعرض للتعذيب من قبل وكالة الاستخبارات المركزية CIA في بانكوك، تايلاند، إطلاق النيران مع "خليفة حفتار" ، عندما حاول السيطرة على مطار طرابلس. وطالب "بلحاج" بإقالة "حفتار" و أضطر المجلس الانتقالى للرضوخ لذلك.
العسكرى والمصريين
وعلى عكس ليبيا ففى حالة مصر لا يوجد قادة من المتمردين لإنقاذ الثورة، فبعد أن أزاح قادة مصر العسكريين "مبارك" وسيطروا على مقاليد الامور ، اصبح
المصريون فى حالة من الغليان ضد المجلس العسكري الحاكم ، ولكن المجلس العسكري الحاكم يقوم بتكسير جماجمهم و عظامهم تحت ذريعة الاستقرار، المشير "حسين طنطاوي" هو "اوجوستو بينوشيه" الجديد للولايات المتحدة في القاهرة، واختيار الولايات المتحدة للرئاسة المصرية هو "أحمد شفيق".
خلال الصراع بين صربيا وكوسوفو قال السناتور الامريكي "جون ماكين" للصحفيين: أن (الولايات المتحدة) هي قوة عظمى ونحن لا يمكن أن نخسر" . وكذلك فإن الولايات المتحدة لا يمكن ان تخسر في مصر على حد سواء".
وختم الكاتب مقاله قائلا:" لقد أمسكت الولايات المتحدة بخناق المجلس العسكرى
وضغط المجلس العسكرى بمصالحه و بذراعه الغليظة على خناق الثورة".