رسالة مفتوحة للشيخ محمد أيوب صدقي

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الإثنين ٢٤ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الكسل الذهنـــي
عندما يكون ضاربا أطنابه

): لي حظ الإطلاع على الجهد الذي بذله مشكورا السيد صالح بن داود بافولولو في كتابه ( أين القرآن وكفى من هدي المصطفى؟ ) : الطبعة الأولى- سنة1428 هـ / 2007 م.

والشكر يوجه كذلك للشيخ الحاج محمد أيوب صدقي الذي اهتم بالكتاب وأعد له مقدمته التي جاءت هامة جدا لما احتوته من تساؤلات أذكر منها:
01 هذا.. مما يدعو إلى الغرابة حقا أن تنتشر بين مثقفي المسلمين دعوة تحمس لها دعاتها تعلن أن القرآن، وحده كاف للمسلم يغنيه عن السنة، وأطلقوا على نظرتهم هذه: القر&AcAcirc;ن وكفى. والأغرب من ذلك كله أن تجد هذه الظاهرة من يستجيبون لها ويبذلون جهودا لا داعي لها في ترويجها ويتناصرون حولها بكل إصرار ويفتحون لهم مواقع في شبكة الانترنت، الله أعلم بنواياهم في فتحها. ( صفحة 05).

02 وكأن كل ما قيل منذ أيام الوحي عن مصادر الكتاب والسنة وأنهما مظهران متكاملان في الإبلاغ عن الله بشكل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، لم يجدوا فيه ما يقنعهم بتفاهة فكرتهم وتهافتها. وماذا عليهم لو تركوا الناس وشانهم يتلقون دينهم من مصدريه الأساسيين الكتاب والسنة، وما الذي حملهم على إثارة هذه الضجة ضد مرجعة السنة ؟ إنه في الحقيقة أمر مريب حقا...
03 إن الشيخ - المقدم – يقر حقيقة ذات ثقل وحجم، وهي أن المنكر لا ينبغي السكوت عنه. ( صفحة 06).
04 ويقر الشيخ - المقدم – في صفحة 06 أن هناك كسلا ذهنيا وأن كثيرين معرضون لإصاباته ويحثهم أي المقدم على التصدي للعابثين في مضمار الشريعة أو المتطفلين على موائدها.

وقد جاء ذلك في صفحة 06 وحرر ببني يزقن في 06/05/1428 هجرية الموافق ليوم 23 /05/2007 ميلادية.

إن التعليق أو التساؤلات لا يمكن ولا يجب اعتبارها نقدا أو انتقادا موجها إلى معد الكتاب أو إلى معد المقدمة، إنما هي مجرد موقف قارئ متواضع قرأ الكتاب ورجع فكرر قراءة المقدمة التي أعدها الشيخ الحاج محمد أيوب صدقي، لما رأى فيها من أهمية هي الأخرى لاسيما في ذلك التساؤل الذي جاء كما يلي:
* وكأن كل ما قيل منذ أيام الوحي عن مصادر الكتاب والسنة وأنهما مظهران متكاملان في الإبلاغ عن الله بشكل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، لم يجدوا فيه ما يقنعهم بتفاهة فكرتهم وتهافتها. وماذا عليهم لو تركوا الناس وشانهم يتلقون دينهم من مصدريه الأساسيين الكتاب والسنة ، وما الذي حملهم على إثارة هذه الضجة ضد مرجعية السنة ؟ إنه في الحقيقة أمر مريب حقا.( ص 5+6 ).

وما أستنتجه كقارئ – وبكل تواضع – أن حيرة الشيخ صدقي المحترم تكمن في ذلك السبب الغريب الذي حمل أولئك المتحمسين إلى إثارة هذه الضجة؟ وماذا عليهم لو تركوا الناس وشأنهم يتلقون دينهم من مصدريه الأساسيين: الكتاب والسنة ؟ ولعله يقصد الكتاب والأسوة الحسنة التي جعلها الله في رسوله وأمر عباده بها ؟ . أما السنة فتطلق على سنة الله ولا توجد إشارة إلى سنة غير سنته تعالى، فنحن مطالبون بالتأسي بالرسول فيما بلغ عن ربه...


وحسب رأيي فإن الشيخ صدقي يكون محقا أكثر في تساؤله وصادقا فيه لو كانت الدنيا كما يتصورها هو بصدقه وبراءته وفطرته ولكن...
ماذا عساه يفهم أو يقول بعد أن يطلع على ما تعج به كتب الصحاح بكل درجاتها وأصنافها ومنها صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ولم يسلم مسند الربيع بن حبيب من بعضها ؟
01)
296 حدثنا إسماعيل بن خليل قال أخبرنا علي بن مسهر قال أخبرنا أبو إسحاق هو الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت ثم كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه تابعه خالد وجرير عن الشيباني .
صحيح البخاري ج 1 ص 115.
4827 وقال بن أبي ذئب حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يترايدا أو يتتاركا تتاركا فما أدري أشيء كان لنا خاصة أم للناس عامة.
صحيح البخاري ج 5 ص 1967.

02) 1453 وحدثني وهارون بن سعيد الأيلي واللفظ لهارون قالا حدثنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت حميد بن نافع يقول سمعت زينب بنت أبي سلمة تقول سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول لعائشة ثم والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام قد استغني عن الرضاعة فقالت لم قد جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله والله إني لأري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعيه فقالت إنه ذو لحية أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة فقالت والله ما عرفته في وجه أبي حذيفة.
صحيح مسلم ج 2 ص 1077.

03) 185 أبو عبيدة عن جابر بن زيد أن أم المؤمنين أمرت أبا يونس مولاها أن يكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فلما بلغها آذنها فأملت عليه حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين فقالت هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مسند الربيع ج 1 ص 49 الناشر دار الفتح للطباعة والنشر بيروت.

فما هو تعليقكم على هذا الحديث الذي نسب إلى سنة الرسول و إلى أم المؤمنين أنها أملت على كاتبها الذي كان ينسخ لها الكتاب فقالت حسب الرواية: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين . وأكدت ذلك الإدراج فقالت: هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فهل هذا الحديث وضع للتشكيك في القرآن و إدراج كلام من عند البشر في كتاب الله ؟
أم أنها حقيقة كان في الآية كلمة ( صلاة العصر فضاعت !!!) ؟


وأما إذا أراد المزيد فله ذلك ، ومع كل ذلك فما خفي هو حتما أعظم .

04) الفكرة يمكن أن تبدو تافهة وسخيفة ثم تثبت الأيام أنها كانت حقا فكرة ذات جذور وأصول لا ينبغي أن يستهان بها ولا أدل على ذلك من الآيات أرقام: 09 و10 و11 من سورة الجمعة، تلك التي بقيت تحفظ و تتلى قرونا وقرونا لا يعلم مداها إلا الله، وقد تنكر لها قوم وأداروا لها ظهورهم مع وضوحها وضوح الشمس في رابعة النهار، بل وكان المتسائلون عنها وعن أسباب تركها أيات جامدة لا حراك لها، كانوا يعتبرون أصحاب فكرة تافهة بسبب تفاهة فكرتهم وتهافتها وأخيرا كسرت الاقفال التي كانت على القلوب واسترجعت تلك الآيات القرآنية الواضحة حياتها وبعثت من مرقدها.

نعم ما عساه يفهم ويقول عندما يكون اطلع على تلك المقابلة أو المحاورة المتلفزة في الأيام الأخيرة وقد صرح فيها الشيخ عبد المهدي شيخ الأزهر بصريح العبارة: بأن كتاب البخاري هو أصح كتاب بعد القرآن العظيم، ويجب الأخذ به أي بصحيح البخاري كما هو كاملا شاملا غير منقوص، وأن من حاول أن يتنكر لرواية واحدة أو يحدق فيها أو يتدبرها أو يلحقها بنقد فإنه آثم قلبه ويصبح من المرتدين الكفرة وما إلى ذلك من التصريحات والأحكام التي أصدرها الشيخ الأزهري وهي تصريحات قد يدرجها ألآخرون في باب - أغرب من الخيال –

05 وعليه فهل مثل هذه الأحاديث أو الافتراءات تصلح أن تكون مصدرا آخر مكملة للوحي والسنة أي أنهما مظهران متكاملان في الإبلاغ عن الله بشكل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ؟ ( صفحة 05 من الكتاب ).
وعليه فمن هو العابث يا ترى ؟
فمن هم العابثون في مضمار الشريعة ؟ أو المتطفلون على موائدها ؟
نعم حسب رأيي كقارئ فإن مثل هذه المواقف التي تكتسي بثوب الفضيحة تكفي وحدها أن تصلح جوابا كافيا شافيا مقنعا لذلك التساؤل الذي سأله الشيخ الحاج محمد أيوب صدقي الذي قال: وماذا عليهم لو تركوا الناس وشأنهم يتلقون دينهم من مصدريه الأساسيين...

وفي الأخير أعتقد أن كلا من المؤلف والمقدم له والقارئ أي قارئ:
إما أن يكون قرآنيا بالحفط فقط.
وإما أن يكون قرآنيا بالترتيل والتدبر...

اجمالي القراءات 27645