( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۗ
وللمُحَمّديّــين كذلك سامريُّهُمْ وعجْلُهُمْ.

يحي فوزي نشاشبي في الأحد ١٢ - يناير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

وللمُحَمّديّــين  كذلك  سامريُّهُمْ  وعجْلُهُمْ.

******

      إنّ  مُجرّد  التفكير  في  أن  عبد  الله  عيسى  ابن  مريم  لم  يقتله  أحد  ولم  يُصلبْ  أو  أنه  لم  يمت،  أو  أن  الله  رفعه  إليه  حيا،  إن  من  يذهب  به  اعتقاده  هذا  المذهب  يكون  مصابا  بتلك  العدوى  الخطيرة،  أو  بذلك  " الفيروس "  أو بتلك  الفتنة  التي  أصابت  قوم  موسى  أثناء  غيابه  عنهم  مدة،  أولئك  الذين  وقعوا  تحت  غوايـــة  " السامري "  وضلاله،  حيث  أخرج  لهم  عجلا  جسدا  له  خوار،  فاتخذوه  إلها  لهم،  على  الرغم  من  استنكار  هارون  وإلحاحه  لتحسيسهم  مغبة  ما  وقعوا  فيه.  وكيف  لا  يقع  " المحمديون "  هم  كذلك  تحت  وطأة  هذه  الفتنة ؟  وهم  يعتقدون  أن  عيسى  ابن  مريم  لم  يولد  تلك  الولادة  المعروفة  عند  الجميع ؟  ثم  فوق  ذلك  يعتقدون  أنه  لم  يمت  الموت  المعروف  لدى  جميع  المخلوقين،  بله  اعتقادهم  أن  الله  اختاره  ورفعه  إليه  حيا ؟  وعليه،  ألا  تكون  كل  هذه  المواد  أو  المكونات  وعلى  سخافتها،  ألا  تكون  موادا  كافية  لصناعة  عجل  يفوق  العجل  السامري  في  عهد  موسى؟ 

        وأما عن  تلك  الإشارات  القوية  الدالة  على  أن  " المحمديين " مصابون  هم  كذلك،  وفعلا،  بأفاعيل  ذلك  " الفيروس " ؟   فعديدة  ومنها :

        01)-  بمجرد  وفاة  محمد، عبد  الله  ورسوله،  وغيابه  عن  هذه  الدنيــا،  انقلب  " المحمديون " على  أعقابهم  وصدقت  فيهم  تلك  الآية  رقم 144  في  سورة  آل  عمران، ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ  خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ ).

 

        02)- وإنّ  موقف  "  المحمديين " الذين  انقلبوا  على  أعقابهم  يشبه  كثيرا  أولئك  الذين  انقلبوا  على  أعقابهم  بمجرد  غياب  موسى  عنهم.

 

        03)- من الملفت أن تعتقد الأغلبية الساحقة أن لعيسى ابن مريم موعدا  ورجوعا !?  ومن الإنصاف  أن  نتصوّر موقفهم ،  كيف لا ؟  وهم  يرون  أن  ميلاد  عيسى  ابن  مريم  كان  عجيبا  وعجبا ؟  وكيف  لا ؟  وهم  يعتقدون  أنه  لم  يمت  وأن  الله  رفعه  إليـه  حيا،  وتجاهلوا  قوله  سبحانه  وتعالى  في  الآية  رقم  59  في  سورة  آل  عمران:  

( نَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ.).

        04)-  وكأنّ  "  المحمّديين " يلمّحون  إلى  أن  محمد  بن  عبد  الله،  إن  كان  أمرَ  من  طرف  خالقه  سبحانه  وتعالى  بذلك  الأمر  الوارد  في  سورة  الكهف  الآية  رقــم :

105 ( قُلِ اِنَّمَآ أَنَا بَشَرٞ مِّثْلُكُمْ يُوح۪يٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمُۥٓ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاٗ صَٰلِحاٗ وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَداٗ)ۖ . وكأنهم  لم  يقتنعوا  بذلك  الأمر  الإلهي  وبذلك  التصريح،  فراحوا  يبذلون  ودائما  تحت  تأثير  ذلك  " الفيروس"  الجهود  الرامية  إلى  اتهام  محمد  عبد  الله  ورسوله  بأنه  تقوّل  على  الله  كثيرا  من  الأقاويل  التي  ملأت  بطون  تلك  الأمهات  التي  ولدت  لهم  ما  ولدت  من  أجل  إظهار  محمد  ورغم  أنف  تلك  الآية  العظيمة رقم  105  في  سورة  الكهف،  بأنه  وإن  كان  بشرا  ولكن  ليس  مثل  البشر، افتراء  على  الله  العظيم،  كما  راحوا،  أي  المحمديون  أنفسهم  يفترون  على  الله  العظيم  بأن  عبده  عيسى  ابن  مريم  ورسوله،  ليس  بشرا،  ما  دام  الله  رفعه  إليه  حيا  وأنّ  مثله  ليس  كمثل  ءادم  ولم  يخلق  من  تراب،  واختلقوا  ما اختلقوه  من  صور  لعيسى  ابن  مريم،  وكانوا  أول  من  صدّق  افتراءه  ذلك،  وكأنّ  لسان  حال  عيسى  ابن  مريم  يقول : إنما  أنا  لستُ  بشرا  مثلكم،  وكيف  أكون  مثلكم  وأنا  لم  يتوفن  الله  ولم  أصلب  وإنما  رفعني  إليه  وأنا  على  قيد  الحياة  ولي  موعد  للرجوع  وأن  الله  حاباني،  وما  إلى  ذلك  من  افتراءات  وأكاذيب. ومما  لا  شك  فيه  فإن  عيسى  عليه  السلام  سيصرح  يوم  الفرقان  فيقول: ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ*مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ*إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.). المائدة 116/118.  كما سوف  يصرح  محمد  عليه  السلام  فيقول: ( وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ (7) أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (8) قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ) الأحقاف  (7/9). (نشر  في  الفيسبوك يوم  11  جانفي  2025.).

************   

 

اجمالي القراءات 313