هل الأرض سيرثها الصالحون كما يتصور المُسلمون ؟؟
الإجابة ::::::::
لا ولا فى الأحلام .
طيب ليه هم فاهمين غلط ومتوهمين الموضوع ده ؟؟
الإجابة ::
لأنهم لا يتدبرون القرءان ويدرسونه حق تدبره ودراسته ...
وعلى ماذا بنوا تصورهم هذا ؟؟
الإجابة ::::
على أنهم أخذوا مُصطلح (الأرض ) الوارد فى القرءان إسما للكورة الأرضية (أرض الدُنيا ) فى كُل آيات القرءان الكريم ، وهذا خطأ ،وخطأ مبنى على فهم للقشور ولأخذ معانى المُصطلحات القرءانية من خلال التراث المعرفى ،او من خلال القواميس والمعاجم اللغوية ،ولم يتدبروا معناه طبقا للسياق الذى ورد فيه داخل الآية أو الموضوع الذى ذُكر فيه .
وما هى الآيات القرءانية التى لم يتدبرها المُسلمون جيدا ،وظنوا وتواكلوا على أن الصالحين هم المنتصرون الوارثون فى النهاية للكورة الأرضية ؟؟
الإجابة ::::::
هى قول الله جل جلاله ((وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّٰلِحُونَ (105) الأنبياء .. فهم فهموا أن (الأرض ) فى الآية الكريمة هى الكورة الأرضية ..,هذا خطأ ... فالأرض هنا هى (الجنة ) ...ولو عادوا للسياق القرءانى الذى ذُكرت فيه الآية لوجدوا أنه يتحدث عن يوم القيامة وعن اليوم الىخر وما فيه من أهوال وحساب وجنة ونار وتقسيم البشر إلى (أصحاب الجحيم ) و(اهل الجنة ) ... فالقرءان الكريم يقول (((وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ (97) إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ (98) لَوۡ كَانَ هَٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةٗ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلّٞ فِيهَا خَٰلِدُونَ (99) لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ (100) إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡحُسۡنَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ (101) لَا يَسۡمَعُونَ حَسِيسَهَاۖ وَهُمۡ فِي مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَٰلِدُونَ (102) لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ وَتَتَلَقَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ هَٰذَا يَوۡمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ (103) يَوۡمَ نَطۡوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلۡكُتُبِۚ كَمَا بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا فَٰعِلِينَ (104) وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّٰلِحُونَ (105) الأنبياء ...
.....
هل هناك آيات قرءانية أُخرى جاء مُصطلح الأرض فيها بمعنى (الجنة )؟؟
الإجابة::
نعم :: فى قوله تعالى عن مشهد من مشاهد الحساب فى اليوم الآخر ، وفى مشهد عما سيقوله المتقون فى الجنة ... فيقول رب العزة جل جلاله ((وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ (70) )) الزمر ...........
وفى قوله تعالى ((((وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ (74) )) الزمر
.وقد ورد هذا المعنى فى سياق الحديث عن مشاهد يوم القيامة فى قوله تعالى ((((وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ (68) وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ (70) وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ (71) قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ (73) وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ (74) وَتَرَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (75) الزمر .
=
وهل هناك معانى للأرض غير هذه ؟؟
الإجابة ::
نعم :: جاءت بمعنى (الكورة الأرضية ) ، وبمعنى (مساحة جغرافية محدودة من الكورة الأرضية ) ،وإسما (لمصر - جمهورية مصر العربية ) فى قصص القرءان الكريم عن بنى إسرائيل منذ يعقوب وحتى موسى وهارون ،لأن مصر كانت تُمثل الكورة الأرضية كُلها وقتها ... وربما نكتب عن هذه المُسميات للارض فى وقت آخر ..
==
وهل هناك معان أخرى أو موضوعات أُخرى تشرح أكثر ما ذهبت إليه ؟؟
الإجابة ::
نعم وهى بإختصار أن الصالحين والمؤمنين دائما أقلية ،ودائما مُضطهدون ، ومغلوب على أمرهم فى بلادهم .وقد أمرهم ربهم جل جلاله بالهجرة بدينهم من بلادهم إذا لم يتمكنوا من إعلان إيمانهم وأداء عباداتهم بحرية كاملة ، وسيُحاسبهم حسابا عسيرا إذا كانوا مُستطيعين قادرين على الهجرة بدينهم ولم يُهاجروا به ويخرجوا من القرى الظالم أهلها .... وحدث هذا عندما طرد قوم إبراهيهم عليه السلام إبراهيم ورجموه وأحرقوه فى النار فخرج مهاجرا من قريتهم بدينه إلى رب العالمين ، وحدث هذا مع لوط عليه السلام ، ومع موسى وهارون وخروجهم ببنى إسرائيل من مصر ، وبهجرة النبى محمد عليه السلام من مكة للمدينة ....... فالقرءان يذكر أن المؤمنين دائما قلة فى قوله تعالى ((إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ ما هم ))
((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ))
وعن ضرورة وفرضية الهجرة للمُضطهدين فى دينهم وإيمانهم بالله جل جلاله وحسابهم على تقصيرهم لو كانوا قادرين على الهجرة ولم يُهاجروا (((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))
==
الخلاصة ::
أن ميراث الصالحين للأرض وملكيتهم لها الذى جاء فى الآيات الكريمات موضوع المقال هو تعبير عن ملكيتهم وميراثهم لأماكنهم وقصورهم ومقامهم ومُقامهم فى الجنة وليس فى الكورة الأرضية الموجودة فى الحياة الدُنيا ، ميراثا وملكية أبدية خالدة صادقة ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ.فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)) .......
أن ميراث الصالحين للأرض وملكيتهم لها الذى جاء فى الآيات الكريمات موضوع المقال هو تعبير عن ملكيتهم وميراثهم لأماكنهم وقصورهم ومقامهم ومُقامهم فى الجنة وليس فى الكورة الأرضية الموجودة فى الحياة الدُنيا ، ميراثا وملكية أبدية خالدة صادقة ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ.فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)) .......
فالإتكال على أنهم سيملكون الكورة الأرضية ويتحكمون فى زمامها وشئونها ويُسيطرون هم على باقى البشرية هو تصور خاطىء وكاذب وخادع ووهم فى وهم على وهم ،وحلم من أحلام اليقظة ،ولم يحدث حتى مع الأنبياء عليهم السلام أنفسهم وهم خير الصالحين .
فليعودوا للقرءان الكريم ويتدبروه ويدرسونه حق دراسته و حق تدبره .
=
فليحفظ الله جل جلاله الصالحين فى الدنيا ،وليرزقهم برحمته ورضوانه ميراثا ومقعدا صادقا حقيقيا خالدا ابديا فى الجنة يوم القيامة ..
اللهم إستجب يارب العالمين ...