كوارث المصلحين
العديد من الناس الذين يظنون أنهم يصلحون أمور المجتمع من خلال الوحى يقومون بمصائب وكوارث نتيجة قصر وجهات نظرهم وعلمهم القاصر
من الأمثلة :
تجد أحدهم يرى فى تفسير قوله تعالى :
" للذكر مثل حظ الأنثيين "
كارثة يجب إصلاحها
النص ظاهر وهو :
ان الذكر سواء ولد أو رجل يرث مقدار مساوى لمقادير ميراث البنتين أو المرأتين عندما يكونون فى مستوى واحد من القرابة وهو :
معنى واضح لكل ذى عقل
ولكنه يضع فى نفسه أن ما قالته حركة تحرير المرأة أو الحركة النسوية أو دعاة المساواة هو :
المساواة التامة هو :
الصواب وعين الحقيقة
ومن ثم يضطر من خلال هذا التصديق البله إلى البحث عن تأويل يلوى به عنق النص الإلهى لكى يوافق ما يريد
يقول حبيب بن سلامة فى منشور على وجه الكتاب :
ما تفسير الاية الجزء الذي بين قوسين
"يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
( فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ")
(سورة النساء: 11)
هذه الآية الكريمة ذكرت الإرث فى ثلاث حالات وليس حاله واحد
لماذا أخذوا الحالة الأولى وطبقوها على كل الحالات
الحالة الأولى للذكر مثل حظ الانثيين
هذه الحالة عندما يكون الورثة رجل وامراتان
الرجل له النصف والامرئتان لهم النصف
الحالة الثانية
أن كان الورثة رجل وامرأة واحده فلها النصف والرجل له النصف
وان كانت واحدة فلها النصف مما ترك
الحالة الثالثة
فان كنت نساءا فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك
فان كان الورثة رجل ونساء أكثر من اثنتين فالرجل له الثلث والنساء مهما كان عددهم لهم الثلثان
هذا قول الله فارونى ماذا قالوا الذين من دونه
هذا والله اعلى واعلم"
قطعا الحالة الثانية وهو كون البنت واحدة لم يقل الله أن الوارث رجل لأن الورثة قد يكونون مشتركين أو أنثى أو إناث وقد يكونون رجال
والحالة الثالثة لم يقل الله أن الورثة رجال أو نساء لأنهم قد يكونون مختلفين رجال فقط أو إناث فقط أو رجال ونساء أو رجل واحد أو امرأة واحدة وهو قوله :
"فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك"
قطعا أمثال الرجل نظرتهم قاصرة فهم مثلا لم ينظروا إلى أن الله كلف الرجل وحده ولم يكلف المرأة بالنفقة الزوجية فقال :
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ولما أنفقوا من أموالهم "
ولم ينظروا إلى الرجل يدفع المهر ويقوم بكل ما فى الزواج من مسكن وتأثيثه كما قال تعالى :
"فأتوا النساء صدقاتهن نحلة "
فلماذا ينظرون إلى عدم المساواة فى الميراث ولا ينظرون إلى عدم المساواة فى النفقة والمهر مع أن الميراث شىء يكون مرة واحدة بينما النفقة يومية ؟
بالقطع يجب على أمثال هؤلاء ألا يخضعوا لما قاله الكفار أيا كانوا فيضطرون إلى التأويل ويضطرون غلى لى معانى الآيات حتى يرضوا الكفار أو جتى يرضوا أنفسهم التى قصرت الأمر على شىء دون باقى الأشياء
المثال الثانى :
منشور قرأت البارحة ثم بحثت عنه فيما بعد لنقله فى المقال فلم أجده ولكن مضمونه هو :
أن أسماء الشخصيات التى يذكرها القرآن ليس أسماء لأفراد حقيقيين وإنما هى :
حالات وظروف الغرض منها أخذ العبرة
ويبدو أن صاحب المقال قرأ للملحدين والعلمانيين أنه لا يوجد أى أثر مادى فى العالم ألأرضى يدل على وجود الرسل (ص) سواء كان ذلك الأحجار والتماثيل والكتابات الجدارية وكتب التاريخ وأبحاث الأثريين
الرجل لأنه مصدق كتاب الله ومصدق علماء التاريخ والآثار فى نفس الوقت قرر أن يوجد حل ليصدق الاثنين وكان هو :
أسماء الرسل وغيرهم من اعداءهم هى حالات وظروف يتعلم منها الإنسان العبر والعظات
وهو ما معناه :
ان الله كذب علينا فهو من ألف تلك الحكايات التى لم تقع ولم يكن أصحابها وجود
وهذا التأويل يذكرنا بتأويل الشيعة حيث حولوا الأحكام فى كتاب الله إلى أسماء الآئمة وكلها تأويلات لا يساعدهم النص عليها وإنما هى تحول النص إلى تناقضات ومصائب
وصاحب المقال مشى على خطى فرويد وغيره عندما أنكروا وجود موسى(ص) والرسل كما فى قول كتاب فرويد موسى(ص) والتوحيد :
" "ونحن لا نملك عنه من معلومات سوى تلك التى تقدمها لنا كتب المقدسة والمأثورات اليهودية المكتوبة " ص7
وقال :
"وإنى لعلى علم أكيد بأن هذه الطريقة فى تقديم موضوع ما من المواضيع غير ذات جدوى وغير ذات طابع فنى فى آن معا وأنى لمستهجن لها بلا تحفظ فلم إذن لم أتفاد هذا الخطأ ؟ص142جوابى جاهز مقدما وإن كان يتطلب اقرارا شاقا وصعبا على النفس فأنا لم أتوصل إلى محو الآثار التى خلقتها الطريقة الغريبة فعلا التى تم بها تأليف هذا الكتاب ص143
لم يلتفت صاحب المقال أو المنشور إلى أن تأويله يعنى أن الله كذاب تعالى عن ذلك علوا كبيرا فالله قرر أمور كثيرة :
أن عيسى (ص)حقيقة واقعة فقال :
"ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذى فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
أن عيسى(ص) وأمه دخلوا الجنة كما قال تعالى :
"وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين"
أن فرعون دخل النار وقومه كما قال تعالى :
"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملائه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد " فرعون قومه يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا فى هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود"
وطالما أن الرسل (ص) ومن عاشوا معهم من أعداءهم وأصدقائهم حالات وظروف نتعلم منها فلماذا يعذبهم الله أو ينعمهم ؟
إن من يدخلون الجنة والنار أفراد أى ناس كما قال تعالى :
" كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا "
وقال :
" إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا"
فكيف تدخل تلك الحالات النار أو الجنة بينما من يدخل هم الأفراد؟
إنه التناقض الذى أوقع صاحب المنشور فيه نفسه
أن الله جعل القصص حق أى حقيقة فقال :
" إن هذا لهو القصص الحق "
والأهم من ذلك أنه ينسف رسالة محمد(ص) نسفا فهو رسول ومن ثم لم يكن هناك رسول ولا وجود لرسل قبله
السؤال الذى لم يطرحه الرجل على نفسه :
إذا من أين أتى هذا القرآن ؟
أراد الرجل لأن يحل مشكلة فأتى لنفسه ولنا بالمشكلات التى تنسف ما يزعم أنه يصدقه وهو القرآن
والسبب هو :
أنه يريد تصديق التاريخيين والأثريين وفى نفس الوقت يريد تصديق القرآن
للأسف :
لا يمكن أن يجتمع كلام الله مع كلام البشر فالتاريخيون والأثريون كاذبون أو هكذا اراد المضلون الذين صنعوا كل الآثار الحالية من قرون قليلة أن يوهمونا أن الرسل(ص) والرسالات لا وجود لها
وأوهمونا أن كل الأقوام كلهم كانوا عبدة أوثان وعبدة مخلوقات أو كائنات موجودة فى الطبيعة أو حتى فى خيالاتهم
ومن يتابع منشورات الكثير ممن يدعون اتباع القرآن يجد أن العديد منهم كان فى الأصل علمانيا أو أو اعتنق العلمانية نتيجة تكذيبه بالروايات ولكنه وجد نفسه منفصلا عن القرآن فحز فى نفسه أنه يصدق القرآن ويصدق أراء العلمانيين الأخرين فى أمور متعددة فيحاول أن أن يصل إلى حل توفيقى بين الاثنين ومن ثم يكون كما قال فيه المثل :
جاء يكحلها عماها
والمراد أنه جاء ليصلح فأفسد
إنه نفس منطق المرقعين للأحاديث الذين يحاولون انهم يوفقوا بين ألأحاديث المتناقضة أو بين القرآن والحديث المناقض له حتى أن بعضهم من اجل الترقيع جعل الكلام الظنى كلام البشر هو :
الفيصل فى كلام الخالق اليقينى