هل الإسلام يمنع الأب من حضانة أطفاله بعدالطلاق ؟

عثمان محمد علي في الخميس ٢٨ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

هل الإسلام يمنع الأب من حضانة أطفاله بعدالطلاق ؟
السلام عليكم دكتور عثمان.
هذا سؤال طرح علي::
((مع من يبقى الأبناء بعد طلاق والديهم؟
هل لديك عليه إجابة من القرآن من فضلك؟
==
1. التعقيب ::
شكرا جزيلا أستاذ .... -أكرمكم الله .. هذا سؤال مهم جدا .. ومن وجهة نظرى مما أفهمه من القرءان الكريم بان مسألة حضانة الأطفال تخضع لحُكم الحكمين والشهود الذين تدخلوا في البداية للإصلاح بين الزوجين قبل الطلاق ولم يوفقا ،ثم فشهدوا معهما على بدء العدة وإنتهائها ،ثم شهدواوحكموا في الاتفاق على المسئوليات والواجبات والحقوق المُتبادلة بين الأب والأم المطلقة ،والتي بالتأكيد كأن أهمها وأساسياتها مصلحة الأولاد وكفالتهم وحضانتهم والإنفاق عليهم .
فأينما كانت مصلحة الأطفال كان مكان إقامتهم وكفالتهم سواء كانت مصلحتهم مع والدتهم أو مع والدهم. ولا بأس ولا مانع بل من الضرورى جدا جدا أن يأخذوا في هذا الموضوع برأى أساتذة علم النفس والإجتماع والطب النفسى ، والتي من المُفترض أن تكون قد قُننت سابقا بقوانين سارية ومعروفة ومُحددة من خلال مجالس الشورى والبرلمانات ومعمول بها . وأعتقد أن مصر تأخذ بها في تحديد من يقوم بكفالة ورعاية الأطفال الذين هم تحت 15 أو 18 سنة (لا أتذكرالعمر القانوني الآن) فهم مع الأُم إلى أن تتزوج ،فلو تزوجت فأنا مع إنتقال حضانتهم وكفالتهم إلى أبيهم مباشرة وليست إلى (جدتهم لأُمهم أو لخالتهم الغير متزوجة ).........
والآيات القرءانية التي أعتمدت عليها في فهمى ورأى هذا هي قوله تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا). ......فالإصلاح هنا بعد الطلاق أيضا يكون في بحث مصلحة الأطفال.
==(وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ).. فهنا لا تًضار الأم بحضانة أطفالها لنمنعها من الزواج ،ولا يُضار الأب بحضانة أطفاله لو كان الأفضل لهم أن يكونوا مع أُمهم.
==(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)..... لازم المسئوليات والواجبات تكون متماثلة بالعدل بين الأب والأم في مصلحة الأولاد .
==((ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير)). فعند الإحتكام وتقسيم المسئوليات بينكم (الأب والأُم )لا تنسوا الخير الذى كان يجمعكم وفضل كل واحد منكما على الآخر وتعترفان به لتُقللوا من حدة الصراع بينكما ،وكل هذا سيصب في النهاية في مصلحة الأولاد ،وفيمن سيُقيمون ويُكملوا حياتهم معه.
((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)). هذه فريضة قرءانية تشمل كل أمور الحياة المدنية القائمة على العدل ومصلحة المُجتمع بما فيه مصلحة أطفال الطلاق ورعايتهم وكفالتهم.
= وأتمنى ألا تقتصر رؤية الطرف الثانى لأولاده على بضع ساعات في مكان عام ،ولكن أن تكون بإقتسام الأيام بينهما .فمثلا أيام الدراسة تكون مع (الحاضن ) ونهاية الإسبوع كاملة مع الطرف الثانى .. وفى الأجازات الصيفية تكون مناصفة ،أسبوع وإسبوع ،شهر وشهر ، وفى الأعياد يوم هنا ويوم هناك ،وهكذا وهكذا ، وعلى زوج الأُم الجديد ،وزوجة الأب الجديدة أن يتفهما هذا ويوافقان عليه لأنه جزء من حياتهم الجديدة لا يستطيعون التخلي عنه ولا تجاهله ولا إهماله .وكذلك كتفادى للضرر النفسى والذى ربما سيؤدى لضرر عضوى سيقع على الطرف الغير حاضن للأطفال ،وللاطفال أيضا بسبب بعدهم عن الأب أو الأُم (الغير حاضن لهم ) طول فترة الحضانة والتى قد تصل ل20 سنة .فيتربى الطفل بدون إحساس بوالده أو والدته ،فهذا شعور وإساس أقسى وأصعب من إحساس اليُتم نفسه . فكيف يكون والده أو والدته على قيد الحياة ولا يلقى منه أو منها الحب والحنان والإهتمام الكافى بسبب قوانين عقيمة مخالفة لقوانين المولى جل جلاله فى العدل والرحمة والرأفة والسلام والآمان والمودة بين الناس جميعا فما بالك لو كانت مفقودة فى الأسرة الواحدة ،بين الأب وأبنائه ،او بين الأُم وأبنائها بسبب غباء وحماقة ظلم قوانين رؤية أطفال الطلاق ؟؟؟؟
==
فبتجميع كل هذه الآيات وما فيها من قواعد تشريعية وضرورة تطبيقها . أفهم أنه موضوع نقاش وتوافق بينهما. والرأى الغالب فيه هو رأى أساتذة الطب النفسى وعلم النفس والإجتماع وما يرونه بشكل عام لمصلحة الأطفال حتى يبلغوا سن الرُشد العقلى هل مع الأب أم مع الأُم ،ومع إلتزام الطرف الآخر بالقيام بمسئولياته وواجباته نحو أطفاله ....
فالقرءان لم يُحدد بشكل مُحدد وقاطع مع من سيعيش أطفال الطلاق ؟ولكن ترك هذا لتقديروتوصيات وتشريعات المُختصون النفسيون والإجتماعيون في هذا من خلال توصياتهم لمجالس الشورى والتشريع ، ثم إلزام الحكمين والوالدين بتطبيق توصياتهم وقراراتهم وقوانينهم،لأنهم كأهل علم وأولى الأمروالإختصاص أشاروا بهذا وأوصوا به لمصلحة الأطفال ...... هذا بشكل عام .ولكن قد تكون هناك حالات إستثنائية يكون فيها زواج للأُم ومن الصعب تربية أطفالها معها في زواجها الثانى ، أو وفاتها بعد طلاقها ،او سفر الأب لظروف عمله ووووووو فلابد أن تُعاد دراسة مثل هذه الحالات بشكل مُنفرد مرة أثخرى .............
المُهم الشورى والإحتكام إلى المختصين وأولى الأمر في هذا الشأن بشكل عام وفى الحالات الفردية التي تحتاج لإعادة دراستها .
اجمالي القراءات 582