نظرات فى بحث قاعدة التصحيح القرآنية لمفاهيم المصطلحات العربية العشوائية

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ١٢ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى بحث قاعدة التصحيح القرآنية لمفاهيم المصطلحات العربية العشوائية
صاحب البحث جلول دكداك وهو يدور حول توحيد المصطلحات اللغوية فى ظل القرآن وقد استهل البحث بوجود مصطلحات عدة يعتبرها الكثيرون مصطلح واحدوفى الحقيقة معانيها مختلفة فقال :
"(التنطع) - (التطرف) - (الغلو) - (العنف) - (الإرهاب) ... مصطلحات كثيرا ما تحشر في خانة واحدة فهل هي كلها تعني فعلا المعنى نفسه، أم كل منها يمثل جزءاً من معنى عام مشترك، أم الأمر غير ذلك تماما؟
إن المتتبع لشأن اللغة العربية بين قومها سرعان ما يكتشف أن الناس - بما فيهم بعض علماء اللغة أنفسهم - لم يعودوا يهتمون كثيرا بما قد يوجد بين مفردات اللغة العربية من تفاوت واختلاف في المعنى؛ وكأن الألفاظ قد أصبحت كلها مترادفة! فهل في اللغة العربية مترادفات حقا؟ لو كان ذلك صحيحا لاختلط الأمر على الناس اختلاطا شديدا، ولالتبس عليهم الفهم التباسا كبيرا قد يفضي في أحيان كثيرة إلى نقيض المقصود منه تماما. ولو كان الأمر كذلك لما اختار الله - سبحانه - هذه اللغة لوحيه المنزل على عباده. فلا بد، إذاً، أن يكون الأمر غير ذلك."
ودكداك ينفى هنا وجود ترادف فى اللغة وهى فرية لأنه لو كان ألأمر كذلك فلن نعرف أى شىء فى الحياة لأن اللغة ألفاظها تفسر بعضها بعضا ولو كان ألأمر كما يقول فلماذا أنزل الله البيان لتفسير القرآن حيث قال " إذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إنا عليما بيانه " وهو ما فسره بأن أنه أنل الذكر وهو تفسير القرآن ليبين تفسير المنزل حتى لا يتم الاختلاف فيه فقال :
"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ"
وكرر كلامه عن أن ألفاظ المعانى لا تتطابق أبدا فى المعنى وهو نفس الكلام عن الترادف وفيه قال :
"نعم لا مشاحة في المصطلح .. ، ولكن المشاحة .. كل المشاحة في مفهوم المصطلح. ولا معنى للترادف في اللغة إلا بقدر ما يكون بين المفردات من تقارب في الجدع المعنوي المشترك دون أن يصل هذا التقارب إلى تطابق في المعنى. فكل مفردة مستقلة بذاتها تلون جانبا من المعنى بلونها الخاص ولا تعتدي بتاتا على جاراتها. وهذه السمة هي التي ميزت اللغة العربية بدقتها البالغة وتصويرها الوجداني العميق.
فالخوف غير الرهب، والرهب غير الرعب، وأسماء (الأسد) ملك الغابة ليست مترادفة إلى حد التطابق، إذ لا شك في أن كل اسم من هذه الأسماء يتميز فيه المسمى بصفة لا توجد في أسمائه الأخرى: ليث، ضرغام، هزبر، أبو أسامة، سبع ... ومثل ذلك يقال عن مستويات الخوف: فالخوف أنواع منوعة هي- على سبيل المثال لا الحصر -: خوف بلا زيادة، وخوف مع رهب، وخوف مع رعب، وخوف مع فزع، وخوف مع هلع، وخوف مع فرَق، وخوف مع جبن، وخوف مع خجل، وخوف مع حياء، وخوف مع خفر، وخوف مع إغضاء، وخوف مع هيبة، وخوف مع رهبة - والرهبة غير الرهب -، وخوف مع ردع، وخوف مع توجس، وخوف مع ترقب، وخوف مع تهرب، وخوف مع خشية ...
أما مستويات التخويف فقد بينتها بتفصيل دقيق في شجرة رسم بياني سميتها: [ميزان تمحيص مفهوم المصطلح العربي القرآني: إرهاب]، فليرجع إليه من شاء في آخر هذا المقال (ص 32)، بعد أن يقرأ هذا التعليق: من أخطر أنواع الغلو في الدين الغلو في تأويل المفاهيم ، و أوسع أبواب الابتلاء بالغلو الغفلة و الاستعجال. و أخطر ما ابتليت به أمة الإسلام في القرن الخامس عشر الهجري من هذا الغلو ، هو انشغال علمائها عن التفقه و التفقيه في علوم اللغة العربية و أساليب البيان العربي الأصيل. و هذه العلوم هي الأدوات التي يستعان بها لفهم و بيان و تبليغ مقاصد القرآن الكريم و أهدافه و غايته ، و لذلك فكل تقصير فيها هو تقصير في أداء أمانة البيان و التبليغ عن رب العالمين."
والحق هو وجود ترادف وليس كما قال دكداك لما يلى من الأسباب :
وجود أسماء كثيرة للشىء الواحد فالإسلام مثلا هو الصراط المستقيم لقوله بسورة الفاتحة "اهدنا الصراط المستقيم "وهو هدى الله لقوله بسورة آل عمران "قل إن الهدى هدى الله "ومثلا محمد(ص)اسمه أحمد فى قوله بسورة الصف "ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ".
وجود الضمائر فى اللغة فالضمائر تعرفنا فى كثير من الأحيان أن هذا الشىء هو المسمى كذلك فمثلا الظلمة هم الكفرة فالله عرفنا الكفرة بالضمير هم فقال بسورة البقرة "والكافرون هم الظالمون"
أن الله قال بسورة الزمر "الله الذى نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى "ومن ثم فالقرآن فيه ألفاظ مختلفة النطق ولكنها متشابهة المعنى ولذا فأحسن تفسير للقرآن هو تفسيره بالقرآن .
وجود الكلمات التى تعنى كلمة تعنى مثل أى فهذه الكلمات هى التى تعرف الشىء .
أن الألفاظ لو لم يكن فيها ترادف لكان الحكم فى الإسلام لا يمكن تفسيره بألفاظ أخرى لأنها ستغير الحكم ولم يقل أحد أنه لا يمكن تفسير أى حكم فى الإسلام بألفاظ أخرى لها نفس المعانى بدليل أن الحديث وهو الذكر المنزل على النبى (ص)فسر أحكام القرآن المجملة وفيه قال تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم".
وتحدث دكداك عن أن مفهوم التيرورسم الغربى ليس هو نفس الارهاب فى القرآن فقال :
و إن هذا الغلو في التأويل لمقاصد التنزيل الحكيم ليتجلى لكل ذي بصر ثاقب و بصيرة نافذة في إصرار معظم العلماء المسلمين في هذا العصر على إقحام مفهوم التيرورسم terrorisme الغربي الدخيل على مفهوم الإرهاب العربي القرآني الأصيل. و منهم من اضطرب بين المفهومين اضطرابا واضحا لا لبس فيه ، حيث أراد أن يبرئ الإسلام من تهمة التيرورسم ، فألصقها إلصاقا بالقرآن الكريم. و منهم من حاول التوفيق فوقع في التلفيق و منه تورط في إفساد اللغة نحوا و صرفا و معنى ، و حمَّل ( آية الإرهاب ) - )و أعدوا لهم مااستطعتم من قوة و من رباط الخيلترهبون به عدو اللهو عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم( - ما لا تحتمله كي يصرف مفهوم ( الإرهاب ) القرآني بتعسف كبير إلى بني إسرائيل وحدهم !
و إليكم الدليل في مقتطفات من مقال بعنوان [ مفهوم (( الإرهاب )) في القرآن الكريم : مقاربة لدراسة دلالة المصطلح القرآني ]، نشر على صفحات العدد 475 - ربيع الأول 1426 من مجلة ( الوعي الإسلامي ) التي تصدر في الكويت. ( انظر شكل رقم 1 على الصفحة33 الخاصة بالمقتطفات ). و سأبرهن على صدق ادعائي عن طريق منهج تحليلي مركز لن يبقى معه شك- إن شاء الله تعالى - في صحة ما ذهبت إليه. و من الله العليم الحكيم أستمد العون و أرجو التوفيق و السداد و الصواب في الاجتهاد :
يعلَم أولا من عنوان المقال أنه ( مقاربة لدراسة ) ، و ذلك معناه أن الكاتب لا يعتبر نتيجة اجتهاده في المسألة حاسمة و لا ملزمة. و هذا تلطف منه و اعتراف باحتمال وقوعه في الخطإ، و ذاك، لعمري، من أدب العلماء، يحسب له لا عليه، سواء أأصاب أم أخطأ.
و لقد تعمدت أن ألحق بمقالي المقتطفات التي أستشهد بها مصورة عن أصلها من المقال المنقود و مرقمة حسب تتابعها في الأصل حرصا مني على الدقة و الأمانة العلمية.
أما الفكرة المحورية التي دار حولها الكاتب دورات متكررة لفظا و معنى دون أن يصل إلى تحديد المفهوم القرآني الصحيح للمصطلح العربي ، فهي أنه أراد أن يثبت بأي ثمن أن (( الإرهاب )) من اختصاص بني إسرائيل و أنه لا يختلف في مفهومه العربي القرآني عن مفهوم (( التيرورسم terrorisme )) إلا بكونه يصبح من حق المسلمين أيضا أن يمارسوه بجميع أشكاله و ألوانه المرفوضة التي تمارس عليهم في حالة اضطرارهم إلى الدفاع عن أنفسهم.
و لقد بالغ الكاتب في البحث عن قرينة ينفي بها ( الإرهاب ) عن الإسلام و المسلمين، و ذلك مما اضطره إلى تكرار كثير من ألفاظ مقاله و معانيه؛ و لما لم يجد شيئا لجأ إلى التعسف على لغة القرآن الكريم، فعمد إلى بناء الفعل ( ترهِبون ) الذي ورد في سياق (آية الإرهاب): )..و أعدوا.. ( ، إلى المجهول ، رغم وجود مفعوله الظاهر البارز المتعدد :..عدوَّ الله و عدوَّكم و آخَرين.. ؛ ليقنعنا رغم أنوفنا بأن المسلمين هم الذين وقع و يقع عليهم الإرهاب من اليهود منذ القديم بشهادة القرآن الكريم. و قد حسبت في بادئ الأمر
أن هذا الكلام الخطير المختل الخارج عن قواعد اللغة في نحوها و صرفها مما يتسرب عادة من هفوات المطابع؛ لكنني وجدته يكرر الكلام نفسه في مكان آخر ؛ فلم أتمالك نفسي من العجب و الاستغراب لأمره و لأمر من نشر مقاله دون تمحيص !! ( انظر شكل رقم 2 و الفقرة الثالثة من شكل رقم 3 على الصفحة 33).
و ختم الكاتب مقاربته بعنوان عريض خطير جدا هو : [ تعريف الإرهاب في المفهوم القرآني ]، ساق تحته كلاما هو في حقيقة مبتدإه و منتهاه تعريف دقيق لمفهوم المصطلح الغربي (( تيرورسم terrorisme )) لا المصطلح العربي القرآني (( إرهاب )). ( انظر الفقرة الثالثة من شكل رقم 4 على الصفحة 33 )."
وانتقد دكداك فى الفقرات السابقة ما أتى به الكاتب فى مجلة الوعى حيث جعل الإرهاب فى القرآن هو نفسه التيرورسم وعقب دكداك عليه فقال :
"تعقيب :
إن المفهوم العربي القرآني للمصطلح العربي القرآني (( إرهاب )) هو :
إعداد قوة وقائية لردع الأفعال العدائية بتخويف عادل من أجل استتباب سلام حقيقي يتحقق في كنفه ازدهار عام تكون عاقبته نجاة الناس كافة من خزي الدنيا و عذاب الآخرة .
و قد عبر الغربيون أنفسهم في أدبياتهم عن هذا المفهوم الذي تضمنته آية الإرهاب بقولتهم الشهيرة التالية : [ Si tu veux la paix prépare la guerre.]. [ إذا كنت تريد السلام فاستعد للحرب. ].
أما المفهوم الغربي للمصطلح الغربي اللاتيني : (( terrorisme )) فهو :
الاستباق إلى إعلان حرب وقائية لمعاقبة النوايا الخفية بتدمير شامل للأبرياء يرغم المستضعفين على الاستسلام للأقوياء ، و يؤدي إلى انهيار تام تكون عاقبته هلاك الناس جميعا.
و هذا ما أصبح يعبَّر عنه في الغرب على لسان زعيم التيرورسم الأكبر بـ (( الحرب الاستباقية ))، و كأن السادة الغربيين الأقوياء قد آثروا أن يستبدلوا بقولتهم القديمة الشهيرة ، قولة جديدة مواكبة لأطماعهم في خيرات الغير هي: [Si tu veux la paix déclare la guerre. ].[ إذا كنت تريد السلام فأعلن الحرب. ]
و هكذا تكون مقاربة الكاتب المحترم لدراسة دلالة المصطلح القرآني قد تحولت من حيث لا يدري إلى مباعدة لا قبل له بها و أرجو له أن يكون قد فاز منها بأجر المجتهد المخطئ.
ألا ، فهل من مدكر ؟ أم على قلوب أقفالها ؟ لا شك في أن المتهم في هذه القضية الكارثية الكبرى ليس الحكام و لا الشباب المسلم المتطرف و إنما هم العلماء المسلمون المقصرون في أداء واجبهم كاملا تجاه لغة القرآن الكريم. و تصوروا معي أن يبرهن جميع علمائنا عن شجاعة أدبية نادرة، و يبادروا كلهم جميعا إلى تصحيح خطإ الإصرار على الخطإ فيتفقوا على ما ثبتت صحته بالحجة الدامغة و يعلنوها صحوة حقيقية صادقة و كلمة حق صادعة ، و توبة نصوحا عن تقصيرهم في أداء أمانة البيان و التبليغ ..ثم يقولوا بلسان واحد موحِّد متحد على رؤوس الملإ : " نعم.. لا
( تيرورسم ) في الإسلام .. و ( الإرهاب ) دعامة للسلام .. و هو إعداد لقوة وقائية لا إعلان لحرب استباقية.. و هو تخويف عادل باحتمال وقوع الأذى على المعتدين لا على الأبرياء؛ و الغاية منه أن يحذر الناس بعضهم بعضا لا أن يقتل بعضهم بعضا...
فإن أخطر ما نتج عن الغلو في تأويل المفاهيم غلو في التطبيق كان أدهى و أمر؛ إذ لما استساغ العلماء المسلمون غلوهم في تأويل مفهوم مصطلح ( الإرهاب ) كان لا بد من أن يستسيغ المتنطعون و المتطرفون الجاهلون غلوهم في التطبيق، حتى إننا أصبحنا نسمع من يدعي جهارا نهارا أن الله يأمر المسلمين بكل أنواع (( التيرورسم )) البشعة ، و أن ذلك من صميم الجهاد في سبيل الله ؛ لأن (( الإرهاب )) صار عندهم ندا للتيرورسم إن لم يكن هو الأسوأ !!
..و اللهِ لو اتفق العلماء على الرجوع إلى هذا الحق المبين ، وثابروا على بيانه و تبليغه إلى الناس كافة بجميع لغاتهم و لهجاتهم كما أمر الله - عز و جل - لاستتب الأمن و الأمان، و لتيسر تحقيق سلام إسلامي عالمي يسعد في كنفه كل الناس مهما اختلفت أجناسهم و لغاتهم و عقائدهم و أوطانهم ."
قطعا انتقاد دكداك صحيح فالارهاب فى الإسلام معناه تخويف دون فعل الاعتداء وإنما تخويف من خلال إعداد وسائل القوة المختلفة وأما التيرورسم فهو اعتداء على الأخرين
ويظن دكداك أن الحل هو مجمع لغوى يصحح المفاهيم فى قوله :
"فإذا كان الأمر كذلك، فما هو المخرج من هذا المأزق الهالك ؟
إذا كان المسلمون لم يتمكنوا من إنشاء جامعة إسلامية تلم شتاتهم في سياسة الحكم و الاقتصاد و الاجتماع ، فإنه لمن أوجب الواجبات عليهم شرعا أن يبادروا إلى إنشاء (( مجمع لغوي عربي إسلامي )) موحد يكون المختبر العلمي الدقيق و المعمل اللغوي الوثيق و المصدر الأساس لكل المفاهيم العربية الإسلامية الأصيلة ، بناء على قاعدة متينة ذات سبعة أركان هي :
1- القرآن هو الأصل الأصيل الثابت لكل جذور و جدوع المفاهيم العربية في الماضي و الحاضر و المستقبل. و لذلك يجب تمحيص المفهوم العربي لأي لفظ على ضوء ورود جذره المعنوي في شمولية القرآن الكريم و السنة النبوية الصحيحة ، بعموم اللفظ و خصوصه.
2- أن يوضع تخطيط دقيق لإستراتجية بعيدة المدى تمكن من ضبط المفهوم العربي مستقلا عن المفاهيم الأجنبية الدخيلة وفقا لتعاليم الإسلام الحنيف ، مع الاحتراز من الوقوع في سوء التأويل الذي يفضي إلى انتهازية مقيتة و استغلال مغرض للمفاهيم الخاطئة.
3- أن يستقطب للمشاركة في تحديد المفهوم الدقيق لما تدعو إليه الحاجة من مستجدات ، كل المهتمين بالشأن اللغوي خاصة ؛ و أن لا يقتصر الأمر على ذوي الاختصاص من العلماء فقط، إذ من الثابت الذي لا اختلاف عليه أنه قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر .
4- أن يعرض المفهوم المتفق عليه في مرحلة أولى، قبل اعتماده نهائيا ، على نظر عموم المهتمين من المسلمين عامة و من العرب خاصة، من خلال وثيقة بيان يعمم نشرها و تحدد المدة المناسبة لتداولها بين الناس من أجل الإدلاء بآرائهم .
5- أن يناقش المجمع ما يرد إليه من آراء و اقتراحات وجيهة ، بعد قيام جهاز خاص ، بشري أو تقني أو هما معا، بالغربلة اللازمة و أن لا يحتفظ إلا بما ثبتت أهميته و جديته. ثم يختم مناقشاته باعتماد المفهوم الصحيح نهائيا؛ و يعلن ذلك على العموم في بيان خاص.
6- أن يقوم (( المجمع اللغوي العربي الإسلامي )) بإعادة النظر في معجمه كل سنة مرة على الأقل، قبل أن يصدر طبعته المنقحة الجديدة في صيغ مختلفة من كتب و أقراص إلكترونية ، و كل ما تنتجه المدنية من وسائل نافعة. 7 - أن يلتزم كل المسلمين بجميع فئاتهم من علماء ومؤلفين وكتاب وأدباء ومفكرين وأساتذة ومربين وطلبة وإعلاميين ومثقفين وفنانين .. بالاعتماد على ((المعجم اللغوي العربي الإسلامي)) في كل أعمالهم. وأن يصبح من أجمل عاداتهم أن يستشيروا المجمع اللغوي العربي الإسلامي في ما قد يعترض طريقهم من أمور لغوية تبرز حاجة طارئة إلى فك رموزها وتوضيح ما غمض من مفاهيمها.
إن مجمعا لغويا عربيا إسلاميا يقوم على أسس هذه القاعدة السباعية لكفيل، إذا ما تضافرت جهود كل القادرين على إنشائه وتعهده بالرعاية الدائمة، بأن يضع حدا لإعصار التسيب اللغوي المفاهيمي الذي لم يسلم من أذاه حتى علماء اللغة أنفسهم في هذا العصر المتسارع نحو الانهيار التام لحضارة إنسانية عظيمة أرسى أسسها المتينة المسلمون في كل مكان؛ ثم تخلوا عنها أو كادوا ...
وأرجى ما أرجوه في الختام، هو أن أكون قد ساهمت بهذا العمل الضئيل رغم قلة زادي من العلم، في تمهيد الطريق لنهضة لغوية مفاهيمية سليمة في إطار المشروع الذي أعلنته في مناسبات أخرى تحت إسم: [مشروع العودة الصحيحة إلى القرآن الكريم بتصحيح المفاهيم. ]، كما أرجو أن يبادر كل من أخطأ في حق القرآن الكريم من العلماء خاصة ومن المسلمين عامة، إلى التراجع فورا عن الإصرار على خطإه متى ما تبين له صواب رأي غيره. وكل بني آدم خطاءون، وخير الخطائين التوابون. "
والحقيقة أن الحل هو إنشاء دول العدل المبنية على القرآن وقيامها بتنفيذ العدالة حسب القرآن وأما المجمع اللغوى فلن يفيد بأى شىء مثله مثل كل المجامع اللغوية والتى تصدر إنتاجهل دون أن يطبع عليه أحد إلا قلة نادرة من الناس

اجمالي القراءات 191