الخلط بين الوقوع فى الطلاق والظهار وزواج المُحلل.
سؤال من أخ كريم ::
أستاذ عثمان من فضلك عندنا مُشكلة وهى . أختى متزوجة وعندها أطفال ومنهم طفلة رضيعة وحصلت مشكلة كبيرة بين ابويا وبين زوجها ،وراح أبويا جابها من بيتها هى وأولادها ، وجه زوجها علشان ياخدها أبويا رفض وشتمه وقام ضربه وخلى أختى تطلب الطلاق ،فرفض ورجع بيته ،فبعت لنا تانى عايز مراته فأبويا رفض وطلب أن يطلقها غصب عنه ،فقال أطلقها وأخد ولادى معايا ،فابويا ضغط على أختى وأخد منها اولادها وأداهم له ،فطلقها وقال فى الطلاق - انت طالق طالق طلق بالتلاتة ،وتحرمى عليا زى أمى وأختى ليوم الدين -فأختى جالها إنهيار عصبى علشان ولادها وبتتعالج منه والدكتور قال لنا لازم ترجعوا أولادهامعها علشان تخف وإلا حتموت منكم .وطليقها رافض يبعت الأولاديعيشوا معنا .فأشاروا علينا بأن زوجها يرجعها تانى .فروحنا لشيخ المعهد الأزهرى عندنا فقال ما ينفعش لأنه طلقها 3 طلقات ،ولازم تتجوز راجل تانى ولو طلقت منه ممكن ترجع لزوجها أبو أولادها . فرفضت أنها تتزوج غير أبو أولادها .فهل فى حل للموضوع ده غير اللى شيخ المعهد قاله ؟؟
===
التعقيب ::
ندخل فى الموضوع مُباشرة مما أفهمه من تشريعات الرحمن جل جلاله فى القرءان .
1- سيبك من كلام شيخ المعهد فهو أجهل من الدواب فى معرفته لتشريعات الرحمن جل جلاله . ربنا ينتقم منهم وممن علموهم شرائع الشيطان وفقه الروايات ولهو الحديث الذى يُدمرون به البيوت العامرة والأُسر المُستقرة .
2- أختك لم تُطلق من زوجها .وستعود للتفاصيل لاحقا .
3- أختك وزوجها فى حالة يُسميها التشريع الإسلامى حالة (ظهار أو الظهار ) وهى أن زوجها حرمها على نفسه كُحرمته أو كحُرمة أمه وأخته عليه فى الزواج منهن ...... وهذه الحالة قال عنها التشريع القرءانى أن زوجته ليست أُمه لكى يُحرمها على نفسه ، وله أن يعود فى ظهاره هذا بعد أن يؤدى كفارته .والكفارة هى واحد من ثلاثة بالترتيب الآـى ...
تحرير رقبة -تحرير عبد أو جارية .وهذا غير موجود الآن ..
نذهب للحل الثانى وهو صيام 60 يوم متواصلين يعنى صيام شهريين دون إنقطاع -يعنى يفطر ويتسحر زى صيام رمضان بالظبط شهرين كاملين ولا يكون منهم شهر رمضان ..... نفترض أنه لن يستطع صيام شهرين ..
هنا نذهب للحل الثالث وهو إطعام 60 مسكين .. يعمل وجبة أكل وعزومة كبيرة فيها أرز ولحوم أو فراخ وخضار وخبز وفاكهة وعصير تكفى لإطعام 60 فقير يأكلوا حتى الشبع الكامل .أو يوزعها عليهم فى بيوتهم ،وممكن يكون ضمنهم أقارب فقراء أوأقارب يتامى وكذلك جيران له سواء كانوا جيرانه مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو حتى ملحدين فلايشترط فيهم نوع دينهم يشترط أن يكونوا فقراء . ....
ولو لا يمتلك ثمن هذه العزومة الكبيرة الآن فله ان يقترض ثمنها ثم يُسدد ديونه على أقساط لمن إقترض منه فيما بعد ..... وأنا أقترح عقابا لوالدك على ما إقترفه فى حق إبنته وزوجها وأحفاده عليه أن يُقرضه هو هذا المبلغ ليُقيم به العزومة ويتنازل لأحفاده عنفلوس القرض لعله يُصلح ما أفسده وتسبب فيه من ضرر وقع على إبنته وأحفاده وزوجها ..
فلن تعود له زوجته ولن يقترب منها فى علاقة زوجية إلا بعد أن يُطعم ال60 فقير ... وفى هذا قال رب العزة جل جلاله (((قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ (1) ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ (2) وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ ذَٰلِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ (3) فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المُجادلة .
4- بعد إطعامه ل60 فقير تعود له زوجته وتُكمل علاجها النفسى من بيتها ,اعتقد انها بمجرد أن ترى أولادها وتحتضنهم ستُشفى فورا إن شاء الله .
5- ما قاله زوج أختك من قول بطلاق أختك مرة أو ثلاثة ليس بطلاق فالطلاق له نظام وشروط وضوابط وأمور كثيرة ولا يكون بمجرد كلمة لا لا لا ... وكتبنا عنه كثيرا قبل ذلك . ونذكر بمختصر عنه ونقول .فلابد قبل الطلاق من بحث المشكلة بينهما ومحاولة حلها بينهم وبين بعض ، فلو فشلا تتدخل أطراف للإصلاح بينهما والعمل على حل المشكلة .فإن فشلا وأصرا على الطلاق فهنا لابد من وجود شهود لبدأ عملية الطلاق وتبدأ بإحتساب مُدة العدة والإشهاد على بدايتها ،والا تخرج الزوجة ولا الزوج من بيت الزوجية أثناء العدة (لا يطردها من البيت ولا هى تطرده من البيت ) لعل الله يهديهم وتتكشف الأمور وتزول أسباب الخلاف ،ومن ثم يُراجعها ويُقيما علاقة زوجية .فلو تراجعا ،او أقاما علاقة زوجية فقد ألغى الطلاق وكانه لم يكن ولا تُحسب طلقة ،وكأنها خناقة عادية وإنتهت ................... أما لو إنتهت مدة العدة دون أن يتراجعا أو يٌقيما علاقة زوجية ،فهنا يكون الطلاق وتُحسب طلقة واحدة حتى لو قال فيها أنت طالق مليون مرة .وتبدأ خطوات التسريح والإنفصال وحسابات الحقوق والواجبات بينهما ................................
ولو أردات أن ترجع لطليقها أو أراد هو أن يُعيدها فلابد من عقد نكاح (كتب كتاب ) جديد ودفع صداق (مهر ) وشهود وإشهار ...
6- على والدك أن يعلم أنه إرتكب جُرما وكبيرة فى حق إبنته وزوجها وأحفاده ، وكان عليه أن يحل خلافه ومشكلته مع صهره بعيدا عن إبنته وأحفاده وكان عليكم ألا تصمتوا على خطئه ولا تنصروه فيه ..... وعليكم الآن أن تُصلحوا بينه وبين زوج إختكم ،او على الأقل أن يسمح الطرفان بأن يزور الأب إبنته فى غياب زوجها ،وان تزور البنت والدها فى أى وقت تريد لأن هذا حق آخر لايجب التعدى عليه إلى أن يهديهم رب العالمين ويتسامحا .
7- ربنا يهدى الجميع .وبداية طريق الهداية الإبتعاد عن مشايخ روايات وفقه الشيطان ولهو الحديث .