هناك كثرة تحاول إبخاس ذلك الحق الذي نُزّل على محمد.
**********
سورة محمد - الايات 1 – 3 –
(الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله أضلّ أعمالهم والذين ءامنوا وعملوا الصالحات وءامنوا بما نُزّل على محمد وهو الحقّ من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفوا اتبعوا الباطل وأن الذين ءامنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ).
*)- الظاهر من هذه الآيات، أن الذين لم تطمئن قلوبهم بما نُزّل على محمد (على الرغم من أن الله أكد بأنه هو الحق)، راحوا يلتفتون شمالا ويمينا بحثا عن ضالتهم، تلك الضالة الغريبة، لعلها تملأ ذلك الفراغ الذي ألمّ بهم، أو كأنّ رمقهم في حاجة إلى ما يسده أو يملأه أو يُهدئه وفعلا فإن الظاهر يشير إلى أنهم لم يسكنوا ولم يهدأ لهم بالهم إلا عندما اهتدوا إلى ما اختلقوه اختلاقا وافتروه من باطل، وأخيرا ارتاحوا إليه، ومفاده أن ذلك الذي نُزّل على محمد، وإن كان الله أكد بأنه هو الحق، لكنه جاء (لاهثا) وفي حاجة ماسة إلى دعامة ما، ولم يتورعوا بعد أن زين لهم الشيطان ذلك، حيث أصبحوا يتشدقون بأن القرآن في حاجة إلى شريك أطلقوا عليه اسم سنة النبي، بل ازدادوا في التمتع بما زينه لهم ذلك المزين ، ثم، ولعل هناك صنفا آخر من تمتع آخر تفرزه لهم تلك النزوة التي جعلتهم حر يصين كل الحرص على إبخاس ذلك الحق نفسه واتهامه بنقيصة الاختلاف والعوج ، إبخاس ذلك الحق الذي نُزّل على محمد، ليشفوا ذلك الغليل الذي تمكن الشيطان من زرعه في صدورهم، ووصل ببعضهم، ولعلهم الكثرة، إلى تخطي حواجز، فأقنعوا أنفسهم ويحاولون، بل إنهم يستميتون في سبيل إقناع غيرهم بأن السنة في غير حاجة إلى غيرها. وهنا يبرز جليا ذلك الفرق الفاصل الحاسم والمصيري بين أولئك الذين هم اشد حبا لله وغيرهم .
********