الغزالى حُجّة الشيطان ( 1 )

آحمد صبحي منصور في الخميس ٣١ - أكتوبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الغزالى حُجّة الشيطان ( 1 )

نماذج من إفتراءات ( أبى حامد الغزالى ) على الله جل وعلا فى كتاب ( إحياء علوم الدين )

الحلقة الأولى :

قبل أن تقرأ :

1 ـ تدبّر قول ربك جل وعلا :

1 / 1 : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)الأنعام )

1 / 2 : (  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر )

2 ـ تذكّر :

2 / 1 : قال جل وعلا : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) (149) الأنعام ) ، ولكن المحمديين أطلقوا على الغزالى لقب ( حُجّة الاسلام ). أى ظلّ الاسلام بدون حُجّة حتى ظهر هذا الغزالى المتوفى عام 505 هجرية .

2 /  2 : قال النووى عن كتاب إحياء علوم الدين : ( كاد الإحياء أن يكون قرآنا ) ، وردّد شيخ الأزهر عبد الحليم محمود هذه المقولة ، سمعتها منه بنفسى فى برنامج إذاعى .

إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :

أولا :

1 ـ ( قال الفضيل  : بلغنا أن الله عز وجل قال عبدي اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما .) .

التعليق

توفى الفضيل بن عياض عام 187 هجرية فكيف إلتقاه الغزالى ؟ ثم ينسب اليه ( بلغنا أن الله ) فمن أبلغه ؟ وهل هو وحى إلاهى للفضيل ؟ أم هو وحى شيطانى ؟

2 ـ ( وقال بعض العلماء إن الله عز وجل يقول أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه .).

التعليق

من هم ( بعض العلماء ) ؟ وكيف يجالس الله جل وعلا مخلوقا ؟ وهل اذا تولى الله جل وعلا سياسة شخص ما هل سيحاسبه يوم القيامة أم لا ؟ وهل هو وحى إلاهى لهم ؟ أم هو وحى شيطانى ؟  

3 ـ  ( ويروى أن كل نفس تخرج من الدنيا عطشى إلا ذاكر الله عز وجل .) .

التعليق

من الراوى هنا ؟ ثم إن هذا غيب ، وليس للنبى محمد نفسه أن يتكلم فى الغيوب . وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟ 

4 ـ ( وروى عن بعض علماء خراسان أنه كان يقدم إلى إخوانه طعاما كثيرا لا يقدرون على أكل جميعه وكان يقول بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنه قال إن الإخوان إذا رفعوا أيديهم عن الطعام لم يحاسب من أكل فضل ذلك.) .

التعليق

 من هذا الراوى ؟ ومن هو ( بعض علماء خراسان ) . وماذا عن قوله ( بلغنا عن رسول الله ..) من الذى أبلغه ؟ وكيف ؟ وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟ 

5 ـ ( قال سفيان رضي الله عنه بلغنا أن الله وملائكته يصلون على أهل بيت يأكلون جماعة. ) .

التعليق

سفيان الثورى توفى عام 161 هجرية ، فمتى وكيف إلتقاه الغزالى .

ثم يقول ( بلغنا أن .. ) فمن أبلغه ؟ وهل يليق بجلال الله عزّ وجل أن يصلى وملائكته على أهل بيت يأكلون جماعة ؟ وهل الأكل جماعة فريضة كالصلاة جماعة ؟ وهل ينطبق هذا على كل أهل بيت بغضّ النظر عن الدين والملة ؟ هل ينطبق هذا على هتلر ونيتنياهو والسيسى ..الخ ؟! وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟ 

6 ـ ( وروي أن الأوزاعي لقي إبراهيم بن أدهم رحمهم الله وعلى عنقه حزمة حطب فقال له يا أبا إسحق إلى متى هذا إخوانك يكفونك فقال دعني عن هذا يا أبا عمرو فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة . ) .

التعليق

6 / 1 : مات إبراهيم بن أدهم عام  162 . فمتى وكيف إلتقاه الغزالى ؟ ثم العبارة الشيطانية ( بلغنى ) فمن أبلغه ؟ وهل دخول الجنة بهذه السهولة ؟ يعنى أى مستبد سفّاك للدماء من أكابر المجرمين ممكن له دخول الجنة بمجرد ( موقف مذلة فى طلب الحلال ) . هل لو طلب الحلال من زوجته وأذلّ نفسه لها سيدخل الجنة ؟ وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟ 

وماذا عن قوله جل وعلا فيمن يستحق دخول الجنة :

6 / 1 : (  أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران )

6 / 2 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة )

6 / 3 : ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)  البقرة ).

أخيرا

 نختم هذه الحلقة بالتعريف بالأوزاعى الذى ذكره الغزالى ،لأنه أول فقيه خادم للسلطة ، وله تأثيره على الغزالى . نقول :.

 ـــــ عاش الأوزاعى فى الدولة الأموية وناصرها وخدمها ثم أدرك الدولة العباسية ومالأها وخدمها أيضاً.. ووجدت فيه الدولتان الأموية والعباسية خير من يمثل فقيه السلطة الذى يفتى لها بما تريد، لذلك عاش مكرماً فى عهد الأمويين، فما جاء أعداؤهم العباسيون يفتكون بالأمويين وعملائهم ظهر لهم الأوزاعى يعرض خدماته، فعفوا عنه لأنهم فى حاجة ماسة له.. فتمتع بالنعيم العباسى بعد أن تمتع بالنعيم الأموى.

ــ إن الأمويين فى بداية الأمر لم يحتاجوا إلى فقهاء السلطة، فمعاوية لم يحتج فتوى حين قتل حجر بن عدى الكندى بسبب كلمة قالها، ولم يحتج معاوية لاتهام حجر بالردة أو إلى مبرر يتمسح بالشرع كى يقتله، وبزيد بن معاوية لم يحتج إلى فتوى حين قتل الحسين وآله فى كربلاء، ولم يحتج إلى فتوى تبيح غزو المدينة وانتهاك حرمتها، ولم يحتج إلى فتوى تبيح له حصار مكة وانتهاك حرمة الكعبة وضربها المجانيق..إلا أن تلك الفظائع التى حدثت فى سنوات متتالية تركت أثراً هائلاً لدى المسلمين استغله بنجاح أعداء الأمويين من الشيعة والخوارج والموالى.. ولم يعد مجدياً أمام الجهاز الدعائى الأموى تبرير مقتل آل البيت وانتهاك حرمة مكة والمدينة بمجرد القصص والروايات، وكان القصص من المهام الرسمية فى الدولة الأموية ويمثل جهاز الإعلام فى عصرنا.لذا أشاعوا مقولة ( الجبرية ) أى إن ما فعلوه قدر مكتوب ، وهم مجبرون عليه. هى نفس مقولة الكفرة الذين ينسبون جرائمهم لله جل وعلا ، ينسون أن الله جل وعلا أعطاهم الحرية وسيكونون مسئولين عنها يوم الحساب . قال جل وعلا عن المشركين السابقين : ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) النحل ) ، وأنبأ جل وعلا مقدما أن مشركى قريش ـ وأبرزهم الأمويون ـ سيقولون نفس المقالة :( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) الأنعام ). كرّر الأمويون نفس المقالة فتصدى لهم مفكرون أحرار ، عُرفوا بالقدرية لأنهم رفعوا شعار ( لا قدر ، والأمر أنف ). أى ليس ظلم الأمويين فعلا إلاهيا وقدرا مكتوبا ، إما هو ظلم بشرى يجرى برغم أنف البشر .  أشهر من قال بهذا هو غيلان الدمشقى . أراد الخليفة هشام بن عبد الملك قتل غيلان بفتوى شرعية فإستصدرها من الأوزاعى الذى أفتى لهشام بأن يقتل غيلان وصاحبه المسجون معه . وحتى ذلك الوقت لم يذكر الأوزاعى حديث الردة ، فأمر هشام بإخراجهما من السجن وقطع أيديهما وأرجلهما ، ثم قطع لسان غيلان فمات .

ـ هذا الأوزاعى هو ( عبد الرحمن بن عمرو بن محمد ) مولود فى بعلبك سنة 115 ، ونشأ بالبقاع فى حجر أمه وكانت تنتقل به من بلد إلى بلد، وتأدب أى تعلم بنفسه، وقد كان شديد الطموح، وقد أدرك أن طريقه للوصول للجاه تأتى عن طريق الشهرة بين الناس والتزلف لبنى أمية، وإذا كان صعباً على الفقيه فى العراق أن يحظى بحب الناس مع حب بنى أمية، حيث تسود الكراهية للأمويين، فإن الوضع فى الشام مختلف، إذ أن أهل الشام هواهم مع الأمويين، لذلك كان سهلاً على الأوزاعى أن يحصل على الحظوة الشعبية والحظوة الأموية معاً.وكان من السهل على الأوزاعى أن يستميل إليه أفئدة الناس بادعاء الزهد وسبك الكرامات- قبل ظهور التصوف بقرن من الزمان، وكان الرأى العام يحتفل بالزهاد ،  وكان الأمويين فى نفس الوقت يحتاجون إلى وجود شيخ شعبى يقدم لهم إلى جانب الفتوى الملائمة المسوغ الشرعى لحكمهم الظالم، واستغل الأوزاعى تشوق المجتمع لقصص الزهاد والصالحين فأسرف فى تأليف الكرامات والوحى لنفسه فيقول "رأيت رب العزة فى المنام فقال أنت الذى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فقلت بفضلك يا رب، ثم قلت: يا رب أمتنى على الإسلام، فقال: وعلى السنة" فهنا وحى كاذب يدعيه الأوزاعى لنفسه ويقبله منه عصره، وقد سبق به الأوزاعى ما قاله الصوفية بعده بقرن من الزمان، وهو فى ذلك المنام الذى ادعاه يجعل رب العزة يزكيه ويمدحه. وقد أشاعوا أن بعض الناس رأى مناماً يقال فيه "أن الأوزاعى خير من يمشى على الأرض" وتنتهى الأسطورة بادعاء أن من رأى هذا المنام لابد أن يموت، حتى لا يوجد الدليل على تلك الرؤيا أو تلك الدعوى أو ذلك المزعم.وكان واضحاً أن الأوزاعى يقوم بهمة القصص. تلك المهنة التى ابتدعها الأمويين وجعلوا لها ديواناً رسمياً يبثون من خلاله دعايتهم وبياناتهم السياسية والدينية، وفى إحدى تلك المجالس حكى الأوزاعى عن نفسه قال "أردت بيت المقدس، فرافقت يهودياً فلما صرنا إلى طبرية، نزل فاستخرج ضفدعاً فوضع فى عنقه خيطاً فصار الضفدع خنزيراً، فقال أبيعه إلى هؤلاء النصارى، فذهب فباعه واشترى طعاماً فأكلناه ثم ركبنا، فما سرنا، غير بعيد حتى جاء القوم يطلبوننا، فقال لى: أحسبه صار فى أيديهم ضفدعاً، فحانت منى التفاته إليه فإذا بدنه فى ناحية ورأسه فى ناحية، فوقفت وجاء القوم فلما نظروا إليه فزعوا ورجعوا عنه ، فقال لى الرأس: أرجعوا؟ قلت نعم. فالتأم الرأس إلى البدن وركب وركبنا فقلت له : لا أرافقك أبداً أذهب عنى".. وتلك الأسطورة لو قالها شخص عادى لاستحق السخرية من الناس ولكن حين يقولها شيخ يحظى بتصديق الناس له واعتقادهم فى دينه فلابد أن يصدقوه..

ــــ .وكان هناك من يشيع تلك الأخبار عن الأوزاعى حتى يعتقد الناس فى خشوعه . وكانت زوجته من ضمن فريق الدعاية، فقد دخلت امرأة عليها فرأت الحصير الذى يصلى عليه الأوزعى مبلولاً فقالت المرأة لعل الصبى تبول هنا؟ فقالت لها زوجة الأوزاعى: هذا أثر دموع الشيخ فى سجوده وهكذا يصبح كل يوم!!ولذلك كان الأوزاعى فى الشام معظماً مكرماً كما يقول المؤرخ الشامى ابن كثير ، وكان أمره أعز عندهم من أمر السلطان.

ـــ وقد أمر الوالى العباسى عبد الله بن على بعد القضاء على الأمويين بأن يقتل الأوزاعى باعتباره من عملائهم ، فقال له أصحابه : " دعه عنك والله لو أمر أهل الشام أن يقتلوك لقتلوك" .  

ـــــ يقول ابن كثير عن الأوزاعى "كان له فى بيت المال على الخلفاء إقطاع "" ـ اى ارضا زراعية أقطعوها له أى أعطوها له ـ " وقد وصل إليه من خلفاء بنى أمية وأقاربهم وبنى العباس نحو السبعين ألف دينار".، أى استفاد من الدولتين أعطوه الإقطاعيات والزراعية والأموال.

ــــ ويقول ابن كثير "ولما دخل عبد الله بن على- عم السفاح أول خليفة عباسى- الذى أجلى بنى أمية عن الشام وأزال  دولتهم على يده دمشق ، فطلب الأوزاعى ، فتغيب عنه ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه".. أى أن القائد العباسى بعد أن أقام مذابح للأمويين وبعد أن نبش قبور الموتى من الخلفاء السابقين منهم، وبعد أن نكل بأعوان الأمويين استدعى الأوزاعى، فاختفى الأوزاعى ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه وقد أعد ما سيقوله فى ذلك اللقاء العصيب لينجو برقبته من جبار بنى العباس وعم الخليفة السفاح نفسه.وينقل ابن كثير رواية الأوزاعى نفسه عن ذلك اللقاء "قال الأوزاعى دخلت عليه وهو على سريره وفى يده خيرزانه والمسودة- أى القادة العباسيون وكانوا يلبسون السواد- عن يمينه وشماله معهم السيوف مصلته والعمد الحديد- أى الأعمدة الحديدية- فسلمت عليه، فلم يرد، ونكت بتلك الخيرزانة التى فى يده، ثم قال: يا أوزاعى ما ترى فيما صنعناه من إزالة أيدى الظلمة عن العباد والبلاد، أجهاداً ورباطاً هو؟ فقلت: يا أيها الأمير سمعت يحيى بن سعيد الأنصارى يقول: سمعت محمد بن إبراهيم التيمى يقول: سمعت علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". قال الأوزاعى فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت، وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم ثم قال: يا أوزاعى ما تقول فى دماء بنى أمية؟ فقلت: قال رسول الله: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزانى، والتارك لدينه المفارق للجماعة" . وتنتهى الرواية بخروج الأوزاعى آمنا ومعه مائتا دينار ، وقد حاز الرضا باختراعه هذا الحديث الذى شرّع للعباسيين قتل المعارضين .

ـ ولا يزال قتل المرتد من المعلوم من الضرورة فى الدين الشيطانى حتى الآن . 

اجمالي القراءات 328