من اقبر قيم الإسلام الإنسانية ؟
مقدمة متواضعة
ان الملحد الحقيقي هو الذي لا يعترف بوجود خالق فوق السماء اسمه الله أصلا او انه انزل الكتب السماوية او انه ارسل الرسل او الأنبياء الى الإنسانية الخ من هذا السياق الايماني و النظيف من الاساطير و من الخرافات علما ان الله سبحانه و تعالى قد خلق هذا العالم الغامض منذ الاف من السنين على التضاد بين الخير و الشر و بين الايمان و الكفر و بين الأبيض و الأسود الخ من هذه التضاديات المتنوعة لحكمة عليا يعلمها هو دون غيره من مخلوقاته العاقلة باعتباره الله لا اله الا هو أي ليس أي شريك في الملك او في الحكم يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء في الاخرة كما يقوله في القران العظيم .
لقد أسس الله سبحانه و تعالى هذا العالم الغامض منذ الاف من السنين على قواعد ناظمة لسير هذا الاخير من قبيل الاختلاف و التعدد في كل شيء بدون استثناء و من قبيل التطور و التطوير الجوهريان في اكتساب المعارف البدائية لدى البشر الأول داخل المملكة الحيوانية قبل الأنسنة مع سيدنا ادم عليه السلام أي بعد نفخة الروح فيه كاب للإنسانية و ليس البشرية كما فهمته في كتاب المرحوم المفكر الإسلامي محمد شحرور تحت عنوان القصص القراني قراءة معاصرة الجزء الأول الرائع .
ان هذا الكتاب الرائع قد حمل رسائل ثقيلة للإنسان المسلم في عصرنا الراهن و من بينها تحليل عميق للعقل السلفي و منطلقاته السياسية و الأيديولوجية و نقده حيث ساحاول بقدر الإمكان و بكل التواضع التطرق الى بعض منطلقات العقل السلفي الأيديولوجية اثناء هذا المقال البسيط للغاية..
انني اختيرت هذا الطريق عن الايمان الراسخ منذ سنوات من نشر المقالات في موقع اهل القران بالولايات المتحدة الامريكية مجانا لان أصحاب اللحى السوداء سيعتقدون انني اتلقى الأموال الطائلة من أمريكا قصد تحطيم الدين الإسلامي و ثوابته أي انني مدعوم من طرف الجهات الأجنبية كما قالوا منذ سنوات ببلادنا بشان أسماء التنوير الإسلامي كما اسميه أمثال الأستاذ احمد عصيد و الأستاذ رشيد ايلال و الأستاذ عبد الوهاب رفيقي و الدكتور محمد الفايد الان .
لعل ذنب هؤلاء الأسماء الكرام هو اعمال العقل النقدي لقراءة الدين الإسلامي قراءة معاصرة وفق ارضيتنا المعرفية و ليس وفق الأرضية المعرفية لسلف الامة منذ 1200 سنة داخل نسق دولة الخلافة العباسية .
ان الله سبحانه و تعالى قد انزل القران الكريم على سيدنا رسول الله منذ 14 قرن كخاتم الرسالات السماوية الداعية الى القيم الإنسانية من قبيل العدل و المساواة و تحرير الناس من الاصر و الاغلال من اجل المدنية و نبد الأحادية القروية في مكة المكرمة في عهد كفار قريش ...........
قبل الدخول الى صلب الموضوع لا بد من طرح عدة إشكاليات جوهرية من قبيل هل الانسان هو مخير او مسير من طرف الله ؟ لأننا نسمع في خطابنا الديني التراثي ان الله قد كتب للإنسان عمره و رزقه الخ من تفاصيل حياته في اللوح المحفوظ قبل خلق سيدنا ادم عليه السلام أي ما فائدة حسابنا في الاخرة ادا كان الله قد كتب لعبد القادر ان يكون مؤمن و لعبد الرزاق ان يكون كافر او عصي في اللوح المحفوظ ضمن اطار القضاء و القدر؟ كفكرة اخترعتها دولة بني امية بغية تبرير جرائمها الخطيرة في حق اسباط الرسول و في حق مدينته المنورة الخ من هذه الجرائم النكراء علما ان الله قد منح للإنسان الحرية في الاختيار بين الطاعة او المعصية او بين الايمان او الكفر الخ من هذه الاحتمالات العديدة مثل قصة سيدنا ادم مع زوجته في الجنة فوق الأرض كما يقول المرحوم محمد شحرور..
و مثل قصة سيدنا إبراهيم مع ولده سيدنا إسماعيل عندما راي في المنام انه يذبحه الخ ..
ثم هناك اشكال اخر الا و هو علم الساعة حيث في ايات كثيرة من القران الكريم تخبرنا ان الله سبحانه و تعالى هو يعلم لوحده بعلم الساعة بينما في الاحاديث المنسوبة للرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم تتحدث عن وجود العلامات الصغرى و الكبرى ليوم القيامة الخ .....
الى صلب الموضوع
ان الدين الإسلامي هو خاتم الرسالات السماوية حيث جاء بثورة هادئة في شبه الجزيرة العربية الغارقة في اصر و اغلاق الجاهلية العربية فارسل الله سبحانه و تعالى رسوله الحبيب برسالة الإسلام الإنسانية و المتغيرة حسب الأزمنة و الاماكنة لان القران الكريم هو كتاب الله تعالى انزله على العقل الإنساني على مر العصور و الحقب التاريخية بدليل ان الرسول الاكرم لم يفسر القران الكريم اطلاقا حسب راي المرحوم محمد شحرور بل تعامل معه حسب ظروف القرن السابع الميلادي و لو فسره ليعتبر تفسيرا مقدسا يؤدي الى اعدام العقل بدليل ما حدث بعد وفاته من الفتنة الكبرى و القتال بين معاوية ابن سفيان الاموي و الامام علي ابن طالب كرم الله وجهه بسبب السياسة بكل البساطة حيث ان الكل يدعي انه على الحق المبين .
ان وفاة الرسول الاكرم كانت بداية لرجوع العرب شيئا فشيئا الى جاهليتهم الأولى خصوصا في ظل دولة بني امية الفاجرة و الظالمة كما أقوله دائما و في عهد دولة بني عباس ظهر عصر التدوين من خلال تدوين السيرة النبوية و الاحاديث النبوية و تفسير القران الكريم الخ من قواعد الفكر السلفي..
و منذ ذلك الحين اصبح الفكر السلفي يعتقل الدين الإسلامي في سجنه العظيم عبر اختراعاته مثل الناسخ و المنسوخ و أسباب النزول و القياس الخ و بالتالي اصبح الدين الإسلامي ملك حصري للماضي و ملك حصري لما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية دون منازع على الاطلاق بمعنى اعدام العقل المسلم بصفة نهائية و جعله يكفر المستقبل الى ابعد الحدود و تقديس الماضي الى ابعد الحدود ..
ان هذا الاعتقاد الخطير يتناقض مع حركة التاريخ و حركة التطوير و التطور الى الامام لان الله سبحانه و تعالى قد انزل اول اية من القران الكريم على رسولنا الأمين الا و هي اقرا باسم ربك الخ أي اول امر اللهي للرسول الأمين ليس الصلاة او الزكاة او الصيام بل هو القراءة بمفهومها التقليدي وقتها أي قراءة الخط و الكتابة الخ ..
و اما اليوم فمفهوم القراءة قد اتسع ليشمل العلوم الإنسانية كالطب و الفلسفة و الرياضيات و حتى الفقه لكن باسس حديثة لانني احترم شخصيا الفقهاء ذوي نزعة تنويرية طيلة تاريخنا الإسلامي خصوصا في المغرب ...
انني لست اعادي فقهاء المغرب المتنورين السابقين و الحالين لكنني اعادي فقهاء المذهب الوهابي المتوحش حقيقة و فقهاء تيارات الإسلام السياسي للأسباب المعلومة لدى كل من يتابعني على الفايسبوك منذ سنة 2012 الى الان .
ان قيم الإسلام الإنسانية تم اقبارها في الدولة الاموية و في الدولة العباسية من قبيل الشورى أي الديمقراطية المباشرة كما سماها الأستاذ احمد صبحي منصور مؤسس موقع اهل القران بالولايات المتحدة الامريكية سنة 2006 و من قبيل حقوق المراة المسلمة في المجتمع و في السلطة من خلال اختراع احاديث كثيرة يستحيل ان يقولها رسول الاكرم مثل المراة ناقصة العقل و الدين الخ من هذا الكم الهائل من الاحاديث لا نهاية لها علما ان الفقه القديم قد فرق بين عورة الحرة و عورة الجارية التي يحق لها اظهار بعض مفاتنها للرجال في أسواق النخاسة و يحق لها ان تخلع ملابسها كاملة في عز النهار امامهم مثل الأفلام الإباحية الخ من الوثائق السرية..
ان الفكر السلفي يربي المسلمين على الطاعة و الولاء للسلطان الظالم مهما فعل هذا الاخير او عمل في الأرض من الجرائم باسم الاه و الخليفة باعتباره ظله في الأرض تفسيرا لايات الاستخلاف في الأرض قصد تحويل نظام الخلافة الإسلامية من اجتهاد انساني الى ضرورة جوهرية لتطبيق الشريعة الإسلامية ك ان العقل المسلم لا يمكنه على الاطلاق ان يجتهد خارج اطار دولة الخلافة الإسلامية الظالمة بالمشرق العربي على الخصوص.
ثم ان العقل السلفي تحول الى شريك لله في الحكم منذ مئات السنين الى الان بتحريم كل شيء يتعلق بالتقدم و الحداثة و الثقافة و الفنون بغية ان يبقى الفكر السلفي يتحدث باسم الاه و دينه الإسلامي النظيف الى يوم القيامة و يدخل ما يشاء الى الجنة او الى النار ك ان الله سبحانه و تعالى لم يقل في كتابه العظيم يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء بصفته خالق هذا الكون كله لا اله الا هو مالك علم الغيب و الشهادة ..
ان سؤال مقالي هذا البسيط الا و هو من اقبر قيم الإسلام الإنسانية هو سؤال جوهري ينبغي طرحه باستمرار مادام ان الفكر السلفي لم يتراجع عن اساليبه الحقيرة في تعطيل مسارنا الديمقراطي و الحداثي بقيادة عاهل البلاد الملك محمد السادس و في تكفير رموز التنوير الإسلامي بالمغرب مثل الأستاذ عصيد الذي يجتهد في تنوير الناس عبر فيديوهاته الرائعة...
و الأستاذ ايلال الذي له طريقته الموقرة في طرح أفكاره و توجهاته و توصلت معه عبر الايميل فوجدته طيب معي رغم اختلافنا في وجهات النظر فشكرا له ..
و الدكتور محمد الفايد الذي اتابعه شخصيا على يوثيوب يوميا و اتفق معه في أفكاره و توجهاته لان القران الكريم هو صالح على مدى العصور بشرط الاجتهاد في استخراج قراءة معاصرة له خدمة للاسلام كرسالة للعالمين حتى في القطب الشمالي او الجنوبي ........................
توقيع المهدي مالك