ماذا يعنى (أجل الله ) و(لقاء الله ) في آيات سورتى الحديد والعنكبوت ؟؟
سؤال مهم من صديق عزيو يقول فيه ::
ممكن من فضلك معانى قوله تعالى ((حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ)) ،الحديد١٤،ماهو أمر الله تعالى في هذه الآية؟
و (مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ).،لعنكبوت 5؟
((وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓأُوْلَٰٓئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحۡمَتِي وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ)) (23العنكبوت )
كيف يكون لقاء الله ؟؟
ولك التحيه والتقدير.
==
التعقيب .
أكرمكم الله أخى الكريم . وما فهمه من آيات سور الحديد والعنكبوت والكهف عن معى (أمر الله ) و(اجل الله ) و(لقاء الله ) هو سريعا الآتى .
الأيات الأولى في سورة الحديد تتحدث عن فريضة التسبيح للمولى جل جلاله خالق السموات والأرض وما فيهن ومن فيهن،الذى تُرجع إليه كل الأمور والذى له الحُكم والأمر سُبحانه وتعالى وحده .ثم تأمرنا بفريضة الإيمان بالله (لا إله إلا الله بكل تفصيلاتها في الإيمان والعبادات والمُعاملات) ، ثم تأمرنا بفريضة الإنفاق في سبيل الله بالصدقات وبزكاة أموالنا وممتلكاتنا وما نتحصل عليه من رزق .وتُزيد في إخبارنا وتعليمنا بأنه بالرغم من أن المال مال الله الذى جعلنا مُسنخلفين فيه سُبحانه مالك المُلك والملكوت إلا أنه جل جلاله جعل إنفاقنا في سبيله وكأنه قرضا سيرُده لنا أضعافا مُضاعفة في الدنيا وفي الآخرة .يا سبُحان الله . ثم تُعيد الآيات علينا الأمر بالإيمان بالله جل جلاله ألذى أنزل على عبده الكتاب ليُخرجنا به من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجهل والضلال والكفر إلى نور الحق والهداية والرشاد والفوز برضوانه سبحانه وتعالى في الآخرة . ثم إنتقلت بنا الآيات إلى مشهد من مشاهد يوم القيامة يُظهر لنا كيف ستكون عليه وجوه وجوهر الذين آمنوا بأنوراهم التي تسعى بين أيديهم ، وببشراهم بالجنة وما فيها من قصور ومقامات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها . وفى المقابل كيف سيكون حال ومصير المنافقين الذين خدعوا أنفسهم وخدعوا المؤمنين بإسلامهم الظاهرى،ولكنهم كانوا في حقيقتهم وفى باطنهم يُبطنون الكُفر والسخرية من دين الله وتلاعبوا فيه وتحايلوا عليه وتاجروا به ليحصلواعلى مكاسب دُنيوية، ففوجئوا بخُسرانهم يوم القيامة وبرميهم في الدرك الأسفل من النار .فطلبوا من المؤمنين أن ينتظروهم ليكونوا معهم في الجنة،فمنعتهم الملائكة وقالوا لهم إرجعوا وإخسئوا في النار ،ثم ضُرب بسور وحائل بين الجنة وما فيها من المؤمنين المُتقين وبين النار ومافيها من منافقين .فقال المنافقون للمؤمنين إلم نكن معكم ، فأجابوهم نعم ولكنكم فتنتم أنفسكم وتاجرتم بآيات الله وتلاعبتم بها من أجل دُنياكم وشهرتكم وسلطتكم وثرواتكم وغرتكم الأمانى (حتى جاء أمر الله ) وهو (الموت –وقيام الساعة – والبعث –والحشر –والحساب – ثم الجنة وما فيها من ثواب للمؤمنين ، أو النار وما فيها من عذاب الحريق للكافرين والمنافقين ). فكل هذا يُسمى أيضا (أجل الله ) أي الميعاد للقاء الله والعرض عليه للحساب والثواب والعقاب والجنة والنار.
==
وفى هذا المعنى جاءت آيات سورة العنكبوت الى جاء فيها (مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ) العنكبوت 5 .
فهى تتحدث فى بداياتها عن حقيقة ما يتعرض له الإنسان من إبتلاءات في دينه ودُنياه في حياته لتُصقله ،ولتُظهر حقيقته في هل هو مؤمن حق الإيمان بالله جل جلاله ،أم أنه كافرأو منافق في دينه وفى إيمانه بالله ؟؟
ولا يظن أو يعتقد الذين يعملون السيئات الذين أحاطت بهم سيئاتهم أنهم سيخدعون رب العالمين جل جلاله بإيمانهم الشكلى الظاهرى فيُدخلهم الجنة ، لا وألف لا .
ف(مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (5) أي من كان مؤمنا برب العالمين وباليوم الآخر حق الإيمان فلا يخاف ،وسيوفى جزاء عمله خيرا يوم القيامة .فهنا (يرجو لقاء الله )اى أنه مؤمن بالله وباليوم الآخر،وجعل حياته كلها تطبيقا لقوله تعالى (قل إن صلاتى ونُسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين ) ثم كان دائم الدُعاء بأن أن يرحمه رب العزة جل جلاله ويفوزبرضوانه ،وبمقعد صدق في الجنة.
فالمجال للإيمان وللفوز برضوان الله ورحمته مفتوح (وفى هذا فليتنافس المتنافسون ).
==
اما عن قوله تعالى عن الكافرين (وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحۡمَتِي وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ) (23العنكبوت ). فهى تتحدث عن موقفهم يوم القيامة حيث نتيجتهم صفر ،ولا أمل ولا حق لهم في رحمةالله لأنهم كفروا بالله وبآياته وبلقائه جل جلاله ،وكفرواباليوم الآخر ولم يتوب عن كفرهم هذا ويستبدلوه بالإيمان والعمل الصالح قبل وفاتهم .سواء كان كفرهم باليوم الآخر تمثل وظهر في عدم تصديق في أنه لن يكونهناك يوم آخر ،او أنهم كفروا به بأنهم لم يعملوا له وغرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور (وهو الشيطان) الذى ضحك عليهم وخدعهم وأضاع عليهم دُنياهم وآخرتهم .
==
الخلاصة :
أخى الكريم أن (أجل الله ) و(لقاء الله ) و(حتى جاء أمر الله ) و(وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا) و(ترجعون فيه إلى الله )في السياقات التي وردت فيها من سور الحديد والعنكبوت والكهف والبقرة تعنى ((الموت –وقيام الساعة – والبعث –والحشر –والحساب – ثم الثواب والعقاب فى الجنة أو النار ).
ونسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن سيرحمهم برحمته التي وسعت كل شيء وأن نكون من ورثة أرض جنة النعيم – اللهم إستجب يارب العالمين .
==
وهذه هي الأيات التي وردت فيها مُصطلحات ((أجل الله ) -و(لقاء الله ) و(حتى جاء أمر الله ) - و(وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا) و(ترجعون فيه إلى الله )من سور –الحديد والعنكبوت – والكهف - والبقرة . لمن يريد أن يتدبرها وبعُمق أكثر وأكثر .
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (1) لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ (2) هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ (4) لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ (5) يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (6) ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ (7) وَمَا لَكُمۡ لَا تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ لِتُؤۡمِنُواْ بِرَبِّكُمۡ وَقَدۡ أَخَذَ مِيثَٰقَكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ( هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦٓ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ (9) وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ (10) مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ (11) يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ (12) يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ قِيلَ ٱرۡجِعُواْ وَرَآءَكُمۡ فَٱلۡتَمِسُواْ نُورٗاۖ فَضُرِبَ بَيۡنَهُم بِسُورٖ لَّهُۥ بَابُۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحۡمَةُ وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلۡعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ (14) فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ( 15)))لحديد
==
((الٓمٓ (1) أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ (2) وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ (3) أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ (4) مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (5) وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ (6) وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ)) (7 العنكبوت )
((وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحۡمَتِي وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ)) (23العنكبوت )
==
(وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا) الكهف 48.
((واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)) البقرة 281