العقيدة والتوحيد والإيمان والفرق بينهم.
السلام عليكم استاذعثمان، كيفك وكيف صحتك ،يارب تكون في أحسن حال، لو تكرمت يا أستاذ لدياسؤال و أريد معرفة وجهة نظرك،
سؤالي :::ما هو الفرق بين كلمة العقيدة و لفظة الإيمان، نحن نعلم بأن كلمة الإيمان كلمة قرآنية ،فهل كلمة العقيدة هي كذالك.
شكرا لك على سعة صدرك وجزاك الله كل خير، إحترامي و تقديري لشخصك الكريم
==
التعقيب :
وعليكم السلام أستاذ ... ..وربنا يبارك فيكم ويحفظكم .
كلمة (العقيدة - أو عقيدة)ليست كلمة قرءانية ولا وجود لها فى المصحف ولم ترد فى القرءان ولا مرة بهذه الصورة .... وإنما ورد (عقدة ) إسم فى قوله تعالى (عُقدة النكاح ) بمعنى عقد القران أو ما يطلقون عليه فى مصر كتب الكتاب وهو أولى مراسم الزواج سواء سبقه خطبة أم لا .
==
وورد (عقود) فى قوله تعالى (يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود )) وهى الصيغ الرسمية الشفهية أو المكتوبة على صورة إتفاقات وبنود مُتفق عليها لشراكة ما بين طرفين أو أكثر فى أى معاملات مدنية مُستقبليةبينهما .وسواء كان عليها إشهاد وشهود وتم توثيقها أم لا .فعليهم جميعا الغلأتزام بها وبما فيها من بنود للإتفاقية التى إتفقوا عليها .
==
وجاءت(عُقدة) فى قوله تعالى فى دُعاء موسى عليه السلام (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي.وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي..يَفْقَهُوا قَوْلِي). وهى بمعنى عدم طلاقة اللسان وحُسن التعبير وإختيار البلاغة فى إختيار الكلمات والمُصطلحات للتعبير عما يُريد أن يقوله .ورُبما كان هذا بسبب أن موسى عليه السلام كان عصبيا فى طبعه سريع الغضب وسريع الإنفعال ،وبالتالى هذه الحالة ( العصبية وسرعة الإنفعال والغضب ) تجعل صاحبها ليس لديه وقت كاف أثناء غضبه لإختيار كلماته بعناية .فجاء وصف هذه الحالة وكأنها عُقدة مربوطة وتحتاج إلى حل وتفكيك للتخلص منها .
==
وجاءت (عقدتم) فى كفارات الأيمان ،وان كفارة اليمين تكون فى الحنث فى اليمين الذى أقسمنا عليه ونحن فى حالة هدوء تام وبعقلانية وإختيار كامل دون الوقوع تحت أى إكراه أو تأثير خارجى أو غضب ..ففى هذه الحالة حالة الحنث فى اليمين والرجوع فيه تكون هناك كفارة لليمين ، لأنه يُسمى يمينا معقودة النية على تنفيذه ولكنى تراجعت فيه ...أما ما عداه من أيمان فلا يؤاخذنا الله عليها بشرط ألا نجعل الله جل جلاله عُرضة فى أيماننا لأننا بهذا نكون قد دخلنا فى موضوع آخر ....فيقول رب العزة جل جلاله ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
==
وجاءت (العُقد ) بمعنى الأمور المتداخلة المُركبة (الملعبكة المربوطة 500 رابطة فى بعضها هههههه) وعادة ما تكون هذه (العُقد ) بفعل الشيطان ،لأنه ينفث فيها ويشعللها ويُشعل نارها داخل نفس صاحبها .فجاء فى صيغة دعاء وإستعاذة بالله جل جلاله من الشيطان وذريته الذين ينفثون فى هذه العُقد فى قوله تعالى (((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ.مِن شَرِّ مَا خَلَقَ.وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ.وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)).
==
فمن كل ما سبق نفهم أن مصطلح (عقيدة أو العقيدة) ليس مُصطلحا قرءانيا . وأنه ليس مُرادفا لمصطلح (الإيمان ) ولا علاقة بينهما على الإطلاق . فمصطلح الإيمان مُصطلح قرءانى يأتى تعبيرا عن الإيمان بالله جل جلاله وكتبه ورسله وملائكته وبالغيب واليوم الآخر . ويأتى للتعبير عن (الأمن والآمان ) .
==
وليس غريبا على الأزهر والمشايخ والتراثيين أن يستخدموا مُصطلحات غير قرءانية فى التعبير عن تدينهم فهم فى شقاق دائم وخلاف طويل الأمد وخصومة مُستمرة مع القرءان الكريم ومُصطلحاته . والمصيبة الكُبرى أنهم إستبدلوا مصطلح (الإيمان )بمصطلح (العقيدة) ، وإستبدلوا (لا إله إلا الله ) بمصطلح (التوحيد ) فهناك مادة يدرسها طلاب الإعداية والثانوية الأزهرية تُسمى (علم التوحيد ) ولو فكروا قليلا لوجدوا أن معنى (توحيد أو التوحيد ) هو جمع أكثر من شىء فى شىء واحد . بمعنى أكثر وضوحا مثلما يفعل المسيحيون عندما جمعوا (المولى جل جلاله وعيسى عليه السلام وروح القدس ) فى شىء واحد وقالوا عنه أنه 3 ناسوت ولكن فى لاهوت واحد ،او 3 أقانيم أو ما اعرفش إيه فى إلاه واحد فيقولون (بإسم الأب والإبن وروح القدس إلاها واحدا ) فالمسلمون وقعوا فى نفس الخطأ ونفس المصيبة والطامة الكُبرى والكارثة حينما إستخدموا مُصطلح (التوحيد ) و(العقيدة) للتعبير عن الإيمان بلا إله إلا الله . ففى أحدهما كُفر بالله عظيم وهو مُصطلح (التوحيد ) .فتجد أيضا أن المسلمين فى إجتماعاتهم يتبرع أحدهم ويقول (وحدووووه ) فيرد عليه الجميع (لا إله إلا الله ) فكلمة وحدوه تعنى كما قلنا (جمع أكثر من شىء (اشياء متفرقة أو مُفككة وجمعها وتركيبها وضم بعضها لبعض حتى تُصبح شيئا واحدا ) وهو بالنسبة لإطلاقها على (المولى جل جلاله كُفر عظيم ، والأحرى بهم أن يقولوا مثلا (إذكروا الله ) وليس (وحدووووه )
==
فهل يعقل المُسلمون ،وهل يعقل الأزهر ويُصححون مُصطلحاتهم فى التعامل مع رب العزة جل جلاله،وفى الحديث عما يتعلق بذاته سُبحانه وتعالى قبل فوات الآوان ؟؟؟؟
نرجو لهم هذا .