الانتخابات الرئاسية المصرية: تمديد الاقتراع لمدة ساعة

في الخميس ٢٤ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

القاهرة: قررت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية الخميس تمديد الاقتراع في اليوم الثاني والاخير لاول انتخابات تعددية في تاريخ مصر لمدة ساعة، بحسب ما اعلنت وسائل الاعلام الرسمية. وستغلق لجان الاقتراع مساء الخميس في التاسعة مساء (19:00 تغ) بدلا من الثامنة مساء (18:00 تغ).

وتشكلت مجددا الطوابير امام لجان الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بعد اليوم الاول للاقتراع وذلك بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين.

ومن بين هؤلاء اثنان كانا مسؤولين سابقين في عهد الرئيس السابق هما وزير الخارجية الاسبق الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسي واخر رئيس وزراء لمبارك، القائد الاسبق للقوات الجوية احمد شفيق.

وينتمي مرشحان اخران الى التيار الاسلامي: عبد المنعم ابو الفتوح الذي انشق عن جماعة الاخوان المسلمين ويتبني خطابا اكثر اعتدالا ومرشح الجماعة محمد مرسي، اما المرشح الخامس فهو الناصري حمدين صباحي. ومن المقرر اجراء الجولة الثانية للانتخابات في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل.

ويأمل المصريون ان تضع الانتخابات الرئاسية نهاية لحالة الاضطراب السياسي والامني الذي شهدته البلاد خلال الفترة الانتقالية وانعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية لهذا البلد نتيجة تراجع كبير للاستثمارات وللسياحة خصوصا.

غير ان العديد من الشباب المصري الذي شارك في الثورة التي اطاحت مبارك توعدوا بالنزول الى الشارع اذا ما نجح خصوصا احمد شفيق الذي يتهمونه بالتورط في ما يعرف ب "موقعة الجمل" في اشارة الى الجمال التي استخدمت للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في الخامس من شباط/فبراير 2011، قبل ايام من سقوط مبارك.

وتعرض شفيق للاعتداء من عدد من الاشخاص مساء الاربعاء عقب خروجه من لجنة الاقتراع التي ادلى فيها بصوته وقذفه البعض بالاحذية. ويتوقع ان تكون نسبة الاقبال الخميس اكبر مما كانت عليه الاربعاء اذ قررت الحكومة منح اجازة رسمية لكل العاملين فيها حتى يتمكنوا من المشاركة في الاقتراع.

وامام مدرسة تحولت الى مركز اقتراع في حي مصر الجديدة، كان مئات من الناخبين ينتظرون في هدوء دورهم للادلاء بأصواتهم. وقالت دينا البدري (26 سنة) "انني سعيدة جدا لاننا نختار رئيسنا. جئت لاقترع مساء امس لكن الطوابير كانت طويلة للغاية فعدت الى المنزل".

وتعلن نتائج الجولة الاولى للانتخابات رسميا في 27 ايار/مايو المقبل لكن ينتظر ان يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبهم من 13 الف مكتب اقتراع في مختلف انحاء البلاد.

ويرجح المعلقون الا يتمكن اي مرشح من الحصول على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهي 50 في المائة زائد واحد والا تحسم النتيجة الا في جولة الاعادة في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على اعلى الاصوات.

ومن شان نتيجة الانتخابات ان تحدد توجهات السياسات الداخلية والخارجية لمصر خلال السنوات الاربع المقبلة. ورغم تعهد كل المرشحين بلا استثناء بالالتزام بمعاهدة السلام المبرمة مع اسرائيل عام 1979، الا ان بعضهم يريد علاقات افضل مع ايران وتركيا والعالم الاسلامي و"اكثر استقلالا" عن السياسة الاميركية في المنطقة.

واشادت الصحف المصرية الخميس باول انتخابات رئاسية "حرة وديموقراطية" في تاريخ مصر بعد اليوم الاول لعملية الاقتراع التي جرت في هدؤ و"فرحة" رغم الشكوك التي تحيط بمستقبل هذا البلد. وتحت عنوان "حققنا الحلم" ذكرت صحيفة الاخبار الحكومية انه "في يوم الثالث والعشرين من مايو عام 2012 ذهب المصريون الى الصناديق لاختيار حاكمهم لاول مرة في التاريخ بارادتهم الحرة دون تزوير".

ونشرت جميع الصحف صورا لناخبين ينتظرون مبتسمين في صفوف طويلة للادلاء باصواتهم. ونشرت جريدة الشروق المستقلة مجموعة من الصور للناخبين تحت عنوان "صورة للشعب الفرحان في الانتخابات" مستعيرة اغنية "صورة" الشهيرة للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ.

وكتبت في مقال بعنوان "السعادة في الهواء" ان "هذا يوم للفرح والفخر، علينا ان نعيشه ونستمتع به ولنؤجل الاحزان والمآسي والمشاكل قليلا لانها لن تنتهي قريبا". واضافت "ان يقف المصريون في طوابير طويلة لانتخاب رئيس للجمهورية وان يختلف الجميع على من يكون اسم الرئيس المقبل فمعنى ذلك ان هناك شيئا تغير".

اما جريدة "الاهرام" التي كانت سابقا البوق المدافع عن نظام مبارك فعنونت "الشعب يسترد ارادته الحرة". واعتبرت ان هذا "المشهد يعكس اصرار المصريين على بناء نظام قوي عماده الديموقراطية والحرية". من جانبها تساءلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن صلاحيات الرئيس الجديد بعد تعليق دستور 1971 وعدم وضع دستور جديد للبلاد حتى الان بسبب الخلاف على اللجنة التاسيسية.

وقال المحرر "في مصر الان هناك آمال كبيرة من قبل المواطنين والمؤسسات معلقة في رقبة الرئيس فاذا صارت الامور الى الافضل سيتم ارجاع الامر الى الرئيس واذا حدث العكس سيتم تعليق كل اخفاق في رقبة الرئيس". واضاف "الخلاصة ان البديل للنظام القديم لم يتبلور بعد ... وفي كل الاحوال نستطيع ان نقول اننا اجتزنا اختبارا صعبا واننا على طريق الصواب ولا يسعني الا القول: للامام".

وتعهد المجلس العسكري، الذي يتولى السلطة منذ اسقاط مبارك والذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب ادارته المرتبكة للمرحلة الانتقالية، بتسليم السلطة الى رئيس منتخب قبل نهاية حزيران/يونيو. الا ان العديد من المحللين يرون ان الجيش، الركيزة الاساسية للنظام منذ سقوط الملكية عام 1952 الذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.

اجمالي القراءات 1924