أولئك هم المستهزئون.

يحي فوزي نشاشبي في الأحد ١٣ - أكتوبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أولئك  هم  المستهزئون.

وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (107) قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍأَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (108)سورة  يوسف.

*)- إن  الذين  يؤمنون  بالقرآن  وحده  بدون  أي  شريك،  مهما  كان،  هم  القرآنيون،  ولهم  وحدهم  الحق  في  أن  يتفاءلوا  ويسعوا  في  سبيل  تحقيق  طموحهم  الذي  يجعل  لسان  حالهم  يلهج  "  بــ : الحمد  لله  الذي  هدانا  لهذا  وما  كنا  لنهتدي  لولا  أن  هدانا  الله "  والحمدُ  له  كل  الحمد  وقد  وهب  لنا  هذا  البصر  وهذه  البصيرة.

*********

وَقُلۡ إِنِّيٓ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلۡمُبِينُ (89) كَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَى ٱلۡمُقۡتَسِمِينَ (90) ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَعِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (93) فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيۡنَٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِينَ (95) ٱلَّذِينَ يَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (96) وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ (98) وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِين (99)سورة  الحجر.

*)- من  الملفت  أن  الذين  لم  يكفهم  الحديث  المنزل  من  لدنه،  أصيبوا  بنوع  من  تيه  وارتباك،  فراحوا يلتفتون  يمينا  وشمالا،  بل  إلى  كل  الاتجاهات،  ملهبين  أكباد  الإبل،  غير  منتبهين  أنهم  بتصرفاتهم  تلك،  الغريبة  في  بابها،  مُعرّضون  أنفسهم  إلى  ما  لا  تحمد  عقباه،  كيف  لا  ؟  وقد  صدر  ذكر  ذلك  الأمر  الجاد  من  الآمر  العلي  القدير سبحانه وتعالى إلى  عبده  ورسوله؟  ذلك  الأمر  ليصدع  بما  يؤمر  وليعرض  عن  المشركين،  وقد  وصفهم  الله  بالمستهزئين ،  ثم  زاد  وفضحهم  بقوله : ( (95) ٱلَّذِينَ يَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (96) ).

*)-  ولنتأمل  هذه  الآيات  المتوعدة  الآمرة  الناصحة.  وعليه  فقد  يكون  صحيحا  أن  المستنتج  المفهوم  أن  الذين  لم  يقتنعوا  بالقرآن  العظيم  وحده،  أولئك  الذين  حرصوا  حرصا  (غريبا ) لمطاردة  ذلك  الاشمئزاز  الذي  أصاب  قلوبهم  وكبلهم  أيما  تكبيل،  لم  يهتدوا  إلى  منفذ  النجاة  منه  إلاّ  في  التفاتهم  إلى  الاتجاهات  كلها  لاهثين،

لأنهم  تحوّلوا  إلى  ضحايا  ذلك  السراب  وأفاعيله،  أي  لاهثين وراء  أدنى  استبشار،  هم  الذين  يطلهم  أو  يشملهم  وصف  (المشركين  المستهزئين).

اجمالي القراءات 242