آحمد صبحي منصور
في
السبت ٢٥ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الله جل وعلا هو الذى خلق الأرض كروية تدور حول محورها وحول شمسها ، وهو جل وعلا الذى يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل ، وهو جل وعلا الذى جعل هذا التفاوت صيفا وشتاء حسب خطوط العرض ، والتفاوت فى الليل والنهار حسب خطوط الطول . والله جل وعلا أيضا هو الذى فرض صيام شهر رمضان ، صيام النهار والافطار عند الليل ، أى غروب الشمس . وهو جل وعلا الذى أسّس دينه على التيسير ورفع الحرج وعدم المشقة ، وهو جل وعلا الذى جعل معظم تشريع الصيام فى القرآن عن رُخص الافطار عند السفر والمرض وعند مشقة الصوم .وهو جل وعلا الذى جعل الصوم والصلاة والحج والزكاة المالية وسائل للتقوى .
إذن فليست هناك مشكلة . إذا كنت تعانى مشقة من الصوم لأى سبب يمكنك ان تتمتع برخصة عدم الصوم وتقدم فدية طعام مسكين . يستوى إذا كنت فى الشرق الأوسط أو فى النورويج أو القطب الجنوبى .
بعض الناس يتعبون أنفسهم وغيرهم فى هذه التفصيلات الجزئية فى العبادات ( كالطهارة فى الصلاة ، ورفع اليدين ، وفى توقيت البدء بالصيام وتوقيت الافطار عند الليل وما هو تحديد الليل ..الخ .). ينسون شيئين أساسين فى الاسلام ، وهما من مقاصد التشريع الاسلامى ، وهما : (التقوى )، و( التيسير والتخفيف وعدم العنت وعدم المشقة ) . ولقد شرحنا هذا كله فى كتاب الصيام ، وهو منشور هنا .
التشريع السنّى يركز على التفصيلات ويجعلها الأساس مع الاختلافات فى كل تفصيلة ، وبها تتحول العبادات عندهم الى مظاهر شكلية وحركات مقطوعة الصلة بالتقوى . بها تتحول الصلاة الى حركات مضحكة ، ويتحول الصوم الى مجرد جوع وعطش ، وطالما لا توجد التقوى فى القلب ولا يوجد أثرها فى حُسن السلوك مع الناس فإن هذا المتدين بالدين السنى ــ مهما صلى ومهما صام ـ فمأواه النار وبئس المصير. فلا يدخل الجنة إلا المتقون .