آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٢٣ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
كباحث تاريخى ليس لدى شك فى صحة التقويم الهجرى ، لأن التأريخ الأساس للمسلمين كان يتم بحسب التقويم الهجرى ، أى بالسنة والشهر وأحيانا باليوم . ومن يقرأ بعض أبحاثى يتأكد من هذا . ولقد تحدثنا عما يعرف بالتاريخ الحولى ، وهو منهج فى التأريخ يقوم بتسجيل الأحداث التاريخية حسب الحول أو السنة أو العام . وقد بدأ به الطبرى فى العصر العباسى واستمر بعده الى عهد الجبرتى فى أواخر العصر العثمانى .فالتقويم الهجرى وصل الينا بالتواتر الصحيح المسجل عبر سنوات التاريخ فى مصادر التاريخ ، وبهذا يتميز التأريخ للمسلمين عن غيرهم .
وكباحث إسلامى أقول : إنه لو حتى حدث خطأ فى توقيت شهر رمضان ، أو كان هناك شكّ فى التقويم الهجرى الحالى ، وأننا نصوم الآن فى غير وقت رمضان الحقيقى ــ فإن هذا لا يقدح فى صيامنا ولا يبطله طالما نصوم صوما مخلصا لرب العزة جل وعلا متمسكين بالتقوى .
نفس الحال فيمن يرى ان تقويم الفجر المعمول به باطل .
العبادات كلها وسائل للتقوى . إن أخطأت أو نسيت فإن دين الله جل وعلا مؤسس على التيسير ورفع الحرج ورفع المشقة . ولنتذكر قول رب العزة جل وعلا : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة )
مشكلة المشككين أنهم ينسون الجوهر وهو ( التقوى ) ويشككون فى التفصيلات ، مثلما يفعلون فيما يسمونه بالقراءات فى القرآن الكريم بينما هم لاهون عن تدبر معانى القرآن الكريم . من يترجم معانى القرآن الكريم ترجمة صحيحة ليصل بالنور القرآنى الى العالم لا تهمه القراءات ، يهمه معانى الآيات .