ما مدى تاثيرات مواقع التواصل الاجتماعي السلبي على هوية المغاربة الإسلامية الاصيلة؟

مهدي مالك في الخميس ٢٦ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

 

ما مدى تاثيرات مواقع التواصل الاجتماعي السلبي على هوية المغاربة الإسلامية الاصيلة؟             

مقدمة متواضعة                                                       

 

كثيرا ما تناولت هذا الموضوع الدقيق و الحساس طيلة الفترة الأخيرة ليس لانني انتمي الى الحركة الامازيغية سياسيا او أيديولوجيا و ليس لانني ادافع عن أفكار الأستاذ احمد عصيد التنويرية او بعضها على الاصح الخ..

و انما لانني قد نشات و قد كبرت في البيئة الامازيغية إلاسلامية كما اسميها حيث فتح عيناي فوجدت امامي جدي الفقيه منحد الرايس رحمه الله و  كان فقيه قرية اسك نواحي ايموزار اداوتنان و كان جدي كاي فقيه من فقهاء عصره على أي حال بمعنى  بعد سنة 1956 لكنه كان يعظم الطرق الصوفية بشكل كبير بدليل ان السبحة كانت في يده دائما .

 و كان يقرا الحزب الراتب في مسجده باسك عندما كنت صغيرا بعد صلاة المغرب و بعد صلاة الصبح حيث كان صوته قوي يسمع من كل مكان في دوارنا و كنت اجلس في مسجده لوقت طويل عندما يكون خالي من الناس و كنت اسير على ركبتي اتامل في رجاءه و في منبره العتيق الخ

و فتح عيناي فوجدت امامي ابي المكافح منذ طفولته القاسية حتى وصل ما وصل اليه من أسباب العيش الكريم بفضل الايمان بالله و برسوله الاكرم و العمل الجاد و القراءة من خلال شراء الكتب حتى نتوفر الان على خزانة كبيرة في بيتنا المتواضع .....

و فتح عيناي فوجدت امامي امي المكافحة من اجلنا و من اجل بيتها كاية امراة امازيغية حرة في تاريخ المغرب الطويل قبل الإسلام و بعده في عز حضارتنا الامازيغية الإسلامية بمعنى ان المراة الامازيغية كانت ذان شان عظيم في القبائل الامازيغية خصوصا في العهد المرابطي ...............

و كما وجدت في بيتنا العديد من الأشرطة السمعية و السمعية البصرية لفن الروايس و فن المجموعات العصرية الامازيغية حيث جعلني هذا اتعلق بهذه الفنون الامازيغية بشكل كبير طيلة فترة الطفولة و المراهقة الاستثنائية و الشباب بدون أي تحريم من طرف الوالدين او من احد افراد العائلة الى حدود هذه السنوات الأخيرة .....

لعل اول لقائي المباشر مع الوهابية كان عندما دخلت الى مؤسسة الوردة الرملية لاستقبال الأطفال المعاقين بمدينة اكادير في يناير 1996 بفضل السيدة الفرنسية و مسيحية الديانة تدعى بالسيدة بصي او بصير كما تعرف في مدينة اكادير انذاك ...

لقد كنت آنذاك طفل ذو 13 سنة حيث كانت معلمتي الأولى ذات نزعة وهابية صريحة حيث تقول لي حصة القران الكريم كلام اسمعه للمرة الأولى في حياتي وقتها من قبيل ان اللغة العربية هي اهل الجنة و من قبيل ان المسيحين و اليهود هم كفار سيدخلون النار و اننا عرب كانها تقول لي مباشرة وقتها ان لغتك الامازيغية هي نعرة جاهلية و عامل التفرقة و التقسيم في المغرب كما تقوله السلفية الوطنية طيلة عقود من الزمان و تيارات الإسلام السياسي الدخيلة من المشرق العربي بتصورات و أفكار تخالف مع نمط التدين المغربي السمح و المعتدل او الإسلام الامازيغي كما ساشرحه لاحقا ضمن هذا المقال المتواضع..

 

الى صلب الموضوع                  

منذ انتشارها أي تيارات الإسلام السياسي في بلادنا منذ ثمانينات القرن الماضي قد مارست التجاهل المطلق تجاه الامازيغية كلغة و كثقافة و كحضارة قد ساهمت بشكل عظيم في انتشار الدين الإسلامي  في شمال افريقيا و في جنوب الصحراء الافريقية و في الاندلس أي ان هذه التيارات استغلت ضعف الامازيغية الفظيع على مختلف الأصعدة و المستويات آنذاك لاستقطاب الكثير من المغاربة نحو ايديولوجيتها القائمة على عودة الخلافة الإسلامية يوم ما أي تحطيم كل الأنظمة القائمة الان في دول شمال افريقيا و في الشرق الأوسط و تطبيق الشريعة الإسلامية و بيع الجواري بلا ملابس داخلية في اسوقنا الأسبوعية في عز الظهر بدون اية مبالغة مني لان السلفية تعني الرجوع الكلي الى 1200 سنة عند الائمة الأربعة مع كامل احترامي الشديد لمقامهم الموقر ...

و ان تيارات الإسلام السياسي ظلت تقدم نفسها للمغاربة بانها حركة إسلامية مغربية تدافع عن الإسلام و قيمه العليا بدون أي تاصيل في تاريخنا المغرب الإسلامي أي منذ نجاح ثورة الامازيغيين المسلمين على الغزاة العرب في سنة 740 ميلادية الى سنة 1956 ميلادية  حيث قلت في احدى مقالاتي في ماي الماضي لقد خوضت نقاش اخر منذ شتنبر الماضي في ما اسميه الان بالمرجعية الامازيغية الإسلامية عبر 5 مقالات منشورة في موقع اهل القران حيث حاولت من خلالها التنظير لهذا المصطلح الجديد و المخترع من طرف هذا العبد الضعيف لله لان الكثير من المناضلين الامازيغيين قد تحدثوا كثيرا منذ سنة 2004 عن ما نسميه الان بالإسلام الامازيغي من قبيل المرحوم الأستاذ احمد الدغرني و الأستاذ احمد الخنبوبي و الأستاذ عبد الله بوشطارت و الأستاذ عمر افضن الخ و بالإضافة الى الأستاذ احمد عصيد في العديد من المناسبات  .

ان الإسلام الامازيغي هو اسلام تاريخي للمغاربة في اغلب مناطق المغرب ذات العوائد الامازيغية قبل سنة 1912 باستثناء ارض المخزن المحدودة في مدن المركز على ما اعتقده و فهمته من كلام هؤلاء المناضلين الامازيغيين لان بكل وضوح  ان اجدادنا الامازيغيين هم البناءة الحقيقيون للحضارة الاسلامية المغربية و المغاربية منذ طرد بني امية الغزاة من طرف اجدادنا الامازيغيين المسلمين من مغربنا هذا سنة 740 ميلادية بسبب ان هؤلاء الاعراب اساءوا السيرة مع السكان الأصليين.

  اذن لنتقدم في موضوعنا المتواضع بان اجدادنا الامازيغيين هم البناءة الحقيقيون للحضارة الإسلامية في المغرب و دول المغرب الكبير و الاندلس و جنوب الصحراء الافريقية من ناحية المعمار الإسلامي و الاجتهادات الفقهية الخ من مظاهر اسلام الامازيغ العميق و العقلاني حتى ظهرت الحركة الوطنية بخطابها السلفي المزعوم في مغرب سنة 1930 لتحطم ما اسميه الان بالمرجعية الامازيغية الإسلامية بكل ابعادها الثقافية و الدينية و السياسية ...

و في سنة 1956 قامت الدولة المغربية بمحو كل مظاهر اسلام الامازيغ اللهم ما يتعلق بالمواسم الدينية و المنتشرة في مختلف القرى المغربية او ما يتعلق بقراءة الحزب الراتب كعادة أحدثها الموحديين فقط حسب علمي المتواضع حيث ان هدف هذا الاجراء هو اقناع المغاربة بنخبهم المختلفة آنذاك ان الامازيغيين لا يتوفرون على ادنى بعد ديني لهم على الاطلاق تصديقا و تأكيدا  لايديولوجية الظهير البربري في هذا الجانب أي تنصير البربري كما يقولون بمعنى ان الدولة المغربية كانت تريد ان يحل اسلام المخزن أي اهل فاس و اهل الرباط و اهل سلا في مكانة رفيعة في مجال الاعلام السمعي البصري و في مجال الشأن الديني باعتبارهم عرب اندلسيين وقتها أي في الفترة من بين سنة 1956 الى سنة 2001..

و الان ياتي دوري ككاتب متواضع قد صدر له كتاب تحت عنوان الامازيغية و الإسلام و أيديولوجية الظهير القامعة لهما في صيف سنة 2023 لشرح هدفي من اختراع مصطلح المرجعية الامازيغية الإسلامية الان لان في منطقة سوس العالمة ظهر تيار وهابي خطير منذ سنة 2018 يستهدف تشويه كل معالم الهوية الامازيغية الثقافية و الفنية و الدينية عبر إحالة هذه المعالم الى الالحاد او العلمانية كما قدمها التيار الإسلامي منذ سنة 1928 الى حدود الان أي انها ضد الدين الإسلامي و أنماط تدينه المختلفة و يعتمد هؤلاء الدخلاء الى منطقة سوس على استعمال الامازيغية السوسية للدخول الى البيوت في القرى او في المدن على السواء و بالتالي الدخول الى عائلاتنا المحافظة بمعناه الإيجابي او السلبي لأننا كبرنا جميعا في هذا الوسط الذي يميل الى التدين و هو شيء جميل في حد ذاته لانني متدين كما وجدت عليه اجدادي يفعلون منذ قرون قد خلت .

ان ليس العيب في التدين في حد ذاته و انما العيب كل العيب في

 الفكر الوهابي المكفر لكل معالم هويتنا الامازيغية الإسلامية بسوس بدون اية استثناءات امام وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و الوصية على توفير الامن الروحي للمغاربة المسلمين في اغلبيتهم الساحقة و المغاربة ذوي الديانات الأخرى دون ادنى شك ..

 و دون شك بان هذا التيار الكبير و الغني من ناحية الإمكانيات المادية و السيارات الفاخرة كما شاهدناها في فيديوهات زعيمه على يوثيوب لم يأتي لوحده بل دفعته جهة معينة من قبيل بعض اطراف المخزن العتيق او الإسلاميين او دول المشرق العربي المعلومة لتحطيم النضال الامازيغي ببعده الثقافي و ببعده الفني و ببعده السياسي ..

انني أقول  في هذا المقام لو ان هذا التيار قد اعتمد على خطاب بالتي هي احسن لدعوتنا الى التدين السليم دون اية احالات الى المرجعيات الدينية الأجنبية مثل الوهابية و الاخوانية لكنت اول مرحب له و داعم له بمقالاتي و تدويناتي الفايسبوكية .

لكن هذا التيار الوهابي الخطير يستهدف جعل الوهابية اطار ديني  للتعامل مع الامازيغية كلهجة حقيرة لا تتوفر على أية مقومات تاريخية او دينية او ثقافية او فنية او سياسية على الاطلاق أي رجوع الامازيغيين الى نقطة البداية مثل ما حدث لهم سنة 1956 مع المخزن العروبي او اكثر عمقا و قمعا باسم الإسلام وفق قراءته الوهابية الجامدة حيث لو افترضنا جدلا ان بعد سنوات وقع انقلاب في بلادنا لا قدر الله ثم صعد هؤلاء الإسلاميين و الوهابيين الى الحكم ما الذي سيقع لامازيغي المغرب؟ و اسال الله دوام الملك لملكنا الشرعي محمد السادس دام له العز و التمكين ....

ان المرجعية الامازيغية الإسلامية  ليست ضد احد من المغاربة بمختلف اصولهم حسب ما يعتقده اغلب الناس على اية حال و دياناتهم الخ حيث هناك من سيقول ان هذا استغلال للدين في السياسة لان استغلال الدين لنتقدم في التنمية و في التقدم هو امر إيجابي بالنسبة لي لان  هذه  المرجعية تهدف في نهاية المطاف الى تمزيغ الدولة و المجتمع في افق 50 سنة قادمة عبر احياء القوانين الوضعية الامازيغية داخل الدولة و احياء نظام الكونفداليات الجهوية و تطويرها لكي تتناسب مع النظام الفدرالي كافق واعد بالنسبة للمغرب في السنوات القادمة و خصوصا عندما يطبق المغرب مخطط الحكم الذاتي في أقاليم الصحراء الغربية المغربية ...

لا شك ان من قرا كتابي الأخير سيلاحظ ان في نهايته اقترحت فكرة إعادة تاهيل حقلنا الديني الرسمي على أساس امازيغية المغرب عبر 10 نقاط جوهرية حيث ان هذا المشروع المستقبلي يحتاج الى حزب ذو المرجعية الامازيغية الإسلامية و يحتاج الى الإرادة العليا بطبيعة الحال لانني ملكي حتى النخاع و الملكية تعد صمان الامان ضد نزعات الإسلاميين الخفية الخ و العاقل سيشاطر راي هذا العبد لله.

ثم ان المرجعية الامازيغية الإسلامية هي دعوة لاعادة روح الإسلام الامازيغي الى حيز الوجود في الملائمة  بين النصوص و الواقع داخل الدولة الحديثة و ليس داخل دولة الخلافة حيث هناك فرق عظيم بين من يسعى الى المستقبل و من يسعى الى الماضي المعسول....

توقيع المهدي مالك                                   

اجمالي القراءات 163