مدخل عام الى القناة الامازيغية الجزء الثالث و الاخير

مهدي مالك في الأحد ٢٢ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

مدخل عام الى القناة الامازيغية الجزء الثالث و الاخير

الفنون الاصيلة داخل القناة الامازيغية                               

ان الانسان الامازيغي عندما يرى قناة تلفزيونية  تتكلم بلغته الام منذ 14 سنة يشعر بالانتماء الحقيقي لدولته الوطنية التي تحاول الإصلاح منذ تولي الملك محمد السادس الحكم منذ 25 سنة رغم كل المشاكل المعروفة على كل المستويات و الأصعدة بسبب ارث دولة الاستقلال الثقيل ببعده الديني الدخيل من المشرق العربي خلال ثلاثينات القرن الماضي و ببعده المخزني القمعي للأسف الشديد دون الدخول في التفاصيل الان .

ان الفنون الامازيغية الاصيلة قد ظلت على الهامش باعتبارها ليست عربية اندلسية جاءت من المشرق العربي او من الاندلس رغم  ان حضارة الاندلس هي حضارة امازيغية مغربية كما يقول الأستاذ عبد الخالق كلاب الان فيديوهاته المفيدة و الرامية الى إعادة كتابة تاريخنا بالمركزية المغربية ..

لكن في العقود الماضية ساد الاعتقاد ان حضارة الاندلس هي حضارة عربية خالصة لا علاقة لها بالامازيغ من قريب او من بعيد خصوصا عندما ظهرت الوطنية المغربية الكاذبة سنة 1930 ...

ان هذه الفنون الاصيلة قد عولمت من طرف الدولة المغربية منذ الاستقلال الشكلي الى حدود الان باحتقار شديد تارة و بتمييز شديد تارة أخرى باعتبارها فنون الهوامش الامازيغية التي قاومت الاستعمار المسيحي منذ سنة 1907 الى سنة 1934 بالحديد و بالنار من منطلق الدفاع عن نظامها العرفي و الدفاع عن دينها الإسلامي الحنيف ...

 ان فن الروايس  مثلا كان في عهد الاستعمار ينشر الوعي الوطني و الوعي الديني في صفوف الناس عبر قصائد خالدة تستحق ان تدرس في مدارسنا و في جامعاتنا بعد الاستقلال الشكلي كما اعتبره امير الريف عبد الكريم الخطابي رحمه الله...

ان القناة الامازيغية لم تقصر في حق هذه الفنون الاصيلة  على  العموم من خلال البرامج و السهرات لكنني لي ملاحظات و مقترحات متواضعة ..

أولا لم تقوم القناة الامازيغية بواجب التكريم تجاه الروايس الكبار أمثال المرحوم محمد اباعمران المتوفي في فبراير 2020 أي شهر قبل انتشار وباء كوفيد 19 و مثل المرحوم الحاج المهدي بن امبارك المتوفي في مارس الماضي في ظروف  غامضة كما يعلم الجميع و مثل الحاج لحسين اخطاب الخ...

ثانيا لم تقوم القناة  الامازيغية باستغلال أرشيف التلفزة المغربية من سهرات فن الروايس للبث في حصص خاصة في أيام الجمعة او المناسبة الدينية و الوطنية كما كان هو الحال بالنسبة للطرب الاندلسي في العقود الماضية لأننا لم نرى اية سهرة للمرحوم الحاج محمد البنسير مثلا او سهرة المرحوم الرايس سعيد اشتوك الخ على القناة الامازيغية و هذا يعتبر مشكل كبير لان التراث الموسيقي الامازيغي بشكل عام يستحق ان يعرف من طرف الأجيال الحالية و القادمة و ان يكرم في القناة الامازيغية خصوصا و في باقي قنواتنا التلفزيونية عموما ادا كنا نؤمن فعلا بالخطب الملكية الداعية الى رد الاعتبار للامازيغية بصفتها صلب الهوية المغربية في خطاب 9 مارس 2011 الاستثنائي و التاريخي ................

الدراما في القناة الامازيغية بين النمطية و التوجه نحو التاريخ الاجتماعي ؟

علينا الإقرار و الاعتراف ان القناة الامازيغية قد انتجت العديد من الأفلام و المسلسلات في المستوى المطلوب بروافد اللغة الامازيغية الثلاث طيلة 14 سنة خصوصا في شهر رمضان المبارك حيث يجتمع كل افراد العائلة حول مائدة الإفطار بعد أداء صلاة المغرب كما افعله شخصيا .

لكن من المفيد الانتقال من النمطية السطحية الى التوجه نحو التاريخ الاجتماعي للقبائل الامازيغية قبل الإسلام و بعده في ظل دولنا الامازيغية الإسلامية من الدولة البرغواطية المقاومة الى دولتنا العلوية الشريفة لان من دخل الى بلادنا فقد تامزغ كما يقوله الدكتور كلاب في فيديوهاته المثيرة.......

و منذ سنة 1963 أي تاريخ تأسيس التلفزة المغربية تم الاشتغال على التعريب الشامل للشعب المغربي و مشرقيته من ناحية التاريخ و الهوية الدينية أي ان كل الدول المتعاقبة على حكم المغرب هي دول عربية مشرقية تقيم الشريعة الإسلامية بين عباد الله الصالحين الخ من هذه الاساطير الأيديولوجية ...........

و من هذا المنطلق فعلى الإدارة الحالية للقناة الامازيغية ان تدرك ان النمطية بشكل دائم لا تساهم في بناء أي افق مستقبلي للدراما الامازيغية على المدى المتوسط و البعيد.........

انني لست ضد مسلسل بابا علي كعمل نال اعجاب الصغار و الكبار على حد السواء رغم ما عليه من الانتقادات و الملاحظات منذ الجزء الأول من طرف الفنانين الامازيغيين الذين لهم وزنهم الثقيل على الساحة الفنية الامازيغية أمثال الفنان الامازيغي رشيد اسلال ...

ثم ان الانتقال الى التاريخ الاجتماعي للقبائل الامازيغية سيساهم في تكذيب مجموعة من اساطير ما يصطلح عليه بالحركة الوطنية المغربية  من قبيل اسطورة الظهير البربري القائلة بان الاستعمار الفرنسي قد أراد تنصير البربر ثم فرنستهم .

لكن السؤال المطروح بالنسبة لي الا و هو اين هي ثمار السياسة البربرية في واقع هوامشنا الامازيغية منذ سنة 1956 الى يوم الناس هذا ؟

و سارد على هذا السؤال المطروح بالقول لا يوجد أي مؤشر و لو صغير على وجود تلك السياسة المسماة بالبربرية أصلا بهوامشنا الامازيغية حيث ان فرنسا عندما خرجت من المغرب رسميا قد تركت للمخزن الدولة الحديثة من ناحية المؤسسات و القوانين الوضعية و لم تركت للامازيغيين اية مؤسسة ثقافية او سياسية او ظهير بريري الخ

و انما تركت لهم الدل و العار بتحطيم كل مؤسساتهم الديمقراطية و قيمهم السامية ...............

توقيع المهدي مالك

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 553