دار الإفتاء المصرية اعتبرت التصويت مقابل المال تضييعا للأمانة (الفرنسية) |
أكدت دار الإفتاء المصرية، اليوم الخميس، أن تقديم رشاوى للناخبين للحصول على أصواتهم، استغلالاً لفقرهم وحاجتهم الشديدة للمال بالانتخابات، حرام شرعا. وفي الأثناء بحث المجلس العسكري الحاكم مع رئيس الوزراء الاستعدادت اللوجستية لانتخابات الرئاسة.
وقالت دار الإفتاء في بيان أصدرته، إنه لا يجوز شرعاً للمرشح بالانتخابات الرئاسية استخدام أمواله سواء كانت مادية أم عينية في التأثير على إرادة الشعب، وطالبت جميع المرشحين بأن يكونوا "أمناء مع أنفسهم، صادقين في وعودهم، يوفون بما وعدوا الناس به".
واعتبرت الفتوى أن إعطاء الأصوات لمن دفع المال النقدي أو العيني هو "تضييع للأمانة، وإعطاء أماكن لأناس ليسوا أهلاً لها وما يتبع ذلك من فساد، مؤكدة أن الإسلام يأمر بالصدق وبحرية الإرادة وبتولية الصالح، ويرفض استغلال حاجات الناس والمتاجرة بها".
وكانت تقارير إعلامية تناولت على مدى الأيام الماضية تقديم أنصار عدد من المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية مواد تموين وسلعاً غذائية في أكياس بلاستيكية تحمل اسم وصورة المرشحين كهدايا لكسب مودتهم قبل إجراء الانتخابات.
التجهيز للانتخابات
في غضون ذلك، بحث رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري، اليوم الخميس، الترتيبات المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية.
وقال التلفزيون المصري إنه تم خلال اللقاء، الذي حضره رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سامي عنان ووزراء العدل والداخلية والإعلام والتخطيط والتعاون الدولي، بحث الترتيبات والتجهيزات اللوجستية والتأمينية التي توفرها الحكومة للانتخابات.
وتعهد المجلس -الذي يدير شؤون مصر منذ أن أجبرت الثورة الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحكم يوم 11 فبراير/شباط 2011- في مناسبات عديدة بترك السلطة عقب انتخاب رئيس جديد للبلاد، في موعد أقصاه نهاية يونيو/ حزيران المقبل.
ووفقاً لجدول انتخابات الرئاسة فقد أدلى المصريون المقيمون بالخارج بأصواتهم في الانتخابات بداية من الجمعة الماضي، ومن المقرر أن تنتهي فترة تصويتهم مساء اليوم، بينما تُجرى الانتخابات داخل البلاد الأربعاء والخميس المقبلين لانتخاب رئيس من بين 13 مرشحاً.
وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إنه حتى الآن قام 224 ألفا و448 مصريا بالتصويت في الخارج، مؤكداً أن باب التصويت سيغلق بالثامنة من مساء اليوم طبقا لتعليمات اللجنة العليا للانتخابات.
وأوضح أن الرياض جاءت بالمرتبة الأولى حيث صوت بها حوالى ستين ألف مصري، بينما صوت بالكويت 43 ألفا وجدة 42 ألفا، مشيرا إلى أن التصويت تم إجراؤه في 139 قنصلية وسفارة مصرية بدول العالم.
وأضاف عمرو أن مندوبي المرشحين المعتمدين ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني المعتمدة في القنصليات والسفارات خلال عملية التصويت، وقال إنهم سيكونون أيضا في عمليات الفرز التي ستبدأ اليوم، بعد تصويت آخر مواطن موجود داخل حرم السفارة حتى الثامنة مساء.
كما شهدت السفارة المصرية في لندن إقبالا كثيفا من جانب المصريين للتصويت في الساعات الأخيرة، حيث ارتفعت من 15% إلى 60% وفق مراسل الجزيرة في لندن، الذي قال إن ضعف الإقبال كان بسبب جهل بعض المصريين بضرورة التسجيل قبل الإدلاء بأصواتهم.