تجربة إذاعة راديو بلوس اكادير الخاصة تحت مجهر بين أسئلة الثقافة الامازيغية و سؤال الافاق المستقبلية ؟

مهدي مالك في الثلاثاء ١٠ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

تجربة إذاعة راديو بلوس اكادير الخاصة تحت مجهر بين أسئلة الثقافة الامازيغية و سؤال الافاق المستقبلية ؟

مقدمة متواضعة                               

تم احداث الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري منذ بدايات القرن الحالي بهدف تنظيم و مراقبة القطب العمومي أي الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة و شركة سواد القناة الثانية و قناة ميد1 و منح رخص لانشاء الإذاعات الخاصة و القنوات التلفزيونية الخاصة بغية انهاء احتكار الدولة لهذا القطاع الحيوي كما هو الحال لفرنسا باعتبارها النموذج بالنسبة للدولة المغربية في كل شيء منذ سنة 1956 و كما هو الحال بالنسبة لمصر التي تمتلك جيش من القنوات التلفزيونية العمومية و الخاصة الخ...

انني اعتقد ان المغرب منذ سنة 1956 قد راهن على الأحادية في النسق الهوياتي أي العروبة و الإسلام في الاعلام السمعي البصري مع انفتاح على الفرنكونية لعقود طويلة حتى اصبح هذا الاعلام بدون اية هوية وطنية اصيلة في الدين و في الثقافة و في التاريخ الخ......

و من هذا المنطلق فان التلفزيون الوطني ظل طيلة عقود طويلة يعيش في برج عالي في العاصمة الإدارية الرباط حيث يهتم بتغطية الأنشطة الملكية و يهتم بشكل عظيم لا يتصور بشؤون المركز السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية مع بث النشرة الجهوية الشكلية طيلة تسعينات القرن الماضي على التلفزة المغربية حسب ما اتذكره للاظهار امام الراي العام الوطني و الدولي آنذاك ان المغرب الرسمي له سياسة جهوية كاملة المعالم و الابعاد ..

لكن الواقع الى الان يتحدث عن هول الخصاص التي مازالت تعانيه جهات بعينها  من حيث مقومات التنمية الشمولية دون التعمق كثيرا في هذا المقام..

ادا اخذنا موضوع الاعلام السمعي البصري على سبيل المثال فان المغرب  قد أسس الإذاعات الجهوية منذ عقود من الزمان في مدن طنجة و تطوان و فاس و الدار البيضاء و مراكش و اكادير و العيون و الداخلة و مؤخرا في مكناس و في الحسيمة قبل انطلاق حراك الريف الوطني كما اسميه بمعنى ان الدولة قد أسست الإذاعات الجهوية لاهداف سياسية فقط ...

لكن ان الدولة طيلة هذه العقود الطويلة لم تفكر قط بتأسيس قناة تلفزيونية جهوية واحدة و لو في مدينة فاس المفضلة لديها حتى سنة 2005 تاريخ تأسيس اول قناة تلفزيونية جهوية بالمغرب الا و هي قناة العيون الجهوية التي جاءت عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية المقدسة لدى المغاربة .

ان هذه المسالة لوحدها تطرح العديد من الأسئلة من قبيل هل كانت الدولة و مازالت تخاف من شبح التقسيم او الانفصال بمجرد تأسيس القنوات التلفزيونية الجهوية اعتمادا على سلفية الحركة الوطنية التي تنظر الى القبائل الامازيغية باعتبارها مصدر للسيبة و عصيان السلطة المركزية و التحالف مع الاستعمار المسيحي الخ من ادبيات ما اسميه الان بايديولوجية الظهير البربري...

ثم ان قناة العيون الجهوية بتقديري المتواضع هي  مازالت تعيش في سياق سنة 1975 بكل صراحة عبر التجاهل المطلق لامازيغ الصحراء المغربية من قبائل ايت باعمران الى الكويرة و لهويتهم الاصيلة..

انني لست ضد الوحدة الوطنية المقدسة بالنسبة لي مثل الدين الإسلامي السمح او انني ضد المكون الحساني الذي هو عبارة في نهاية المطاف عن التفاعل التاريخي بين الامازيغية و العربية كما حدث للدارجة في الشمال و الوسط بمعنى ان قناة العيون الجهوية كانت احدى ثمار سياسة تدبير ملف الصحراء المغربية في عهد الراحل الحسن الثاني أي عروبة المغرب من شماله الى جنوبه و شرقه الى غربه.......

ان من المفروض ادا كنا نعيش في ظل نظام الجهوية المتقدمة فعلا ان تاسس قناة تلفزيونية جهوية في كل عاصمة جهة من جهات المغرب 12 حسب التقسيم الجهوي الأخير لتحقيق مقاربة جهوية كاملة للاعلام السمعي البصري .....

الى صلب الموضوع                            

ان تجربة إذاعة راديو بلوس اكادير الخاصة تستحق التكريم و التنويه باعتبارها جاءت لملء الفراغ الإعلامي السمعي بسوس الكبير خصوصا و المغرب عموما حيث تاسست هذه الإذاعة الجميلة في يوم 8 دجنبر 2006 على يد الأستاذ و الإعلامي المعروف عبد الرحمان العدوي الذي كان يقدم نشرة الاخبار المسائية بالتلفزة المغربية على الساعة الثامنة و النصف طيلة تسعينات القرن الماضي ثم هاجر الى الامارات للعمل هناك في احدى الفضائيات حسب ما اتذكره .

ان إذاعة راديو بلوس اكادير الخاصة استطاعت تأسيس فروع لها في مدن مراكش و الدار البيضاء و فاس و خربيكة في ظرف وقت قصير أي أصبحت إذاعة معروفة على الصعيد الوطني و الدولي بفضل شبكة الانترنت ..

لعل اسم محمد ولكاش قد ارتبط ارتباط وثيق باذاعة راديو بلوس اكادير منذ دجنبر 2006 الى الان رغم انه اخذ تقاعده حيث ان الأستاذ محمد ولكاش هو معروف قبل محطة راديو بلوس اكادير حيث عمل في إذاعة اكادير الجهوية من سنة 1988 الى سنة 1995 كمتعاون كان يقدم برامجه الرياضية و الفنية بالامازيغية وقتها و بالاصافة الى انه قد أسس جريدة أضواء الجنوب سنة 1991 الخ من عطاءات هذا الرجل الأصيل و الباحث في فن  الروايس بحكم معاشرته للعديد منهم و اصدر كتابان قيمان في هذا الفن الأصيل تحت عنوان تيرويسا ..........

ان اسهامات الأستاذ محمد ولكاش داخل هذه الإذاعة الخاصة لا تعد و لا تحصى باعتبارها كثيرة حيث ساذكر بعضها على سبيل المثال حيث له برنامج قار منذ انطلاقة الإذاعة الى الان تحت اسم أساس الذي يعنى بالتراث و الثقافة الامازيغية بمختلف ابعادها و تجلياتها من الامثال الى التعريف برموز فن احواش و فن الروايس و فن المجموعات العصرية التي  ظهرت في سوس الكبير منذ ستينات القرن الماضي بخلفية الهامش الامازيغي المنسي آنذاك...

ثم ان الأستاذ ولكاش قد احدث ثورة هادئة على المستوى الفني من خلال تنظيم مسابقات لتشجيع المواهب في فن الروايس ابتداء من صيف  2007 للمرة الأولى في تاريخ الاعلام السمعي البصري ببلادنا حيث ان هذه المسابقات الاذاعية انتجت لنا نجوم متميزة في سماء الاغنية الامازيغية التقليدية الان أمثال الرايسة فاطمة تاشتوكت و الرايسة كبيرة تاباعمرانت و الرايس لحسن اهواوي الذي سلك طريقه بالنجاح الباهر نحو الاغنية الدينية مثل عظماء فن الروايس  قديما و حديثا .......

تعتبر الحاجة خديجة البوزيدي ابنة منطقة اداوتنان العريقة بتاريخها و بنظامها العرفي الخ إعلامية  كبيرة داخل هذه الإذاعة منذ انطلاقتها حيث قدمت العديد من البرامج الصباحية و المسائية بالامازيغية و بالعربية حيث تلامس برامجها كل ميادين المجتمع و التنشيط الإذاعي ..

يعتبر الأستاذ محمد ودمين زيري اعلامي استثنائي داخل هذه الإذاعة  باعتباره حريص اشد الحرص على استعمال الامازيغية  المعيارية  في نشرات الاخبار او في برامجه الثقافية مثل برنامج حقول الابداع الذي يستضيف من خلال أسماء وازنة في مجال الفن و الثقافة و  الفكر.

و كذلك الأستاذ علي سلام الذي هو الاخر حريص اشد الحرص على تطبيق هذه المسالة في تقديمه لنشرة الاخبار و برامجه المهتمة بالعمل الجمعوي الخ..

كذلك الأستاذ لحسن بوفران الذي يقدم مجموعة من البرامج الفنية مثل برنامج أصداء الفن الذي يحاول من خلاله استعراض جديد الساحة الفنية الامازيغية بمنطقتنا.

و هناك الأستاذ احمد المتوكل الذي يقدم برامج حول جهة سوس بمشاركة المستمعين عبر الهاتف و مشاركة المسؤولين و كما كان له برنامج حول ذاكرة مدينة اكادير خصوصا و  جهة سوس عموما...

و لن انسى الأستاذ سعيد العماري الذي يقدم برنامج اسالوا اهل الذكر الخاص بأسئلة المستمعين الدينية بالامازيغية و بالدارجة بحضور الفقيه الحاج محمد بسكاو ..

و بخصوص الافاق المستقبلية فاننا نرى الان إذاعة شدى ف م الخاصة أصبحت لها قناة تلفزيونية خاصة أي شدى تيفي التي تعنى بالفن دون أي ذكر للامازيغية من قريب او من بعيد حيث أتساءل سؤال برئ الا و هو ما هو المانع امام إذاعة راديو بلوس اكادير من تتحول الى قناة تلفزيونية خاصة مثل قناة شدى تيفي الخاصة ؟        

توقيع المهدي مالك                                         

اجمالي القراءات 607