آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٠٩ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
يؤسفنى القول أن كل ما حذرت منه فى التسعينيات حدث ويحدث فى مصر ، ويؤسفنى أننى ما زلت صوتا صارخا فى البرية لا يسمع له أحد ممن يهمه الأمر ، ويؤسفنى أننى حتى الآن أناضل وحيدا ، ويؤسفنى أنه لو حدث تعاون معنا لوفرنا معاناة ملايين الأبرياء فى مصر وخارجها .
تخيل ـ فى أحلام اليقظة ـ أن ما أسميه بالشريعة الاسلامية الحقيقية مطبقة فى مصر واساسها الحرية الدينية المطلقة لكل فرد فى الاعتقاد والشعائر والدعو لدينه ، وأن هذا يتضمن حق الزواج للمسلمة من قبطى والعكس بلا أى حرج ، هل سيكون هناك هذا التعصب وهذا الاستعلاء الذى يظنه الوهابيون السنيون بأنفسهم ــ وهم أعدى أعداء رب العزة جل وعلا .
بديلا عن إستعمال كلمة الشريعة الاسلامية الحقة ـ وقد تم إبتذال مصطلح الشريعة وتشويهه ـ لماذا لا نتفق معا بالمطالبة بالمساواة والعدل والتسامح والحرية الدينية والسياسية لكل فرد مهما كان دينه أو عرقه أو طبقته أو وضعه الاقتصادى ؟ ماذا تنتظر أن يحدث فى مصر أسوأ مما يحدث فيها الآن ؟
لقد ثار ابنى محمد عندما حدث انتهاك لحرمة السيدة القبطية فى المنيا ، وصمم على أن يسجل معى حديثا فى استنكار ما حدث ، ووافقت ، ثم هالنى ان تحول الأمر على الانترنت الى زفّة ، ولست من كُتّاب المناسبات والزفات . هم يهللون ويصرخون فى كل مناسبة ، ثم يسكتون الى أن تأتى مناسبة أخرى أو مصيبة أخرى . الى متى يظل اهلنا الغلابة فى هذه المصائب التى تتحول فى الاعلام والانترنت الى مناسبات وزفات ؟ .
سأظل أناضل وحدى ما دمت قادرا .. ويؤسفنى فى خريف العمر أن أظل أناضل وحدى ..