معاملة الأبوين للأولاد
المفروض هو :
العدل مع كل الناس ومعنى العدل مع كل الناس هو :
التعامل معهم بأحكام الله
والعدل بين الأولاد عملية لا تظهر للأولاد أو حتى للوالدين فالظروف تفرض نفسها بمعنى :
أن الطفل الأول سواء ولد أو بنت يأخذ كل اهتمام الوالدين لسنوات حتى يأتى الطفل الذى بعده
ووجود طفل واحد يعنى أن النفقة عليه تكون كبيرة لأن ليس فيه غيره ومن ثم الطفل الذى بعده أو من بعده قد يظن نتيجة كثرة ملابسه أو ألعابه أو غيرها أن الوالدين فضلاه على من بعده وهو أمر غير حقيقى لأن النفقة التى كانت تنفق على ثلاثة هما الأبوين والطفل الأول أصبحت فى وجود الطفل الثانى تنفق على أربعة وعندما يأتى الثالث تقسم نفس النفقة على خمسة وهكذا على التوالى
ومن ثم يتناقص نصيب كل فرد من الاسرة كلما زادت فرد أخر
ويجب على الوالدين ومن حولهم من الأقارب ألا يتحدثوا أمام الاخوة أو الاخوات أن الصغير يلبس لبس الكبير الذى كان يلبسه وهو صغير أو يلعب بألعابه لأن تلك الأحاديث عندما تتكرر أمام ألولاد تولد نوع من الكراهية أحيانا لأن الطفل الثانى أو الثالث أو غيرهم يظن أن الأب أو الأم فضلوا الكبير عليهم وهو أمر غير حقيقى
هذا الكلام هو عن :
غالبية المجتمع وليس عن الأغنياء فمن كثرة أموالهم يمكن لهم ألا يلبسوا الصغير ملابس الكبير عندما كان صغير أو يلعب بألعابه فيشتروا لكل واحد أشياء خاصة به
النقطة الثانية على الأبوين :
اقناع بقية الأطفال أن أخاهم المريض أو اختهم المريضة سواء كن مرضى بمرض مزمن أو بما يسمى ضرر وهو :
الاعاقة
لهم معاملة خاصة عند الله فيجب أن يهتم بهم الوالدين أكثر من البقية لأن لهم حاجات لا يقدرون على أن يعملوها بأنفسهم
وهذا الاقناع من خلال آيات القرآن كقوله تعالى :
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت اخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون"
ومن ثم هؤلاء المرضى والمعاقين معفيين من أمور قد يطلبها الأبوين من الأصحاء مثل أن يخرجوا للشراء من المحلات او السوق ومثل العمل للنفقة على النفس بعد انتهاء التعليم
ومن ثم الأخ المريض أو الأخت المريضة أو المعاق والمعاقة حالة خاصة تتطلب عدلا من نوع مختلف وهو غير المفهوم العام وهو :
المساواة فى الاهتمام
فالعدل فى تلك الحالة زيادة الاهتمام بهم مقابل ما بهم من نقص ابتلاهم الله به
والظن السوء بين الاخوة قد يؤدى لكوارث كما حدث بين يوسف(ص) واخوته فرغم حرص الأب ولأمهات على العدل إلا أن الاخوة ظنوا أن الأب يفضل يوسف(ص) وأخوه عليهم فقالوا لبعضهم البعض :
"لقد كان فى يوسف وإخوته آيات للسائلين إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين"
والمشكلة هو أن الاخوة ظنوا أن اهتمام الأب بالصغار لضعفهم بينما هم كبروا عنهم ووصلوا لسن الشباب هو تفضيل لهم عليهم بينما العدل هو :
أن يهتم الأبوين بالضعيف أكثر لأنه لا يقدر على حماية نفسه ولا على قضاء حاجاته كلها بنفسه
وهو ما ظهر فى رفض الأب خروج يوسف(ص) معهم لأنه لن يقدر على حماية نفسه إذا غاب اخوته عنه فقال :
"قال إنه ليحزننى أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون"
ومع هذا وافق الأب مجبرا على خروجه معهم ليثبت لهم أنهم أولاده جميعا وأنه يأمنهم على بعضهم البعض وهو :
ما أخبرهم به عندما أعطاهم أخوه الثانى فقال :
"قال هل أمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين"
ومع هذا ظل الاعتقاد الخاطىء فى نفوس الأبناء حتى بعد ضياع الأخوين فقد قال الآبناء لأبيهم(ص) متهمين اياهم بالظلم وهو الضلال القديم :
"ولما فصلت العير قال أبوهم إنى لأجد ريح يوسف لولا أن يفندون قالوا تالله إنك لفى ضلالك القديم"
ومن ثم أوجب الله على الأبوين وصية مالية عند الكبر لأطفالهم الصغار إذا كان عندهم أطفال كبار تعلموا وتزوجوا أو تعلموا وعملوا وهو :
كتابة الميراث للضعاف وهم الصغار الذين لم يتربوا ويتعلموا أو تربوا وتعلموا سنوات قليلة وأيضا المعاقين على عكس الكبار الذين انتهوا من تعليمهم وعملوا أو عملوا وتزوجوا
وفى هذا قال تعالى :
"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
قطعا هذا الوصية واجبة وبالطبع الحديث عن عموم الناس وأما الأغنياء فعليهم نفس الشىء ولكن ليس فى كل الميراث وإنما يتم حجزهم بعض الميراث للصغار نظرا لكثرة أموالهم وأما بقية الناس فلن تكون أموالهم إن كان عندهم أموال سوى اموال قليلة
وأما المحرم فهو :
أن يكونوا ألأولاد كلهم فى حالة واحدة من الصحة والتعليم وغير هذا فهنا لا توجد وصية لبعض منهم وإلا دخل صاحبها النار
ومن ثم طلب الله من الشهود الذين طالبهم الموصى بالحضور للشهود على الوصية وكتابتها رفض الشهادة على ظلم لأنهم لو شهدوا لدخلوا النار
واجب الشهود هو ثنى الموصى عن ظلمه كما قال تعالى :
كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم"
والمقصود هو الآية الثالثة :
"فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم"
فواجب الشاهد الاصلاح بين الموصى وأولاده أو غيرهم من ألقارب حتى تكون الوصية عادلة ينجو موصيها وشاهدها من دخول النار
وتلك الوصية فى القضاء وإن شهد عليها الشهود يرفض القاضى عند تقسيم الميراث تنفيذها لأن الإسلام لا يقر ظلما
ومن ثم واجب الوالدين :
العدل بين الوالدين حسب أحكام الله
وعلى الأبناء عندما يدخل فى أنفسهم ظن خاطىء أن يواجهوا به الأبوين ليعلموهم الحقيقة أو يطلبوا من الأقارب أو الأصحاب أن يصلحوا بين الطرفين