الفيلسوف «كانط» عرّف التنوير فى رسالته عن التنوير بـ«كن جريئا فى استخدام عقلك»، وهو ملخص لمعنى التنوير، فالتنوير يعنى أن تتساءل وتتشكك دائماً وألا يكون هناك شىء فوق النقد، وألا تكون هناك خطوط حمراء، وأن توضع كل الأفكار على طاولة التشريح، ولا تسلم عقلك لرجل دين ولا غيره.
- معارضو وكارهو التنوير ليسوا أفراد الإسلام السياسى فقط، فالماركسيون كانوا يسمون كل من يخالفهم بالمرتد، وهى نفس التسمية التى يطلقها الإسلاميون على من خرج عن أفكارهم، إذن هى الدوجما والأفكار المتصلبة المتكلسة وليست الدينية فقط.
- الإسلاميون وضعوا التنويريين فى مأزق أن التراث مقابل الحداثة، ونقد التراث هو سبيل وطريق التنوير فقط، والتنويريون وقعوا فى هذا المأزق.
- إعمال العقل يتعارض دائماً مع منهج الإسلاميين فى التفكير، ومنهجهم فى التفكير أن القديم مسلم به وأنه لا يوجد ما هو جديد، وخير القرون قد مضى والابتداع والإبداع مرفوض، وكل هذه الكلمات مستهجنة عند الإسلاميين، لأنه وحتى التراث العقلانى الموجود فى الإسلام هم شطبوا عليه، مثل تراث المعتزلة، وتراث ابن رشد.
- حتى العلماء الذين نتغنى بهم، مثل جابر بن حيان، وابن سينا، وغيرهما، قد تم تكفيرهم من قبل رجال الدين، ولذلك فالإسلاميون هم من وضعونا فى هذا المأزق لأنهم رافضون لأى تغيير أو حتى الاعتراف بأن التغيير هو الثابت الوحيد.
- إذا تحدثنا بلغة الطب فقد وصلنا لدرجة السكيزوفرينيا، والفصام الفكرى، فالفصام الفكرى لا يعالج بالأقراص المسكنة، ولكن بالصدمات الكهربائية أو تنظيم إيقاع المخ، فلا بد من الصدمة لأنه إذا أخذنا مسكنات أو أمسكنا العصا من المنتصف فهذا لن يوصلنا لشىء لأننا وصلنا لمستوى لا بد فيه من صدمة تفيق مثل هؤلاء الإسلاميين مثلما فعل التنوير فى أوروبا.
- التنوير لا بد وأن نعترف أنه معركة وماراثون طويل جداً يحتاج إلى نفس طويل، والحقيقة فهناك أسباب كثيرة لذلك، خصوصاً أن التنوير لا يوجد بثقل فى البلاد العربية، ولكن هناك حراكاً فى الشارع العربى، وبدأ شباب كثيرون يعون هذه المسألة، وبدأت فتيات كثيرات يشعرن بالقهر، وأن وجهة النظر حولهن لا ينبغى أن تتحدد بالزى ومسائل طائفية وعنصرية.