عند فسخ الخطوبة من العريس الشبكة من حق من ؟؟
سؤال ومُشكلة إجتماعية يومية .
سيدة فاضلة تسأل وتقول :: بنتى إتخطبت 8 شهور ،وحدثت خلافات بين بنتى وعريسها ،فقرر ألا يُكمل الزواج وفسخ الخطوبة من طرفه هو ،وطلب (الشبكة - وهى الهدايا الذهبية التى قدمها لعروسته بعد موافقتها عليه وعند بدء خطوبته لها ) فرفضت ،وقلت له أنت اللى فسخت الخطوبة فالشبكة ليست من حقك ، وأصبحت من حق بنتى ، فرفع عليا قضية فى المحكمة وراح يُسىء لسُمعتى بين الناس وبين أهلى ::: فهل الشبكة من حقه أم من حق بنتى ؟؟
==
التعقيب .
مشكلتك يا سيدتى تتكرر ألاف المرات يوميا فى مجتمعنا المصرى والعربى ... وعُرفا وتقاليدا لو كان هو المُتسبب فى أساس وأصل المشكلة بينه وبين إبنتك ولم يعمل على حلها ،ولم يرضى بحلول وسط بينهما لحل المُشكلة ، ووضع إبنتك تحت مقصلة (الفقه الذكورى وفرض رأية وتسلطه ) بمنطق (لازم رأى وكلامى ووووو هو اللى يمشى وإلا فلن أُكمل معها وقرر بالفعل من طرفه بأنه مسحوب من أى إرتباطات بهذا الزواج ) فليست له أى حقوق مادية عندها (والشبكة من حقها ) .
==
إما من وجهة نظرى أنا المبنية على فهم لآيات القرءان الكريم فى موضوعات الخطبة وعقد النكاح والزواج فأقول :::
لإبنتك نصف قيمة الشبكة أو نصفها جرامات ذهبية.... ولكن الأثوب والأفضل والأقرب من تقوى الله أن تعفون عن شبكته وتعطوها له كُلها فهذا هو الأقرب من تقوى الله وإقرأوا قول الله جل جلاله ((وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)). فهنا العفو والتنازل مُتبادل بينكما ومُشترك فلكم أن تعفوا وتتنازلوا أنتم عن نصف الشبكة أو يعفو هو ويتنازل عن حقه فى نصفها،فتُصبح كُلها ملكا لها أو العكس .
وعلى الطرفين ألا ينسيا الفضل والمعروف السابق بينهما .وأن يبتعدا عن الفجور والعناد فى الخصومة .
ولا أريد أن يقول أحد أن هذه خطبة ولم يعقدوا عقد نكاح فهى خارجة عن الآية ؟؟؟؟
نعم هى خطبة ولكنها تتساوى فيها الحقوق المادية والمالية مع حقوق عقد النكاح الذى لم يدخلا به ولم يتزوجا فيه زواجا كاملا ماعدا حقها أو حقه فى المواريث بينهما ........
وأنا أ{ى أن مجرد (عقد النكاح وكتب الكتاب ) لا يُعطيهما الحق فى المُباشرة والدخول بينهما وإقامة علاقة زوجية كاملة قبل ليلة زفافهما ، وإذا حدث هذا بينهما فهو (زنا كامل ومُكتمل الأركان ) فالمُباشرة والدخول والعلاقة الزوجية لا تكون إلا من بداية ليلة الزفاف .. أما ما قبلها و حتى لو كانا كاتبين الكتاب فليس لهما حقا شرعيا فى إقامة علاقة زوجية بينهما ...... وهذا موضوع آخر ،ولكنه جاء على هامش سؤال اليوم لأن بينهما تداخل فى المفاهيم .
==
وهذه وجهة نظرى كأب وكباحث فى محاولات تدبر وفهم حقائق القرءان المُبين وتشريعاته .