ماهو الفرق بين عمر بن الخطاب وعبد الله بن ابي السرح
حد الردة بين ابن ابي السرح وعمر بن الخطاب (ض)

نهاد حداد في السبت ٢٩ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

قبل بداية الكلام يا سادة يا كرام  اذكر بأننا لا نريد اهانة احد ولا الانتقاص من قدر احد بل كل ما نفعله في هذا المقال هو أننا ننقل ما قالته الروايات و ما نقله لنا التراث. لسنا شيعة لنهين عمر او مرتدين لندافع عن عبد الله بن أبي السرح وكل ما سنذكره هنا منشور في كتب التراث وعلى المواقع الإسلامية في الانترنت .  وان تساءل احدهم وقال لماذا المقارنة بالضبط بين عمر وعبد الله بن أبي السرح هي ما أطلق عليه بالموافقات .

وافق القران عمرا فسمي صحابيا راشدا ووافق القران عبد الله بن أبي السرح فسمي مرتدا.

وقد أثارت هذه المفارقة انتباهنا فبحثنا في ذلك ولم يتطلب منا البحث أكثر من كبستي زر لنعرف الحقيقة كلها ومن كلام أولئك الذين يقدسون الصحابة  ويشهدون بعدالتهم ورشادهم.

وسنبدأ بآخر موافقة نسبها التراث لله عز وجل  من موافقة لعبد الله بن أبي السرح..

نحن نربأ بالله عز وجل سبحانه وقرانه وكتابه عما يدعون ولكن فقط لننظر كيف كانوا يكذبون على الله وكتابه و المومنين ليزكوا أنفسهم وأولياء نعمتهم.

هذا ما قالوه عن نهاية عبدا لله بن أبي السرح. وهي صك غفرانه وجواز مروره إلى الجنة بغير حساب.

 

بعد مقتل عثمان اعتزل عبد الله السياسة ونجا بنفسه من الفتنة، وخرج إلى عسقلان

صلاح الدين ألصفدي  فظل فيها عابداً وذكر.

في كتابه الوافي في الوفيات أنه: حين مات عثمان دعا عبد الله ابن ابي السرح  الله فقال: اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الفجر’ فتوضأ في ليلته وصلى وقرأ في الركعة الأولى أم القرآن والعاديات وفي الثانية أم القرآن وسورة ثم سلم عن يمينه وذهب يسلم عن يساره  فقبض ومات ودُفِن في عسقلان .( تكبير).

وذكر يزيد بن حبيب

عسقلان  لما احتضر ابن أبي السرح وهو في

  وكان خرج إليها فاراً من الفتنة، فجعل يقول من الليل: أصبحتم؟

فيقولون: لا. فلما كان عند الصبح، قال لمولاه: يا هشام ! إني لأجد برد الصبح فأنظر. ثم قال: اللهم أجعل خاتمة عملي الصبح، فتوضأ، ثم صلى، فقرأ في الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الأخرى بأم القرآن وسورة وسلم عن يمينه، وذهب يُسلم عن يساره فمات. وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية ولم يبايع علياً ولا معاوية. ووفاته سنة ست أو سبع وثلاثين للهجرة

 

قبل أن ابدأ تعليقي أجد دماغي الذي ينفلت مني أحيانا ويفكر لوحده دون مشاورة معي ويأبى إلا أن يعلق على جملة '' إن المنية وافته قبل اجتماع الناس على معاوية. 

 سطر على اجتماع الناس على معاوية

 أي أن حكم معاوية كان بالإجماع

 ( انتهت فسحتك أيها الدماغ الثائر فلتدخل الآن في صلب الموضوع ).

هذا كان عن آخر دعوة مستجابة لعبد الله بن أبي السرح .

أما ما كان قد وافقه عليه النبي – حسب زعمهم – في كتابته للوحي فقد اعتبر ردة عن الإسلام ونحكي لكم هنا القصة كما نقلها التراث.

أسلم عبد الله بن أبي السرح أول مرة قبل صلح الحديبية.

وهاجر إلى المدينة المنورة وكان حسن الإسلام وموضع ثقة النبي، وأناله النبي مهمة كتابة الوحي مع عدد من الصحابة الكتاب.

وتحت عنوان ردته جاء ما يلي

يأبى دماغي إلا أن يذكرني بحد الردة وكيف انه لم يطبق على عبد الله ابن أبي السرح

ردة عبد الله بن أبي السرح

قيل في أحد المرات أثناء كتابته للوحي أن النبي أملى عليه (السميع العليم) فكتبها عبد الله (العليم الحكيم) ولما فعل ذلك قال له النبي:«وهو كذلك أو كذلك الله - أي أن الله فعلاً السميع العليم وهو أيضاً العليم الحكيم -». ولم يفهم عبد الله أن النبي إنما قصد بكلامه الإقرار بأن السميع والعليم والحكيم من أسماء الله الحسنى

وصفاته بل فهم أنه يقر بتغييره للقران الكريم

 لن نتحدث عن كمية الترقيع في هذا الكلام المتهرئ وسأستمر فيما قالوه .

فافتتن عبد الله بن سعد وقال: ما يدري محمد ما يقول، إني لأكتب له ما شئت هذا الذي كتبت يوحى إليّ كما يوحى إلى محمد، وترك المدينة المنورة هارباً سراً إلى مكة ليلاً، وعند وصوله إلى مكة أعلن عودته إلى الوثنية. وقال لهم أنه استطاع تحريف القران.

وقد ضعف وأنكر كل علماء المسلمين هذه الرواية والرواية الأصح لردته هي أنه قد أزله الشيطان.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. رواه النسائي (4069) وأبو داود (4358) وحسَّنه الألباني في «صحيح النسائي

لقد أزله الشيطان وقال بأنه يوحى إليه كما يوحى لمحمد حسب  قوله.

 وسنقف عند هذا لنرى إن كان الشيطان قد أزل عمر أم أن ما نسمح به لعمر لا يمكن ان نسمح به لعبد الله.

.ما وافق عليه النبي بالنسبة لعبد الله سمي ردة وما وافق عليه رب العزة لعمر سمي موافقات يفخر بها الجميع.

 استغفر الله عز وجل من هذا واعو ذبه مما يكذبون.

موافقات عمر

وأخرج مسلم عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث في الحجاب وفي أسارى بدر وفي مقام إبراهيم ففي هذا الحديث خصلة رابعة، وفي التهذيب للنووي: نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر وفي الحجاب وفي مقام إبراهيم وفي تحريم الخمر فزاد خصلة خامسة، وحديثها في السنن ومستدرك الحاكم أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فأنزل الله تحريمها.

 ( تكبير)

في كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد الله الشيباني قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعاً فذكر هذه الستة وزاد سابعاً قصة عبد الله ابن أبي، قلت: حديثها في الصحيح عنه قال: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فقمت حتى وقفت في صدره فقلت: يا رسول الله أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا، فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا. الآية، وثامناً: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ. الآية، وتاسعاً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ. الآية، قلت: هما مع آية المائدة خصلة واحدة والثلاثة في الحديث السابق..

وعاشراً لما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاستغفار لقوم: قال عمر: سواء عليهم فأنزل الله: سَوَاء عَلَيْهِمْ استغفرت لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ. قلت: أخرجه الطبراني عن ابن عباس،

الحادي عشر لما استشار صلى الله عليه وسلم الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج فنزلت: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ. الآية،

 الثاني عشر لما استشار الصحابة في قصة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول الله قال: الله، قال: أفتظن أن ربك دلس عليك فيها سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك

الثالث عشر قصته في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه وكان ذلك محرما في أول الإسلام فنزل: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ. الآية، قلت: أخرجه أحمد في مسنده

الرابع عشر قوله تعالى: قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ. الآية، قلت: أخرجه ابن جرير وغيره من طرق عديدة وأقر بها للموافقة ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، فقال له عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين فنزلت على لسان عمر

نزلت على لسان عمر

أردت فقط أن أستريح قليلا من كمية الكفر المذكور في هذا الكلام ولكنني ساشرب هذا السم حتى اسقط ارضا.

الخامس عشر قوله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ. الآية، قلت أخرج قصتها ابن أبي حاتم وابن مروديه عن أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر بن الخطاب فأتيا إليه فقال الرجل قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال ردنا إلى عمر فقال أكذاك قال: نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكم فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فقال يا رسول الله قتل عمر والله صاحبي، فقال: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن، فأنزل الله: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. الآية، فأهدر دم الرجل وبرئ عمر من قتله وله شاهد موصول أوردته في التفسير المسند

السادس عشر الاستئذان في الدخول وذلك أنه دخل عليه غلامه وكان نائماً فقال: اللهم حرم الدخول فنزلت آية الاستئذان. السابع عشر قوله في اليهود إنهم قوم بهت                           .

الثامن عشر قوله تعالى ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، قلت أخرج قصتها ابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله وهي في أسباب النزول                                                .

التاسع عشر رفع تلاوة الشيخ والشيخة إذا زنيا الآية. العشرون قوله يوم أحد لما قال أبو سفيان أفي القوم فلان ،لا نجيبنه، فوافقه رسول اله صلى الله عليه وسلم، قلت: أخرج قصته أحمد في مسنده         

وفي مجمع الزوائد للهيثمي في باب مناقب عمر كثير من الأحاديث وأقوال الصحابة فمن ذلك ما قال عبد الله                                 

 

 لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم، قال وكيع: قال الأعمش فأنكرت ذلك فأتيت إبراهيم فذكرته له، فقال: وما أنكرت من ذلك فوالله لقد قال عبد الله أفضل من ذلك قال إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة           

وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت حتى تملأت حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب فأولوها قالوا: يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأك منه ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب فقال: أصبتم، قلت: هو في الصحيح بغير سياقه رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح                                      .

وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وأبدله إيماناً يقول ذلك ثلاث مرات. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات                          .

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم ابن أبي الجهم وهو ثقة                     .

وعن علي قال قال محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن                                        .

وعن ابن مسعود قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. رواه الطبراني وإسناده حسن، وعن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر. رواه الطبراني ورجاله ثقات                            .

ارجو وان لا أكون قد أضعت وقت القارئ في  هذا البهتان ولكن علينا أن نفضح هذه الأكاذيب التي يشهدون فيها لبعضهم البعض ويؤازرون به بعضهم دون أن  يرف لهم جفن من الخجل

سأنتهي هنا وأقول

 اهو الكيل بمكيالين أم أن ما يسمى بالردة له فهم ومعنى آخر عندما يتعلق الأمر بعمر.

على أي سواء ردة عبد الله بن أبي السرح أو  موافقات عمر فقد توافق الاثنان في غزو الشعوب ونهبها .                                

لقد ضاق صدري فعليا من كل هذا وأتحدث فعلا عن المعنى الصحيح لضيق الصدر وليس المعنى المجازي وسأكتفي اليوم بهذا. (يتبع)         

اجمالي القراءات 727