إضلال الأمة بتفسير الأئمة
اليوم سنتحدث عن آية فى القرءآن الكريم يعتمد عليها أهل الموروث على حجية الروايات والأحاديث ومن لم يأخذ بالروايات والأحاديث فهو يعصى القرءآن إعتمادا على جزء مقطوع من نص اية كريمة : التى تقول " َومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا....".
هل "وماأتاكم الرسول" تعنى ما أمركم ؟
تفسير الموروث :
أمر الله بالقاعدة الكلية والأصل العام، فقال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وما أعطاكم الرسول من مال، أو شرعه لكم مِن شرع، فخذوه، وما نهاكم عن أَخْذه أو فِعْله فانتهوا عنه، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى.
فهذا التخبط والإختلاف بين الفقهاء والعلماء والمذاهب، هو بسبب هجرهم وعدم فهمهم لكتاب الله . فإذا أردنا فهم كلمة فى القرءآن الكريم فعلينا الرجوع إلى القرءآن والبحث عن كيف إستخدم الله هذه الكلمة فى القرءآن نفسه.
فأخذوا كلمة ما أتاكم الرسول فقالوا تعنى ما أمركم الرسول، ولم تأتى كلمة " أتى" فى القرءآن إلا بمعنى واحد وهو " أعطى " ولم تأتى ولا مرة واحدة بمعنى " أمركم " .
فالله سبحانه إستخدم هذه الكلمة فى سياق الحديث عن الفئ ، فأهل الموروث يقطعون جزء من النص ثم يبنوا مفهومهم بعيدا عن السياق التى جاءت فيه هذه الكلمة ويستخدمون هذا التأويل كسلاح فى وجه كل من يخالفهم بتهمة مخالفة القرءأن الكريم.
أقول لا يمكن فهم أى آية فى القرءآن أو كلمة إلا وفق السياق التى جاءت فيه وقواعد اللسان العربى المبين.
الله سبحانه يقول : { مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ 59:7 إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر
خطوات التدبر:
1- الأية تقول بان على الرسول أن يقوم بتوزيع ما افاء الله عليه، على من ذكرهم الله تعالى فى نص الأية وأن ما أعطاكم الرسول فخذوه وما نهاكم الرسول عنه فإنتهوا .
2- كلمة آتَاكُمُ هى مشتقة من الجذر اللغوى " أتى".
3- نبحث عن الأيات التى إستخدم الله فيها مصطلح "أتى" لندرس المعنى القرءآنى لهذه الإستخدامات.
4- جميع الأيات التى ذكر فيها المصطلح " أتى " جاء بمعنى " أعطى " ولا يوجد أية واحدة جاء فيها هذا المصطلح "أتى " بمعنى " أمركم " وإليكم الدليل من القرءآن حصريا:
{ وَآتَى الْمَالَعَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ } البقرة 177
{ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) } (سورة النساء 54)
{ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) (سورة النساء 2)
{ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (سورة الأَنعام 141)
{ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } (سورة يونس 88)
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ } (سورة الأحزاب 50)
5- نتيجة البحث فى آيات القرءآن الكريم:
فكل المشتقات من كلمة أتى فى القرءآن الكريم، الله إستخدمها بمعنى أعطى وليس أمر كما يزعمون.
6- تحليل للكلمات المستخدمة فى آية الفيْ:
لو كان معنى كلمة "آتاكم" هو "أمركم" فيجب أن يكون السياق أطيعوا أو إتبعوا وليس خذوه ، وكلمة خذوه تدل على إستلام شيء مادى فى هذا السياق.
صدق الله العظيم.