رمى الجمرات على تمثال الشيطان يُفسد الحج ويُبطله .
كيف ذلك ؟؟
لقد صدق الشيطان وعده فى أن يقعد للمؤمنين فى صراط الله المُستقيم ويصدهم عنه ،وان يكون مُلاصقا لهم ((قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ (17))) الأعراف ...
ومن وسائله التى إستخدمها ويستخدمها فى وسوسته لهم بصدهم عن سبيل الله أن أوحى لأتباعه بإختراعه لهم دينا شيطانيا لهم تمثل فى روايات الشافعى ومالك وإبن حنبل ثم نقل عنهم البخارى ومسلم وباقى أولاد قبيلة (ستان ) ، وقبيلة (آل شيعة على وأولاده ) لأتباعهم . ومن ذلك الوحى الشيطانى ما فرضه عليهم ووضع له شروطاوأركانا أدخلها لهم ضمن (مناسك الحج ) وهى (الطواف بلباس العُرى للرجال) وبناء نُصب وتمثال له ليرجموه فيه (رمى الجمرات فى أيام التشريق ) و(التبرك بأحجار الكعبة والتوسل بها والبكاء عليها لعلها تنفعهم عند الله ) و(الإعتقاد بأن أداء الحج يُكفر الذنوب جميعا ويعود الحاج بلبوص ملط من ذنوبه) و(زيارة قبر النبى عليه السلام وإيمان بعضهم بانه منسك من مناسك الحج ) ،فكل هذا يُفسد الحج ويُبطله ،ومن يؤمن به وبأنه دين من دين الله فقد أشرك بالله رب العالمين فى تشريعاته ،ولو مات على هذا فقد حبط عمله كُله يوم القيامة ومصيره سوء الجحيم والعياذ بالله .
==
واليوم نتحدث عن كيفية التعامل مع الشيطان ،وكيف نُعالج أنفسنا من وسوسته وغوايته لنرى هل ما يفعله الحجيج من طوافهم حول نُصب الشيطان وتمثاله ورميه بالجمرات مع تشريعات القرءان أم مُخالفا لها .
أولا معنى (الرجم )فى القرءان هو (الطرد ) وليس الضرب أوإلقاء الحجارة عليه .((قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِينَ (18) الأعراف .
فلم يأمر رب العزة جل جلاله الملائكة بضرب إبليس بالحجارة ولا بغيرها ،وإنما طرده من مُحيط حياة الملأ الأعلى التى كان يعيش فيه ، فهبط إلى الأرض .. وكذلك عن إبراهيم عليه السلام وحوار والده معه قال القرءان الكريم
((قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنۡ ءَالِهَتِي يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَۖ وَٱهۡجُرۡنِي مَلِيّٗا (46))) مريم . فهنا والد إبراهيم عليه السلام طرده ولم يضربه .
ووصف رب العزة جل جلاله الشيطان بأنه (الشيطان الرجيم )مع أنه لم يأمر ملائكته بأن يضربوه ولكنه طرده من رحمته سُبحانه وتعالى فسماه (الشيطان الرجيم ) أى المطرود (((﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾) النحل 98.
إذن مُصطلح الرجم فى القرءان يعنى (الطرد ) وليس (الضرب ) .
==
كيف نتعامل مع الشيطان أو مع وسوسة الشيطان أو مع همزات الشيطان أو مس الشيطان ؟؟
بإتباع أوامر القرءان فى تناول وأخذ جرعة اللقاح والفاكسين المضاد لكل وساوس وهمزات الشياطين والتى تتتمثل فى الآية الكريمة ((وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ (98) المؤمنون.
((قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5))
((قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (1) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (2) إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ (3) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (4) ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ (5) مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (6)
إذن هى الإستعاذة بالله جل جلاله من الشيطان الرجيم .
==
فلو وقع الإنسان فى النسيان ووقع فى ذنب أو أصابه مس من وساوس الشيطان فهناك العلاج وهو ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ (201)) الأعراف .
إذن الوقاية من همزات الشياطين ووسوستهم وغوايتهم ،وعلاج الوقوع فى الإستجابة لهم كُلها أمور إيمانية معنوية غير ملموسة ولا محسوسة ولا لها تماثيل مُنتشرة هنا أو هناك لنقوم بضربها بالحجارة أو بالنعال أو بالمنجنيق ، وإنما هى أدوية سهلة وبسيطة تتكون من جرعات إيمانية لزيادة جُرعة الإيمان بالإستعاذة بالله جل جلاله من الشيطان ووسوسته وهمزاته ، وبالإستغفار والتوبة مما إستجبنا لمس الشيطان فيه وإرتكبنا معه ذنوبا وأثاما وخطايا ، وأن نكون دائمين لذكر الله جل جلاله بفريضة الإستعاذة من الشيطان ،وبفريضة الإستغفار .(وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء 106
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) غافر 55
=
فما فعله المُسلمون من بناء لنُصب وضريح وقبر وتمثال للشيطان ،وضربه سنويا بالحصى والجمرات هو نوع من إستجابتهم له فى صده لهم عن سبيل الله فى فريضة الحج ،فالجج مثله مثل الصلاة يكون لذكر الله وحده جل جلاله ((وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ )) البقرة 203 ولكنهم وللاسف أصبحوا يذكرون الشيطان وجعلوا له أياما أكثر من أيام مناسك الحج نفسها وهن ثلاثة أيام ويسمونها أيام التشريق وهى اليوم الأول والثانى والثالث من أيام العيد فيذهبون للشيطان ويذكرونه ويتذكرونه (حتى لو كان فى نظرهم تذكرا سلبيا ) . فهم بذلك قد خالفوا القرءان الكريم وتشريعات رب العالمين ،وأشركوا بالله مالم يُنزل به سُلطانا فى دينه ،وإتبعوا الشيطان ودينه ووحيه لأوليائه من أئمة الروايات ولهو الحديث والفقه ، وأفسدوا حجهم وأبطلوه ..
==
اللهم بلغت اللهم فأشهد .
(﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر: 44