رد فرية عصماء بنت مروان

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٢٠ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

رد فرية عصماء بنت مروان
من الخرافات التى شاعت عبر كتب الحديث الموضوعة وعبر كتب السيرة أن الرسول(ص) أمر بقتل امرأة يقال أنها شاعرة تسمى عصماء بنت مروان كانت كافرة تهجو الإسلام والمسلمين وهو كلام لا يتفق مع كتاب الله فلو كان إيذاء الرسول(ص) والمسلمين باللسان من خلال الاستهزاء وهو التكذيب والسب والسخرية سببا للقتل لقتل الرسول (ص) المنافقين وأهل الكتاب فى المدينة جميعا لأن البغضاء وهى الكراهية بدت من أفواههم وهى كلامهم ولكنه لم يفعل كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر"
وقال :
"وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لأتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم"
وقال :
"يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم أخرين لم يأتوك"
وقال :
"يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما فى قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون"
حكايات قتل عصماء بنت مروان متناقضة وهو ليس تناقض واحد وإنما عدة تناقضات والغريب أن كل الروايات أجمع أهل الحديث على أن أسانيدها جميعا لا يعتد بها وهم قليل ما يجمعون
وسوف نورد الروايات وما قيل فيها مع الاعتذار لتكرارها من مصادر مختلفة وفى نهايتها نبين تناقضاتها وهى :
"رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (856) والخطيب في "التاريخ" (13/99) وابن عساكر في "تاريخه" (51/224) وابن عمر الحربي في "فوائده" (50) كلهم من طريق محمد بن الحجاج اللَّخمي أبو إبراهيم الواسطي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قال :
"هجت امرأة من بني خطمة النبي (ص)بهجاء لها ، قال : فبلغ ذلك النبيَّ
(ص)، فاشتد عليه ذلك ، وقال : من لي بها) ، فقال رجل من قومها : أنا يا رسول الله ! وكانت تمّارة ؛ تبيع التمر ، قال : فأتاها ، فقال لها : عندك تمر ؛ فقالت :
نعم ، فأرته تمراً ، فقال أردتُ أجود من هذا ، قال : فدخلت لتريه ، قال : فدخل خلفها ونظر يميناً وشمالاً ، فلم ير إلا خِواناً ، فعلا به رأسها حتى دمغها به ، قال : ثم أتى النبيَّ (ص)فقال : يا رسول الله ! قد كفيتُكَها . قال : فقال النبي (ص): إنه لا ينتطح فيها عنزان)
وهذه المرأة هي عصماء بنت مروان وهذا إسناد باطل ، وخبر موضوع ؛ راويه محمد بن الحجاج قال البخاري : منكر الحديث.
وقال ابن معين : كذاب خبيث ، وقال الدارقطني : كذاب ، وقال – مرة : ليس بثقة
"ميزان الاعتدال" (3 /509) .
وقال ابن عدى : " محمد بن الحجاج وضع حديث المرأة التي كانت تهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قتلت قال : لا تنتطح فيها عنزان " .
انتهى من "الموضوعات" لابن الجوزي (3 /18)
والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (6013) وقال " موضوع " .
ورواه الواقدي في "المغازي" (ص173) ومن طريقه القضاعي (858) :
حَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ عَصْمَاءَ بِنْتَ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ بْنِ زَيْدٍ كَانَتْ تَحْتَ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيّ وَكَانَتْ تُؤْذِي النّبِيّ (ص)وَتَعِيبُ الْإِسْلَامَ وَتُحَرّضُ عَلَى النّبِيّ (ص)، قَالَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيّ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ أُمَيّةَ الْخَطْمِيّ حِينَ بَلَغَهُ قَوْلُهَا وَتَحْرِيضُهَا : اللّهُمّ إنّ لَك عَلَيّ نَذْرًا لَئِنْ رَدَدْت رَسُولَ اللّهِ (ص)إلَى الْمَدِينَةِ لَأَقْتُلَنّهَا - وَرَسُولُ اللّهِ (ص)يَوْمَئِذٍ بِبَدْرٍ - فَلَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ (ص)مِنْ بَدْرٍ جَاءَهَا عُمَيْرُ بْنُ عَدِيّ فِي جَوْفِ اللّيْلِ حَتّى دَخَلَ عَلَيْهَا فِي بَيْتِهَا ، وَحَوْلَهَا نَفَرٌ مِنْ وَلَدِهَا نِيَامٌ مِنْهُمْ مَنْ تُرْضِعُهُ فِي صَدْرِهَا ; فَجَسّهَا بِيَدِهِ فَوَجَدَ الصّبِيّ تُرْضِعُهُ فَنَحّاهُ عَنْهَا ، ثُمّ وَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى صَدْرِهَا حَتّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهَا ، ثُمّ خَرَجَ حَتّى صَلّى الصّبْحَ مَعَ النّبِيّ (ص)بِالْمَدِينَةِ ، فَلَمّا انْصَرَفَ النّبِيّ (ص)نَظَرَ إلَى عُمَيْرٍ فَقَالَ أَقَتَلْت بِنْتَ مَرْوَانَ ؟ قَالَ نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللّهِ .
وَخَشِيَ عُمَيْرٌ أَنْ يَكُونَ افْتَاتَ عَلَى النّبِيّ (ص)بِقَتْلِهَا ، فَقَالَ هَلْ عَلَيّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ فَإِنّ أَوّلَ مَا سَمِعْت هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ النّبِيّ (ص)، قَالَ عُمَيْرٌ فَالْتَفَتَ النّبِيّ (ص)إلَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ : إذَا أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَنْظُرُوا إلَى رَجُلٍ نَصَرَ اللّهَ وَرَسُولَهُ بِالْغَيْبِ فَانْظُرُوا إلَى عُمَيْرِ بْنِ عَدِيّ ) انتهى .
وهذا إسناد تالف ، الواقدي – وهو محمد بن عمر بن واقد : قال الإمام أحمد : هو كذاب ، يقلب الأحاديث ، وقال ابن معين: ليس بثقة ، وقال – مرة : لا يكتب حديثه ، وقال البخاري وأبو حاتم: متروك ، وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث ، وقال ابن عدى: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه ، وقال ابن المديني : الواقدي يضع الحديث .
"ميزان الاعتدال" (3 /663)

وقال النسائي : الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام " .
انتهى من "تهذيب التهذيب" (9 /163)
السيرة النبوية ابن هشام
كانت عَصماءُ بِنتُ مَرْوانَ مِن بني أُمَيَّةَ بنِ زَيدٍ، زَوجةُ يَزيدَ بنِ زَيدِ بنِ حِصنٍ الخَطْميِّ، تَعيبُ الإسلامَ وتُؤذي رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتُحرِّضُ عليه.
وكانت تَطرَحُ المَحايِضَ في مسجِدِ بني خَطْمةَ؛ فأهدَرَ رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَمَها، فنَذَر عُمَيرُ بنُ عَديٍّ لئن رَجَعَ رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من بَدرٍ إلى المدينة ليَقتُلَنَّها، وقد فعل رضي الله عنه وأرضاه.
فلمَّا رَجَع عُميرٌ وَجَد بَنيها في جماعةٍ يَدفِنونَها فقالوا: يا عُمَيرُ، أنتَ قَتَلْتَها؟ قال: "نَعَم، فكيدوني جَميعًا ثم لا تُنظِرونِ، فَوَالَّذي نَفسي بيَدِه لو قلتُم بأجمَعِكُم ما قالَت لضَرَبتُكُم بسَيفي هذا حتَّى أموتَ أو أقتُلَكُم" فيومَئذٍ ظَهَر الإسلامُ في بني خَطْمةَ، وكان يَستخفي بإسلامِه فيهم مَن أسلَمَ، فكان أولُ مَن أسلَمَ مِن بني خَطْمةَ عُمَيرَ بنَ عَديٍّ، وهو الذي يُدعَى القارِئَ. 3653
السيرة الحلبية
سرية عمير بن عدي الخطمي الضرير إلى عصماء
أي بالمد: بنت مروان اليهودية، وكانت متزوجة في بني خطمة، وكان زوجها مرثد بن زيد بن حصين الأنصاري أسلم بعد ذلك رضي الله عنه.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن عدي الخطمي، وهو أول من أسلم من بني خطمة إلى قتل عصماء بنت مروان، لأنها كانت تسب الإسلام وتؤذي النبي صلى الله عليه وسلم في شعر لها، وتحرّض عليه، فجاءها عمير في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام وعلى صدرها صبي ترضعه فمسها بيده ونحى الصبي عن صدرها، ووضع سيفه على صدرها وتحامل عليه حتى أنفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقتلت ابنة مروان؟ فقال: نعم، فهل عليّ في ذلك من شيء؟ فقال: لا ينتطح فيها عنزان: أي الأمر في قتلها هين لا يعارض فيه معارض، وهذه الكلمة من جملة الكلمات التي لم تسمع إلا من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جمع غالبها في النور في هذا المحل، قال: وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عميرا هذا بالبصير، لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: انظروا إلى هذا الأعمى الذي يسري في طاعة الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقل الأعمى، ولكن البصير.
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم لما قال: ألا رجل يكفينا هذه؟ يعني عصماء بنت مروان، فقال عمير بن عدي: أنا لها، فأتاها وكانت تمارة: أي تبيع التمر، فقال لها: أعندك أجود من هذا التمر، لتمر بين يديها؟ قالت نعم، فدخلت إلى البيت وانكبت لتأخذ شيئا من التمر، فالتفت يمينا وشمالا فلم يشعر بأحد، فضرب رأسها حتى قتلها، فليتأمل هذا مع ما قبله.
ثم إنّ عميرا أتى المسجد فصلى الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف صلى الله عليه وسلم من صلاته نظر إليه، فقال له: أقتلت ابنة مروان؟ قال نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله فانظروا إلى عمير، فلما رجع عمير إلى منزل بني خطمة وجد بنيها في جماعة يدفنونها، فقالوا: يا عمير أنت قتلتها؟ قال:
نعم فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون: والذي نفسي بيده لو قلتم بأجمعكم ما قالت لأضربنكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم، فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة، وكان يخفي إسلامه من أسلم منهم، لكن جاء في رواية أنها كانت تلقي خرق الحيض في مسجد بني خطمة فليتأمل.
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم لما أهدر دم عصماء نذر عمير إن رد الله رسوله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة سالما ليقتلنها، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة عدا عليها عمير رضي الله تعالى عنه فقتلها. وفي كلام السهيلي أن الذي قتل عصماء بعلها.
الرواية الثانية :
مُسند الشهاب للقُضَاعِي ج2 ص48
((8588 – أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التُّسْتَرِيُّ ، وَذُو النُّونِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، نا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، أنا الْوَاقِدِيُّ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ فَضْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: كَانَتْ عَصْمَاءُ بِنْتُ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَكَانَ زَوْجُهَا يَزِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيُّ ، وَكَانَتْ تُحَرِّضُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَتُؤْذِيهِمْ ، وَتَقُولُ الشِّعْرَ ، فَجَعَلَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ نَذْرًا أَنَّهُ لَئِنْ رَدَّ اللَّهُ رَسُولَهُ سَالِمًا مِنْ بَدْرٍ لَيَقْتُلَنَّهَا ، قَالَ: فَعَدَا عَلَيْهَا عُمَيْرٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَتَلَهَا ، ثُمَّ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَصَفَّحُهُمْ إِذَا قَامَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ ، فَقَالَ لِعُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ: «قَتَلْتَ عَصْمَاءَ؟» قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ عَلَيَّ فِي قَتْلِهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ» ، فَهِيَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))
الرواية الثالثة
سيرة ابن هشام
وغزوة عمير بن عدي الخطمي عصماء بنت مروان ، وهي من بني أمية بن زيد ، فلما قتل أبو عفك نافقت ، فذكر عبد الله بن الحارث بن الفضيل [ ص: 637 ] عن أبيه ، قال : وكانت تحت رجل من بني خطمة ، ويقال له يزيد بن زيد فقالت ، تعيب الإسلام وأهله
الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٦ - الصفحة ٣٦ :
قتل العصماء بنت مروان:
فلما قتل أبو عفك، تأففت العصماء بنت مروان (وهي من بني أمية بن زيد، وزوجة يزيد الخطمي) من قتله، فصارت تعيب الاسلام وأهله، وتؤنب الأنصار على اتباعهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتقول الشعر في هجوه (ص)، وتحرض عليه، واستمرت على ذلك إلى ما بعد بدر.
فجاءها عمير بن عوف ليلا لخمس بقين من شهر رمضان المبارك، فوجدها نائمة بين ولدها، وهي ترضع ولدها - وعمير ضعيف البصر - فجسها بيده، فوجد الصبي على ثديها يرضع، فنحاه عنها، ثم وضع سيفه في صدرها حتى أخرجه من ظهرها، ثم ذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له (ص): أقتلت ابنة مروان؟ قال: نعم.
قال (ص): لا ينتطح فيها عنزان. أي لا يعارض فيها معارض
هكذا زعم المؤرخون: وان كنا نشك في صحة ذلك، إذ لا يعقل ان ينحى ولدها عنها ولا تلتفت إليه، وتبقى ساكنة ساكتة، حتى يضع سيفه في صدرها.
هذا، قد جاء في شواهد النبوة: أن عمير بن عدي الخطمي سمع أبياتها التي قالتها حين كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدر، والتي قالتها في ذم الاسلام والمسلمين، وكان ضريرا، فنذر: لئن رد الله رسوله سالما من بدر ليقتلنها. ففي ليلة قدومه (ص) ذهب إليها عمير فقتلها، فلما رآه النبي (ص) قال له: أقتلت ابنة مروان؟ قال: نعم.
فأقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) على الناس، وقال: (من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله، فلينظر إلى عمير بن عدي).
فقال عمر: إلى هذا الأعمى؟ بات في طاعة الله ورسوله!!.
فقال النبي (ص): مه يا عمر، فإنه بصير، أو كما قال (2).
ورجع عمير إلى قومه من بني خطمة، فقال لهم: يا بني خطمة، أنا قتلت ابنة مروان، فكيدوني جميعا، ولا تنظرون.
فذلك أول ماعز الاسلام في دار بني خطمة، وكان من أسلم منهم يستخفي باسلامه، ويومئذ أسلم رجال منهم بما رأوا من عز الاسلام
ومن الحوادث في هذه السنة‏:‏ سرية عمير بن عدي بن خرشة إلى عصماء بنت مروان لخمس ليال بقين من رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة‏.‏ وكانت عصماء تعيب الإسلام وتؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول الشعر‏.‏ فجاءها عمير في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها فنحى الصبي عنها ووضع سيفه في صدرها حتى أنفذه من ظهرها‏.‏ وصلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة‏.‏ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ أقتلت ابنة مروان ‏”‏ قال‏:‏ نعم قال‏:‏ ‏”‏ لا ينتطح فيها عنزان ‏”‏‏.‏ فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
المصدر : المنتظم في التاريخ ج3
روينا عن ابن سعد قال ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تعيب الإسلام وتؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتحرض عليه وتقول الشعر فجاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها فجسها بيده وكان ضرير البصر ونحى الصبي عنها ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلت ابنة مروان قال نعم فهل علي في ذلك من شيء فقال ‏”‏ لا ينتطح فيها عنزان ‏”‏ فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عميراً البصير قيل وكان أول من أسلم من خطمة عمير بن عدي وكان يدعى القارئ كان إمام قومه وقارئهم‏.‏
عيون الأثر في المغازي والسير ـ سرية عمير بن عدي
المؤلف : ابن سيد الناس
كانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تعيب الإسلام وتؤذي النبي وتحرض عليه وتقول الشعر فجاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها منهم من ترضعه في صدرها فجسها بيده وكان ضرير البصر ونحى الصبي عنها ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلت ابنة مروان قال نعم فهل علي في ذلك من شيء فقال لا ينتطح فيها عنزان فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
المصدر : الطبقات الكبري ج2
قال عمير بن عدي بن خرشة بن أمية الخطمي حين بلغه قولها وتحريضها : اللهم إن لك علي نذرا لئن رددت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لأقتلنها – ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ببدر – فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر جاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها في بيتها ، وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها ; فجسها بيده فوجد الصبي ترضعه فنحاه عنها ، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها ، ثم خرج حتى صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة . فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى عمير فقال أقتلت بنت مروان ؟ قال نعم بأبي أنت يا رسول الله .
المصدر : موقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للمملكة العربية السعودية ـ السيرة ـ المغازي ـ الجزء الأول ـ ذكر سرية قتل عصماء بنت مروان
كتاب إمتاع الأسماع المقريزي
قتل عصماء بنت مروان
وكانت عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد تحت يزيد بن زيد بن حصن الخطميّ، وكانت تؤذي رسول اللَّه وتعيب الإسلام وتحرض على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وقالت شعرا فنذر عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة[واسمه عبد اللَّه بن جشم بن مالك بن الأوسى الخطميّ لئن ردّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من بدر إلى المدينة ليقتلنها. فلما رجع صلّى اللَّه عليه وسلّم من بدر جاءها عمير ليلا حتى دخل عليها في بيتها وحولها نفر من ولدها نيام، منهم من ترضعه في صدرها، فجسها بيده- وكان ضرير البصر- ونحّى الصبي عنها ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها،وأتى فصلى الصبح مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. فلما انصرف نظر إليه وقال: أقتلت ابنة مروان؟ قال: نعم يا رسول اللَّه قال: نصرت اللَّه ورسوله يا عمير، فقال:هل عليّ شيء من شأنها يا رسول اللَّه؟ فقال لا ينتطح فيها عنزان. فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال لأصحابه: إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر اللَّه ورسوله بالغيب فانظروا إلى عمير بن عدي، فقال عمر ابن الخطاب رضي اللَّه عنه: انظروا إلى هذا الأعمى الّذي تشرّى في طاعة اللَّه فقال [رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لا تقل الأعمى ولكنه البصير.فلما رجع عمير وجد بينها في جماعة يدفنونها فقالوا: يا عمير، أنت قتلتها؟ قال: نعم، فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون، فو الّذي نفسي بيده لو قلتم جميعا ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم. فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة، فمدح حسان عمير ابن عدي وكان قتل عصماء لخمس بقين من رمضان فرجع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من بدر على رأس تسعة عشر شهرا."
التناقضات بين الروايات :
الأول وسيلة قتل عصماء:
1-مرة الخوان وهو ما يشبه المائدة أو الطاولة حيث تم ضربها بخوان على راسها كما في قول رواية :
"فلم ير إلا خِواناً ، فعلا به رأسها حتى دمغها به "
2- الضرب بالسيف في الصدر كما في الروايات القائلة :
"ثُمّ وَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى صَدْرِهَا حَتّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهَا"
3- ضرب راسها دون تحديد وسيلة الضرب كما في الرواية القائلة :
"فالتفت يمينا وشمالا فلم يشعر بأحد، فضرب رأسها حتى قتلها"
التناقض الثانى :
من أى قوم كانت عصماء؟
1-أوسية من بنى خطم ففى روايات من ألأوس من بنى خطمة كما في قولهم :
"امرأة من بني خطمة أَنّ عَصْمَاءَ بِنْتَ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ بْنِ زَيْدٍ "
2-يهودية كما في قولهم :
"عصماءأي بالمد: بنت مروان اليهودية"
التناقض الثالث :
رؤية القاتل :
1-القاتل مبصر بدليل أنه التفت يمينا ويسارا ليرى هل يراه أحد كما في قول رواية :
" فالتفت يمينا وشمالا فلم يشعر بأحد، فضرب رأسها حتى قتلها"
2- القاتل ضرير والمراد أعمى كما في قول رواية :
" فجسها بيده وكان ضرير البصر"
التناقض الرابع :
زوج عصماء :
1-زوجها يزيد بن زيد الخطمى في قولهم :
"زَوجةُ يَزيدَ بنِ زَيدِ بنِ حِصنٍ الخَطْميِّ "
2- زوجها مرثد بن زيد ألأمصارى كما في قولهم :
"وكان زوجها مرثد بن زيد بن حصين الأنصاري أسلم بعد ذلك"
التناقض الخامس :
وقت القتل :
1- جوف الليل كما في معظم الروايات
2- النهار حيث كان يشترى منها التمر في بعض الروايات ورأى خوان داخل المحل
التناقض السادس :
مكان القتل :
1- في بيتها في مكان النوم وهو كما فى معظم الروايات
2- في مخزن التمور في محل عملها منا في روايات الخوان
بالطبع الحكاية يظن من كتبوها أنهم يخاطبون مجانين يصدقون أى شىء يروونه فمن المحال أن يقوم أعمى بدخول بيت والسير فيه والعيال نائمون حول المرأة ورضيع على صدرها يرضع ولا يصطدم بشىء في بيت لا يعرف ما بداخله والغريب أنه يمسك بالرضيع ويبعده عن صدرها ثم يضع السيف في صدرها
كما أنه من المحال ألا تصرخ المرأة أو يبكى الرضيع عند ابعاده عن الثدى
وحكاية القتل بالخوان وهو الطاولة فيها عيوب وهو أن الخوان ليس صلبا لكى يقتل ويحتاج القتل به إلى الضرب كثير من المرات والضرب به يصدر صوتا من الممكن أن يسمعه من في الخارج ومن ثم من الجائز أن تصرخ المرأة مرة أو اثنين ويسمعها من في الخارج
وبناء على ما سبق لا نجد أن الحكاية هى أكذوبة من الأكاذيب التى ألفها الكفار وكتبوها في كتب التراث التى كتبت عليها زورا أسماء مسلمين

اجمالي القراءات 730