ذهب أخى للحج كحارس لشخصية مهمة ،هل حجه مقبول؟

عثمان محمد علي في الثلاثاء ١٨ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

سؤال ما بأحبش أجاوب عليه لأنه غالبا معروفة إجابته .
سؤال وصلنى كتير اليومين اللى فاتوا ::: إيه رأيك فى حج البودى جاردات وحرس الشخصيات السياسية أو رجال الأعمال أو رجال الدين الكبار ،وكمان الحج على نفقة الدولة أو الهيئات والوزارات الحكومية ؟؟
==
التعقيب ::
الحج عموما لذكر الله جل جلاله بكل صوره وإخلاص الدين والإيمان والعبادة والحياة فيه لله رب العالمين وحده لا شريك له ، وممنوع منعا باتا الإنشغال فيه بأى شىء غير هذا مهما كان هذا الشىء .وبالتالى بما أن الحراس والبودى جاردات هدفهم الأول ومقصدهم وغايتهم هو حماية ذلك الشخص المُهم فهم بذلك لم يحجوا ،ومن الأفضل لهم أن يُمارسوا عملهم ووظيفتهم التى جاءوا من أجلها وهى حماية ذلك الشخص فقط . ثم لو أتيحت لهم الفرصة فى أوقات غير أوقات خدمتهم فليذهبوا مُنفردين لأداء العُمرة فقط .فهنا سيكون وحيدا والعمرة لن تحتاج أكثر من ساعتين لأدائها ..
أما لو حج فسيكون حجه باطلا لأنه إنشغل فيه بوظيفته وبسيده وأشرك فيه بالله (سيده أو قائده أو الشخص الذى جاء معه لحمايته ) ولم يتفرغ لذكر الله وأداء مناسك الحج ولم يُخلص دينه ووقته وعبادته لله رب العالمينولكنه إنشغل عنها بأداء وظيفته .((وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ))
ولم يفرض هو لنفسه أنه يحج ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ))
((((فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ))).

((واذكروا الله في ايام معدودات))
==
وهذا ينسحب على كل من يكون هناك لأداء وظيفة كأن يكون (طبيبا -ممرضا -ممرضة - خدمات حجاج - سائقين حافلات - بائعين أطعمة ووووو ) ويقول لك أحج بقى بالمرة وأنا بأشتغل -- يعنى بيشتغل طبيب فى الحرم أو فى عرفات أثناء الحج أو سائق من مكة لعرفات يوم عرفة وهكذا وهكذا .فهذا لم يحج وحجه باطل . فالحج يحتاج تفرغا كاملا كاملا كاملا ذهنياووظيفيا ،وينقطع صاحبه عن مشاغل وهموم الدُنيا تماما لأداء المناسك وذكر الله بكل صوره وفقط .
====
هل هناك حلا آخرليؤدوا الحج بشكل صحيح؟؟
نعم وهو لو آمن المسلمون بأن مواقيت الحج 4 شهور و4 ايام وليس يوما واحدا ،فهنا يستطيع أصحاب هذه المهن التى جاءوا لمكة لأداء وظيفة مؤقتا وليس إنقطاعا للحج أن يؤدوا الحج وهم متفرغين له بعد أن تنتهى مدة إنتدابهم وحضورهم كموظفين ،فيستطيعون مد أجازتهم أو مُدة إقامتهم فى مكة يومين أو ثلاثة ،ويتفرغوا لأداء مناسك الحج وذكر الله فقط .........هذا لو أرادوا أن يحجوا حجا صحيحا ،وليس حجا يشركون فيه مع الله أدائهم لوظيفتهم . فالإشراك إشراك سواء كان إشراكا بشخصيات أو كائنات أو أعمال .. فالدين والإيمان والعبادات لابد أن تكون خالصة لله رب العالمين وحده لا شريك له .
==
بخصوص الحج على نفقة الدولة والوزارات والإعلام والنقابات وووووو :
حرام حرام حرام لأنها أموال عامة ملكا للشعوب وليست ملكا للمسئولين يتصرفون فيها كيفما يشاءون ،فمن أمر بإقتطاع ميزانية من ميزانية الدولة أو الوزارات أو الهيئات الحكومية ليرسلوا بها بعض الموظفين لأداء فريضة الحج فهو خائن للأمانة وحرامى وسارق ومُختلس وسيُسأل عن هذه ألأموال يوم القيامة ، ومن وافق على هذا وخرج للحج بهذه الأموال فهو شريك له ويأكل فى بطنه نارا لأنه يأكل أموال الناس بالباطل ،ويأكل أموال اليتامى وفقراء الدولة ومرضاها .وهذه الأموال لابد أن تُنفق فى الخدمات على الشعوب أو فى سداد ديونها وليس على أن يحج بها موظفين أيا كان نوعيتهم أو مناصبهم أو مراكزهم فى الدولة .
==
ولا ينطبق هذا على الشركات الخاصة المملوكة لأفراد لأن أموالها أموال خاصة وليست أموال عامة ، وأصحابها هم من وافقوا على إقتطاع جزءا من أرباحهم لإرسال بعض موظفيهم لأداء فريضة الحج . فهنا يكون لهم أجرا عظيما وتقبل الله منهم ومن الجميع صالح الأعمال .
==
هل يجوز الحج بقرض من البنك ،او من أموال إبنى أو أخى أو أحد ما (وليس الدولة أو وزارة أو هيئة منها ) تبرع لى به برضاه وبكامل إرادته ودون أن أطلب منه هذا ؟؟
نعم يجوز طالما أنى قادر على سداد القرض من معاشى أو مرتبى أو من أى أرباح سأحصل عليها مستقبلا من تجارتى أو صناعة أو زراعة أمتلكها ،ولو مُت سيقوم الورثة بسدادها ....
وكذلك الحج بتبرع ابنى أو أخى أو صديقى أو أى إنسان يتبرع لى بتكاليف الحج فهو جائز ومقبول وتقبل الله منه ومن الجميع صالح الأعمال ....
==
وأما قولهم بأن الحج لابد أن يكون من مالك أنت وطالما لا تملك مالا فيسقط عنك الحج فهذا هجص على هجص مبنيا على روايات هريرية كاذبة لا أساس لها وما أنزل الله بها من سُلطان . فطالما كُنت مُستطيعا عن طريق قرض أو بصدقة وتبرع من إبنك أو بنتك أو أخوك أو صديقك لك بتكلفة الحج فهو جائز وحلال 100% .وليذهب التراث وأبو هريرة ورواياته إلى الجحيم .

اجمالي القراءات 1423