مواقيت الحج والأشهُر الحُرم .
عندما نتحدث أونكتب عن فريضة الحج وعن مواقيتها خلال الأشهر الحُرم يترد سؤال من الأصدقاء عن : كيف عرفت أن مواقيت الحج 4 شهور و4 أيام ، وكيف عرفت أن الأشهُر الحُرم هي ذي الحجة – مُحرم- صفر – ربيع الأول ؟؟
==
التعقيب :
الموضوع بسيط وكتبناه قبل ذلك في مقالات تفصيلية عن الحج ومواقيته ومناسكه ولا مانع من التذكرة به ::
كم عدد أشهر السنة ؟؟
(إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ ) التوبة 36
هل فيها أشهر حُرم؟؟
(مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ) التوبة 36
متى تؤدي فريضة الحج ؟؟
(ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ) البقرة 197
(وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ (203) البقرة.
ومن هنا فإن مواقيت الحج 4 شهور و4 أيام .
متى تكون الأشهُر الحُرم ؟
الأشهُر الحرم معروفة ومتوارثة منذ آدم عليه السلام لأنها مُحددة منذ أن خلق الله السموات والأرض ،وبالتالي تعلمها آدم وزوجته عليهما السلام يعدما هبطا على الأرض من خلال الهدى (الرسالة) الذى عاش به وبلّغه لأولاده وذريته ،ثم توارثت البشرية معرفتها مثلما توارثواعدة الشهور .( إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ) التوبة 36 .
هذه الأشهُرالحُرم مُتتالية ومتواصلة، تبدأ بذى الحجة لأنه إسم للشهر الذى تبدأ فيه مواقيت الحج ،وقد ذكر القرءان الكريم أنها مُتتالية من خلال حديثه عن الأربعة أشهُر الحُرم في سياق حديثه عن مُعاهدة السلام التي عقدها النبى عليه السلام والمسلمين معه مع المُشركين ، فمنهم من تمسك بها ،ومنهم من نقضها ونكثها وإنسحب منها ،ثم تحالفوا وكونوا جيشا إعتدوا به على النبى عليه السلام والمُسلمين والمدينة ومكة، فنزل القرءان الكريم بأمر وبيان وبلاغ للمسلمين يوم الحج الأكبرالذى كانوا يبدأون به موسم الحج في الأشهر الحُرم ،وهو اليوم الأول من ذي الحجة بأن الله برىء من المُشركين ،فعظوهم وأنصحوهم بأن يتوبوا إلى الله ويحفظوا عهدهم والسلام الذى بينكم وبينهم ، فإن لم يتوبوا ويتراجعوا عن إعتدائهم عليكم ويُحافظواعلى معُهادة السلام التي بينكم وبينهم فلا سبيل أمامكم سوى مواجهتهم بالقتال ردا لإعتدائهم عليكم .
ولكن متى تبدأون بقتالهم بعد إنتهاء ( الأشهُر الحُرم الأربعة).
أما الذين حافظوا على معاهدتهم معكم فحافظوا على عهدكم معهم .
فلنقرأ قول الله جل جلاله ((فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ )) في سياقها . أي إذا إنتهت الأشهر الحُرم المُتتالية فإبدأوا حربكم معهم.
فهى تبدأ بشهر ذي الحجة لأنه بداية موسم وميقات الحج ، وتنتهى بنهاية ربيع الأول ،بالإضافة لليومين الآخيرين من ذي القعدة واليومين الأولين من ربيع الآخر .
فعادة عندما تُعطى أحدا مُهلة للصلح أو لسداد قرض أو للعودة أو للإنتهاء من مشروع ما فإن المُهلة تكون مُتصلة ومُتتالية ، فلا يُعقل أن تُعطيه مُهلة شهر في أول السنة ،ثم في نصف السنة ثم في آخر السنة .لا لا لا ... وإنما المُهلة دائما تكون مُتصلة ومُتتالية . فمثلا عندما نقول للعريس قدامك سنة من النهاردة لكى تُجهز شقتك وتجهز نفسك للفرح ،فهل هي سنة متواصلة أم مُتقطعة ينفذها في 10 سنوات ؟؟؟؟ بالتأكيد هي سنة متواصلة 12شهر متواصلين وراء بعض . فكذلك (فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (5)التوبة . فإذا إنتهت مُدة الأشهر الحُرم المتواصلة فلتبدأوا بعدها مُباشرة بقتال المُشركين ورد عدوانهم عنكم .
==
الخُلاصة ::
مواقيت الحج هى ال4 أشهر الحُرم بالإضافة ل4 أيام إضافية لمن إضطُراليها . وهى مُتتالية متواصلة تبدأ بذى الحجة ثم مُحرم – ثم صفر ثم ربيع الأول.وإقرأوا معنا الإشارة التي وردت عن هذا المعنى ضمن سياق آيات سورة التوبة التي قال الله جل جلاله فيها
(بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (1) فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ (2) وَأَذَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ وَرَسُولُهُۥۚ فَإِن تُبۡتُمۡ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَمۡ يُظَٰهِرُواْ عَلَيۡكُمۡ أَحَدٗا فَأَتِمُّوٓاْ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (التوبة 5).