الإستغفار فريضة هجرها المُسلمون.

عثمان محمد علي في السبت ٠٨ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الإستغفار فريضة هجرها المُسلمون.
سؤال مهم :
دكتورنا الحبيب أسعدك الله بعد إذنك في سورة النصر قال الله تعالى( إذا جاء نصر اللهِ و الفتحُ و رأيتَ الناسَ يدخلون في دين الله أفواجا فسبحْ بحمد ربك و استغفره إنه كان توابا )
لماذا أمر الله رسوله ان يسبح بحمد الله و يستغفره اذا جاء نصر الله و الفتح و بدأ الناس يدخلون في دين الله أفواجا ؟؟
فمن الطبيعي ان يفرح الرسول بنصر الله فيسبح بحمد الله ،ما الغاية من ربط التسبيح هنا مع الاستغفار و المغفرة من الله تعالى ؟؟

==
التعقيب :
صباح الفل دكتورنا الغالى ..
اعتقد أن نهاية السورة وتذييلها بالإٍستغفار والتوبة لكى لا يتسلل إلى قلبه الغرور والخُيلاء (حتى لو كان نبيا) ، وليتذكر دائما أنه فى حاجة لله جل جلاله ورحمته ورضوانه ..
وعندما رجعت سريعا للقرءان الكريم وجدت أن الإستغفار فريضة مُستقلة مثلها مثل الدُعاء والصلاة والزكاة وباقى الفرائض منذ آدم إلى محمد عليهما السلام ، وأن المولى جل جلاله مدح بعض الأنبياء بأنهم كانوا توابين (مُستغفرين ) .عندما قال عن إبراهيم عليه السلام (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾) وعن داوود وسليمان عليهما السلام (( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾)) (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾) وعن يونس بأنه قال ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾) .
وعن نوح أنه كان يطلب من قومه بأن يُصبحوا مُستغفرين (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا))

وعن كونه فريضة علينا قال جل جلاله ((وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
((إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ (20))) المزمل .
==
فهذا السؤال الرائع من حضرتك فتح لى باب البحث عن الإستغفار فى القرءان مرة أُخرى فوجدت أنه فريضة، ولكن للأسف نسيناها ،ولم ولا نُعطها حقها فعلينا أن نُكثر منها مُنفردة مثلها مثل فريضة الدُعاء (حتى لو كُنا نعتقد أن الإستغفار جزء من الدُعاء ) فلابد أن يكون له وقتا مُخصصا له .

اجمالي القراءات 1097