الأُضحية والأكل منها حلال ولا حرام ؟؟
سؤال دائما ما يتكرر فى موسم الحج ،وذلك بفضل تحريك تيار الفكر التنويرى القرءانى لعقول المُسلمين فى ال40 سنة الماضية .فأصبحت هناك أسئلة كان من المُستحيل التفكير فيها فى الماضى ، ومنها السؤال المُتكرر سنويا عن (هل الأُضحية فرض على المسلمين القادرين على ثمنها ،وهل الأكل منها حلال ، وهل طريقة توزيعها بطريقة ثلث لأصحابها وثلث لأقاربهم ومعارفهم ،وثلث للفقراء صحيحة ؟؟)
==
التعقيب :
مقدمة سريعة ومختصرة ومهمة لفهم الموضوع ، وسنأتى للدخول منه على الأُضحية ومعها العقيقة والأطعمة التى تُقدم عند قبر النبى عليه السلام وقبور وأضرحة أولياء الصوفية وأقطابهم الصوفيين والشيعة وآل البيت واحفادهم .
الأصل فى الإيمان والعبادات والمعاملات أن تكون خالصة لله الأحد جل جلاله . ومن صور الإخلاص فيها أن تكون طبقا لتشريعاته هو وحده سُبحانه وتعالى وليست من تشريعات بشرية حتى لو كانت تشريعات نبى من الأنبياء (وهذا لم يحدث ولكنه كمثال ) . وذلك تطبيقا لقوله تعالى فى أكثر من آية ( إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ (3)) الزمر.
((قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ (11) )) الزمر.
((وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ (5))) البينة .
((قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (163) )) الأنعام .
ومن هُنا فلابد أن يكون كُل شىء فى إيماننا وعبادتنا وما يرتبط بها ويتلامس معها من معاملاتنا مثل الصدقات والزكاة وما شابه خالصا لوجه الله جل جلاله ،ومن داخل تشريعاته هو سُبحانه وتعالى ..
فهيا بنا نُطبق هذه القواعد وهذه التشريعات على الأُضحية وعلى العقيقة ،وعلى النذور والطعام والشراب الذى يٌقدم أمام قبر النبى عليه السلام ،أو ما يوضع فى صناديق نذور قبور وأضرحة أولياء وأقطاب الصوفية والشيعة .
فهم يقولون ويؤمنون وكما درسنا نحن فى مادة الفقه الإسلامى فى الأزهر ،ومازالوا يُدرسونها ويرددونها على منابر المساجد وفى فضائيات الإعلام وصحافته أن (الأُضحية والعقيقة )سُنة مؤكدة على القادر . وأن الأُضحية تكون بعد صلاة عيد الأضحى ، وتُقسم ثلث لأصحابها وثلث لعائلاتهم وثلث للفقراء ، وممنوع أن يأخذ الجزار أجرته لحوما منها ، ووضعوا شروطا صحية لحيوان الأضحية (البقر والأغنام والماعز ثم جاء سعد الهلالى وأضاف إليها الفراخ - ههههههه ) ..... وفعلوا هذا مع (العقيقة ) وقالوا أنها سُنة مؤكدة عن النبى عليه السلام ،وتكون عن الولد (شاتان -خروفان أو ماعزان ) وعن البنت (شاة أو ماعز واحدة -- التفرقة بينهم حتى فى المعيز داهية تكسفهم ههههههه ) .مع أداء بعض الطقوس عند الأكل منها الأذان فى اذن الطفل والدعاء له بالبركة ولأهلة بما أعرفش إيه وووووو .
أما الصوفيون فقد تفوقوا عليهم وشرّعوا نذورا خاصة بأوليائهم وأقطابهم ، وتجهيز موائد طعام عامرة فى موالد أسيادهم وأوليائهم ونذور مالية وعينية توضع فى أى وقت من السنة فى صناديق نذور أضرحتهم .
==
لو فكرنا فى هذا لوجدناه أنه أوأنها تشريعات بشرية ما أنزل الله بها من سُلطان .نسبوا بعضها للنبى عليه السلام ،وهو برىء منها لأنه ليس له الحق فى التشريع فى الإسلام ،وإنما هو مُبلغ وفقط لتشريعات الرحمن جل جلاله . ثم الباقى شرعوه هم لمريديهم من أتباع الصوفية والشيعة ووووو ...
إذن هى ينطبق عليها تحريم ما حرّمه رب العالمين جل جلاله فى تحريم الطعام والشراب فى قوله تعالى عنه ووصفه بأنه أهل به لغير الله .. اى طُبقَ ونُفذَ لإيمانهم بأنه سُنة عن النبى عليه السلام وهو ليس له حق التشريع ،أو أنه من أجل رضاء أوليائهم الصوفيين وآل البيت عنهم . وهذا مُحرم فعله ومُحرم المُشاركة فيه والأكل منه تطبيقا لقوله تعالى ((
((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾)) المائدة 3.
وبالتالى فالأضحية والعقيقة والطعام الذى يٌُقدم للناس أمام قبور وأضرحة وأنصاب الصوفيين والشيعة حرام حرام حرام أكله كحُرمة الأكل من الميتة والدم ولحم الخنزير .
==
وهنا نُذكر بانه ليس فى الإسلام مُصطلح (أُضحية أو الأُضحية ) وإنما هناك ( الهدى ) وهو الحيوان الذى يذبحه ويُشارك فى ثمنه حجيج بيت الله الحرام لتقديمه طعاما لهم ولمن يقومون على خدمة البيت الحرام ، وهو منسك من مناسك الحج مثله مثل الطواف والوقوف بعرفات ،بل هو مُقدم على كُل المناسك لأنك لو أُحصرت أى مُنعت من أداء الحج فعليك أن تحاول جاهدا على إرسال (الهدى ) أو قيمته إلى من يقومون نيابة عنك بشرائه وذبحه وتوزيعه على الحجيج والمقيمين حول بيت الله الحرام ...
==
اما عن قوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (2)) الكوثر ..
فهذه الآية لا علاقة لها بالحج أو العُمرة وإنما هى صيغة مساوية وموازية لأوامر الله جل جلاله التى تقول ((وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ)) فى كل وقت من السنة .
((وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ (110))) البقرة.
==
ماذا نفعل لنُصحح من اخطائنا ،ولا نحرم أنفسنا من التصدق بطعام ،وخاصة لو كان لحوم وذبائح وتوزيعها على أقاربنا وفقراء مجتمعاتنا التى تحول معظمها إلى فقراء وأبناء سبيل فى مناسبات مثل الأعياد ؟؟
الموضوع سهل وبسيط وهو أن نقوم بعملية (سويتش == تغيير ) وتعديل فى تفكيرنا وإيماننا بالله جل جلاله وتطبيقها على أرض الواقع .... كيف ؟؟حضرتك عايز تتصدق بمال أو بطعام أو ببناء مدرسة أو مستشفى أو أو أو مما صغُر أو كبر؟؟
كل الحكاية إن حضرتك تؤمن وتخلص إيمانك بأن هذا العمل لوجه الله جل جلاله وحده لا شريك له ، ولا صلة له ولا يرتبط بأنه سُنة عن النبى عليه السلام ، ولا أنه رياء أو نفاق ،او أنك تبغى من وراءه مكسبا دنيويا فى سُلطة أو مال أو سطوة وحظوة أو أن يُشار إليك بالبنان بسببه لتُصبح مشهورا ويقال عنك (فلان بيه راح وفلان بيه جه ) . فحضرتك كده كده حتصرف فلوسك ،طيب ما تصرفها صح ، وتحطها فى بنك الآخرة صح ، لكى تجدها أضعافا مُضاعفة فى حسابك يوم القيامة ...وكل ده بتحويلة صغيرة فى إيمانك وتفكيرك وسلوكياتك بأن تكون خالصة من أولها من أول التفكير فيها حتى خاتمتها لوجه الله جل جلاله وحده لا شريك له ......... أما لو صرفتها غلط لأنك بتطيع فيها (النبى ) أو تقربا إلى (الولى والشيخ فلان ) أو رياءا ،او نفاقا ،او فشخرة أو أو أو ... فحضرتك صرفتها ولن تستفيد منها شيئا يوم القيامة لأنك حطتها فى خزنة أو فى خانة (الضرب فى صفر التى تكون نتيجته صفر كبير يوم القيامة) ،بل الأخطر أنها ستكون حسرة عليك يوم القيامة لأنك أشركت بالله وأنفقت أموالك فى سبيل الشرك وليس فى سبيل الله (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) الأنفال 36.
=
فعندما يكون تطبيق إيمانك خالصا لوجه الله جل جلاله تستطيع أن تتصدق وتُنفق فى سبيل الله فى أى وقت من العام ، ومنه أن تتصدق على اهلك وجيرانك وفقراء منطقتك بمال أو طعام أو كسوة فى الأعياد أو قبلها أو بعدها ................................ المهم تبعد عن أن تكون مُتصدقا لإتباعك تشريعا غير تشريعات رب العالمين .
==
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ،وأبعدنا عن كل ما يُخالف دينه وتشريعاته وقرءانه العظيم الحكيم المُبين .