غزة والاستعداد للحرب القادمة

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ٢٩ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

غزة والاستعداد للحرب القادمة
الحرب الدائرة حاليا فى قطاع غزة ستتوقف إن شاء الله عما قريب ورغم أن مقاييس النصر تختلف على حسب كل رأى كل فردفإن مقياس أن تجبر عدوك على الرضوخ لشروطك حتى ولو كانت الخسائر فى صفوفك أضعاف ما عنده من الخسائر سواء البشرية أو المادية هو مقياس أفضل
قطعا العدو الاسرائيلى لا يعلن عن خسائره بكاملها ومعظمها خسائره عسكرية فى الجنود والآليات فالمعلن فى الغالب حوالى عشر الخسائر وهو ما يعنى أن قتلى الجيش الإسرائيلى تجاوزوا 15 ألف جندى وضابط وأما الأسرى من الجنود سواء كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية أو جنسيات أخرى فعددهم الحالى بالمئات وأما الآليات فقد خسر الجيش الإسرائيلى ثلثى آلياته الأرضية الدبابات والجرافات وعربات النقل وأما الجرحى فقد تجاوز عددهم الثلاثين ألف
وهذه الخسائر هى سر إصرار حكومة نتنياهو على استمرار الحرب لأن مستقبلهم السياسى سينتهى بمجرد توقف الحرب ومعرفة أعداد القتلى والجرحى والآليات فضلا عن الخسائر المعروفة للاقتصاد الاسرائيلى
كل من يثبط الهمم عند المقاومة أو يحاولوا تشويهها من العملاء والمنافقين الذين كفروا بإسلامهم بحجة أن الخسائر الفلسطينية أكثر من الخسائر الإسرائيلية وأن الفلسطينيين لم يجنوا أى شىء من كل هذه الحرب سوى الخسائر الكبيرة فى البشر والمبانى والمؤسسات هو مظاهر على المقاومة ينصر عدوا على أفراد المفترض أنهم اخوانه
وما لا تعرفه إسرائيل ومخابراتها وأجهزتها الأمنية أن المقاومة ازدادت قوتها أضعافا فالسلاح الذى كانت تصنعه أو الأنفاق التى كانت تبنيها من حديد المبانى المتهدمة والتى لم يزد فى المرات السابقة على عشرين فى المائة من مبانى القطاع أصبح الآن أكثر بثلاثة أضعاف نتيجة تدمير 70% من مبانى القطاع وهو ما يعنى :
أن حكومة إسرائيل ستكون هى سبب زوال إسرائيل فى الحرب القادمة أو على الأقل نقصان مساحتها إلى درجة أنها ستصبح كالقطاع والضفة محاصرة بهذا السلاح الذى قدمته للمقاومة
هذه المقدمة كان لابد منها لقول النصيحة التالية للمقاومة الفلسطينية وهم أدرى منى بالحرب ولكن أحيانا قد يغيب عن أذهانهم أمر قد يتضح لعبد ضعيف مثلى وما سأتكلم عنه هو :
إعادة إعمار القطاع
إن ما لاحظته هو أن كثرة الجرحى والقتلى فى الجانب الفلسطينى كان سببها هو المساكن متعددة الأدوار والتى نسميها العمارات
ومن ثم يجب التخلى عن نظام بناء العمارات إلى النظام القديم وهو اقامة بيوت من دور أو اثنين على مسافات متباعدة
إن مساحة القطاع يجب أن تمتلىء عن أخرها بالسكان فلا تترك مساحة ما إلا ويكون فيها سكان
توزع السكان على مساحات واسعة سيكلف إسرائيل إن أرادت الحرب مرة أخرى تكاليف باهظة فلكى ترتكب مجازر يروح ضحيتها المئات ستضطر إلى استنفاد صواريخها وقنابلها فبدلا من قنبلة واحدة تلقى على عمارة أو صاروخ واحد يطلق على عمارة سيتطلب الأمر لقتل أو جرح نفس الأعداد أكثر من عشر قنابل أو عشر صواريخ تلقى على عشرة بيوت
ونظام البناء مثلا يكون بيت على بعد مائة أو خمسين متر من البيت الأخر ويكون لكل بيت ملجأ تحت الأرض بعيد عنه بمسافة عشر متر ومزود بطلمبة مياه ويحيط بالبيت مساحة للزراعة أو الرعى أو أى شىء نافع
ويجب أن يكون سطح البيت من مواد بيئية بدلا من الصبات الأسمنتية التى تسبب خسائر كبيرة عند وقوعها على رءوس ساكنيها
أنتم لا تبنون من أجل أن تعيش هذه المساكن ولكن أنتم تبنون لتحافظوا على أكبر قدر من السكان فى أمان
وهذا النظام مأخوذ من قول يعقوب(ص):
" يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة "
فتوزع الناس على مسافات بعيدة يقلل الخسائر ويكلف العدو ما لا يطيق
فى حالة اصلاح المدن المدمرة يجب التخلى عن الشوارع الواسعة والعودة إلى شوارع الحارات والتى لا تسمح بدخول الدبابات والجرافات والآليات وهو ما سيسهل مستقبلا اصطياد الجنود فى الشوارع الضيقة قتلا وأسرا لأنهم لن يقدروا على دخول تلك الشوارع بالآليات
وأما المؤسسات الصحية والتعليمية والأسواق وأماكن تجمع الناس فيجب فيها التخلى عن المدارس الكبيرة العدد والمشافى الكبيرة المساحة حيث يتم توزيع المدرسة على عشر مدارس كل مدرسة فيها فصل لكل صف وبدلا من أن تبنى ذات أدوار تبنى فصول متفرقة على مساحة كبيرة بحيث إذا قصف منها واحد نجا من فى الأخرين حيث يكون بين كل فصل وفصل عشرين مترا على الأقل
وأما المشافى فيجب أن تتوزع بالمئات على مساحات القطاع كله بدلا من عشرين أو ثلاثين مشفى بحيث يحتاج العدو إلى توزيع جنوده على مئات المواقع وهو ما يسهل قنصهم وقتلهم إذا أراد مهاجمة المشافى
وأما الأسواق فيجب ألا تكون أسواق مركزية تتجمع فيها المحلات أو أصحاب الفرشات وإنما يتم توزيع البائعين بنظام معين حيث يكون فى كل شارع كبير مجموعة محلات أو فرشات تشكل سوق متباعد عن بعضه بحيث إذا أراد العدو ضربها لن يجد تجمعات بشرية كبرى
وكذلك يجب توزيع المؤسسات الأخرى على أماكن كثيرة بحيث لا يوجد فى المكان أكثر من عشرة أشخاص من الموظفين
والمؤسسات الهامة الأخرى مثل :
أماكن تخزين الأغذية فيجب أن تكون مخازن صغرى حيث يوجد فى كل كيلو متر من القطاع مخزن لتخزين الغذاء ويجب أن يتم تخزين غذاء يكفى لسنة أو سنتين لأن الحرب التالية قادمة قادمة فإسرائيل لن تتوقف عن القيام بها بعد فترة طالت الهدنة القادمة أو قصرت لأن ما خسرته فى هذه الحرب فاق تخيلاتهم
وعلى من يفكر أن يعرف أن كل الساسة الإسرائيليين سواء فى حقدهم وكراهيتهم وأنهم ولو أعلنوا مواقف سياسية حالية متهادنة فهذا فى إطار لعبة الحصول على الكرسى فالحكومة السابقة على حكومة نتنياهو ربما كانت السبب الأكبر فى هذه الحرب من خلال الاقتحامات التى تمت فى عهدها لمسجد القدس الحالية
ومن ثم فمن يرغبون ويشجعون على عقد الصفقات الآن ليس حبا فى الفلسطينيين وليس رغبة فى السلام وإنما للحصول على الكرسى فلابيد على سبيل المثال يسعى إلى كرسى رئاسة الوزراء ومثله غانتس وعندما سيتولون الحكم فالحرب ستنشب بعد فترة قليلة من توليهم الحكم ولن تكون هدنة كالمتوقع حاليا سنة أو اثنين ومن ثم يجب الاستعداد بكل الوسائل لتلك الحرب
قطعا من علمونا السياسة فى الإعلام العربى علمونا خطأ أو بتعمد من الأجهزة الأمنية التى اتضح أنها والحكام جميعا بلا استثناء لأحد يعملون فى منظومة عالمية واحدة كلهم تابع للجهة الخفية التى تحكم العالم وتسيره على هواها علمونا أن ساسة إسرائيل صنفين:
صقور وحمائم
والكل فى الحقيقة هم :
صقور أى مفترسات
فالصقور وهم اليمين الإسرائيلى هم الأكثر دموية والأكثر سلاما بيجين رابين شارون نتنياهو وقعوا معاهدات سلام وتطبيع مع بعض الأنظمة العربية الحاكمة
وأما الحمائم وهم اليسار فهم الأكثر حروبا كبرى
ومن ثم يجب الانتباه تماما لهذا العدو وغيره كما قال تعالى :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
ومع إعداد السلاح والغذاء وعوامل الأمن فى الاعمار الذى لن يدوم طويلا هذه المرة فى رأيى يجب الرصد كما قال تعالى :
" واقعدوا لهم كل مرصد "
ويجب على المقاومة ألا تكتفى المرة القادمة بمجرد الدفاع من داخل القطاع عن طريق اطلاق الصواريخ بل عليها أن تقوم بالاستيلاء على النقب وكل المساحات الكبيرة المحيطة بالقطاع ولا تعود مرة أخرى لداخل القطاع فالحرب الدفاعية تكثر من الجرحى والقتلى فى الداخل ومن ثم يجب شغل العدو بنفسه حتى يكون هو المدافع
إن هذه الحرب حطمت معنويات الجنود والشعب الإسرائيلى ومن ثم إذا واجهوا هجوما واستيلاء على بلدات تواجدهم فسينهارون تماما ويكون الطريق إلى القدس وتل أبيب مفتوحا لأنهم سيهربون هذه المرة
وعلى أهل الضفة أن يتسلحوا هم الأخرين بكل الوسائل الممكنة استعداد للمشاركة فى الحرب القادمة فقد استهدفتهم إسرائيل أيضا فى هذه الحرب ومن ثم الحرب القادمة لابد أن تشمل المنطقتين
ومما ينبغى قوله :
أنه ينبغى التخلص من كل مع يتعاون مع إسرائيل بحجة السلطة التى لا وجود لها فى الضفة إذا لم ينضموا للمقاومة فى الضفة أو يعتزلوا الأمر فلا معنى لأن أكون سيفا مسلطا على أبى وأمى واخوتى بدلا من أن أكون مدافعا عنهم
لا أدرى كيف يستبيح الأخ اعتقال أخيه أو ابنه أو أبيه أو أخته أو أمه أو صديقه..أو تسليمه لليهود أو قتله ؟
من يقل أنى أدعو لحرب أهلية مخطىء أنا أدعو للتخلص ممن يساهمون فى انتصار إسرائيل المستمر بصورة أكبر مما نتخيل بحجة التعاون الأمنى وكيف يكون هناك تعاون مع عدو حتى ولو كانت هناك معاهدة سلام أصبحت حبرا على ورق لأن العدو لم يلتزم بأى شىء فيها بدليل أنه دخل لكل مناطق السلطة المزعومة وقتل واعتقل وهدم البيوت مع أن المعاهدة تمنعه من الدخول
أرجو من المقاومة أن تكون واعية من أن عدو الداخل هو :
السبب الأول فى الهزيمة
إذا تم التخلص من كل عملاء الداخل فسوف تتحرر فلسطين بالتدريج حتى تنتهى إلى التحرر الكامل من البحر إلى النهر
يجب التخلص من بطانة النفاق كلها كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون"

اجمالي القراءات 1236