معهد واشنطن: الإخوان المسلمون نفذوا حملة أكاذيب في أميركا
في تقرير له بموقع معهد واشنطن ذكر الكاتب المختص في الشؤون المصرية إريك تراغر أنّ معهد كارنيغي للسلام الدولي استضاف مباحثات مع جماعة الإخوان المسلمين الأسبوع الماضي في واشنطن، وكان المعهد يهدف من وراء هذه المباحثات إلى فهم أعمق لهذه الجماعة الإسلامية التي ستحكم مصر لاحقاً. لكنّه وبعد أن يشدد على نبل هذه المبادرة، يؤكد أنّ جماعة الإخوان جاءت إلى المعهد بأجندة خاصة جداً، حيث ادعت أنّه جماعة "معتدلة" إلى أقصى الحدود، فاستخدموا بذلك خدعة قديمة للغاية عبر ادعاء عكس ما هم عليه تماماً.
وقال الكاتب: لو أنّ ممثلي الإخوان المسلمين الذين جاءوا إلى واشنطن اعترفوا بنيتهم إلغاء القانون الذى يجرّم التحرش الجنسي، وهو ما كانت قد أعلنته إحدى برلمانيات حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن الإخوان قبل أسبوع، لكانوا قضوا على أي فرصة للفوز بتأييد الرأي العام الأميركى الذي يؤمن بالمساواة بين الجنسين. أما لو حاولوا تكرار دعوات حظر السياحة البحرية، فإنّ هذا من شأنه أن يدمر أي أمل لهم في الفوز بمساعدة دافعي الضرائب الأميركيين لإنقاذ الإقتصاد المصري. أما لو كرروا حديث قادتهم بشأن نظريات المؤامرة الخاصة بأحداث 11 (أيلول) سبتمبر، فكنا قد رأيناهم على أول طائرة عائدة إلى القاهرة، بدلاً من دعوتهم للقاءات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية.
ويشير تراغر إلى أنّ الإخوان استخدموا نسخة لجماعتهم مختلفة تماماً عن تلك المألوفة لهم بين المصريين، وأهمها تأكيدهم الإلتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل، حيث نفى عبد الموجود الدرديرى، النائب عن حزب الحرية والعدالة، تصريحات سابقة له تنادي بطرح الإتفاقية في استفتاء شعبي يحدد مصيرها. وقال تراغر إنّ الدرديري بالذات كذب فى كلمته بجامعة جورج واشنطن، وزعم أنّ اللجنة التأسيسية للدستور شاملة، وانتقل إلى كذبة كبرى بزعمه أنّ أحد المتشددين في الأزهر اعترض قائلا، "إن اللجنة لا تطرح تمثيلا عادلا للأزهر، وتبعه في هذا حزب ليبرالي"، غير أنّ الحقيقة، بحسب الكاتب، هي أنّ الأزهر انسحب من اللجنة، بسبب سيطرة الإخوان المسلمين عليها، لدرجة إقصاء الآخرين، وهذا هو سبب انسحاب الأطياف الأخرى أيضاً.
ويتابع الكاتب بالقول: استغل ممثلو الإخوان وجودهم فى واشنطن لإنكار سعيهم لتأسيس دولة دينية، فقبل أيام وعد مرشحهم الرئاسي خيرت الشاطر، بإعطاء رجال الدين سلطة تشريعية، ما يعاكس البنية الديموقراطية للدولة.
ويشير إلى أنّه ورغم تلك الإدعاءات الكاذبة التي رافقت الإخوان في زيارتهم إلى واشنطن فإنّ الملاحظة الأكثر صدقًا كانت ما يتعلق بختان الإناث، حيث دافع الدرديري فى تصريحات للسي ان ان عن الأمر، وقال: "من غير المقبول لأحد أن يملي على الشعب المصري طريقة تفكيره وممارسته".
ويشير تراغر في ختام مقاله إلى أنّ الأمر الحسن الوحيد في مباحثات الإخوان مع المسؤولين الأميركيين بمن فيهم، نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز ومدير الأمن القومى ستيفن سايمون، هو أنّها كانت أكثر صراحة من ذي قبل. لكنّ تراغر يعرب عن عدم تفاؤله مشيراً إلى أنّ من يتحدثون الإنكليزية من أعضاء الجماعة غالباً ما يبدون وكأنّهم يخالفون أيديولوجيا الإخوان المسلمين المتطرفة الحقيقية.