نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها

رضا البطاوى البطاوى في السبت ١٣ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها
صاحب المقال هو Mark – Sudan وهو يدور عن عشق الضحية لجلادها والمتلازمة معروفة من الزمن القديم وفيها قيل المثل :
" القط لا يحب إلا خناقه "
والمقصود أن الإنسان يطيع من يكثر من ايذائه وهذا ظاهر واضح من خلال حب الشعوب لحكامها الذين يسرقونها ويقتلونهم ويفرضون عليهم الضرائب ويسجنونهم لأن الحكام يوهمون شعوبهم أنهم يخلصونهم من أعدائهم الذين يطلقون عليهم مثلا السحرة كما أطلق فرعون على موسى(ص) فقال :
"أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى"
أو يطلقون عليهم الإرهابيين كما الحادث من عقود أو يطلقون عليهم الاخوان المخربون كما هو فى الحالة المصرية حيث نجح النظام فى تكريه الناس فيهم من خلال أنهم سيحرمونهم من التدخين ومن تناول المخدرات ومن الرقص والغناء ومشاهدة التلفاز وأنهم سيبيعون قناة السويس وسيناء وغيرها ويرفعون الأسعار ومن خلال أفعال غيرهم من السلفيين من أتباع النظام الذين كانوا يوحون إليهم بارتكاب جرائم كالزنى أو اصدار فتاوى كجماع الميتة ثم ينشرونها على الجمهور ليقولوا أن هؤلاء هم من سيحكمونكم وهذا كلام كان يقال على لسان الضباط والجنود خاصة للمجرمين وكل من يرتكب الحرام ويعرفونه وهم من خرجوا فى 30 يونيه ومعهم بعض المغفلين من المثقفين وهو كابوس الذى عايشناه وما زال
وهناك مثل أخر وهو :
" ضرب الحبيب زى أكل الزبيب "
وهو تعبير أخر عن نفس المعنى ولا أدرى لماذا نأخذ التسميات من الغرب ونحن عندنا معارفة سابقة بتلك الأمور
استهل الرجل مقاله بسؤال وأجاب عليه مباشرة فقال :
"هل يعقل انه يحب المرء معذبه او مغتصبه؟ .. نعم ممكن!
متلازمة ستوكهولم والتي يطلق عليها ايضا مصطلح "رابطة الأسر" هي ظاهرة نفسية تجتاح 8% من ضحايا الاختطاف أو أولئك الذين تعرضوا خلال حياتهم لأي نوع من الاساءة من قبل معتدي لفترة ما في حياتهم كزوجة مثلا تعيش مع رجل عنيف يقوم بضربها وايذائها دوما او جندي برتبة صغيرة يتعرض الى تدريبات عسكرية قاسية من قبل ضابط برتبة اعلى ... وأبسط ما تكون في شكل علاقة بين مختطف وأسيره الذي يتعرض للتخويف والتعذيب بصورة متقطعة ومتناوبة ولكن ليس بالضرورة حدوث اختطاف لنشوء مثل هذا الارتباط العاطفي الشاذ بين جاني ومجنى عليه.
قد تنبت هذه العلاقة في اي نوع من حالات الاضطهاد مثل الاطفال المعتدى عليهم والمنتمون للطوائف الدينية المتطرفة ضحايا اغتصاب المحارم سجناء المعتقلات كما حدث مع بعض اليهود الذين ساندوا هتلر في ثلاثينات القرن الماضي ونادوا بالقضاء على اليهود في المانيا النازية."
ويحدثنا الرجل عن كيفية اكتشاف الغرب متلازمة ضرب الحبيب الذى كالزبيب أو حب القط لخناقه وتسميتها بتسمية متلازمة استوكهولم من خلال قص الحكاية التالية:
"لكن من أين أتت هذه التسمية؟
عملية السطو على بنك كريديتبانكين 1973:
اطلق هذا الاسم نيلز بيجروت المختص بعلم الجرائم والامراض النفسية والمستشار النفسي لشرطة مدينة ستوكهولم بالسويد حينما اجرى تقييما نفسيا لضحايا جريمة اختطاف وسطو مسلح على بنك كريديتبانكين بمدينة ستوكهولم بالسويد في العام 1973م حينما وجد الشرطة تعاطفا غريبا من نوعه بين الضحايا من موظفي البنك الذين تم احتجازهم كرهائن لستة أيام وبين اللصوص المعتدين، فالرهائن رفضوا مساعدة الشرطة وقاموا بالدفاع عن مختطفيهم بعد انتهاء الازمة .. حتى ان الشرطة اضطرت لإطلاق غاز مسيل للدموع من خلال القبو للسيطرة على الجميع بالسواء!
الجدير بالذكر ان الحالة بالأساس تم ذكرها وتعريفها من قبل فرانك اوكبيرغ اخصائي علم النفس للمساعدة في التعامل مع حالات الرهائن ولكنها اشتهرت وبهذا الاسم فقط بعد الحادثة اعلاه."
وطرح الرجل سؤالا عن الخالة الغريبة من التعاطف بين المجرم والضحية فأجاب فقال:
"لكن ما سبب حدوث هذه الحالة الغريبة؟ ..
مشاعر ايجابية تجاه المعتدي
وضع الاجابة لهذه الظاهرة وفسرها علم النفس التطوري والمستشارون المختصين يعلم النفس. فصاغوا لها اطارا من عدة أسباب تتمحور أساسا حول الظروف التي تنشأ نتيجة هذا النوع من العلاقات القهرية. فالتعايش ومحاولة التماهي والقبول بالواقع هو أحد سبل البقاء لدى الضحية كأن تلجأ الضحية مسلوبة الارادة والمغلوبة على أمرها إلى إظهار التعاطف مع الجاني للحفاظ على حياتها كما كانت تفعل سبايا الحروب في العصور الغابرة فتراها تعيش وتخلص في ولائها للقبيلة التي قامت بسبيها وقتلت ذويها وأهلها أو كما في شعور الضحية برأفة الجاني عليها حينما يتوقف عن تعذيبها لبعض الوقت فكأنما تكرم عليها او شعر بالعطف تجاهها ولذلك أعفاها من الألم الجسدي .. مع انه لا يمتلك أصلا حق ايذاءها او رفع العقوبة عنها. أو أن تكون حالة دفاعية لا ارادية من الضحية المرعوبة من مختطفها فتمتثل لأوامره لتفادي تعرضها للخطر في حال لم تفعل أو أن تؤمن الضحية بأفكار المعتدي وتصرفاته حتى لا تعود تعتبرها تهديدا لها وتستطيع التعايش معها."
بالطبع حالة التعاطف من خلال اعتبار موظفى المصرف ضحايا والمعتدين مجرمين لا تفسر الحادثة فالبادى أن من فسروها فهموها خطأ لأن دفاع من سموهم الضحايا جاء بعد قبض الشرطة على المعتدين أو المجرمين ومن ثم لا يمكن أن يكون الدافع هو الخوف من المعتدى أو المجرم وإنما ما حدث غير ذلك وهو :
أن المهاجمين قاموا بمعاملتهم معاملة حسنة وفيما يبدو أنهم إما وعدوهم أن يعطونهم جزء من الغنيمة فيما بعد وإما أنهم ذكروا أسباب وجيهة تبيح لهم السرقة كعلاج مرضى أو انقاذ أحد من شىء ما
وذكر الرجل المتلازمة المضادة والتى سماها متلازمة ليما وهى تعاطف المعتدى مع الضحية فقال :
"أحيانا قد يكون السبب هو تعاطف المعتدي نفسه فعليا مع الضحية (متلازمة ليما) فيعاملها برقة واحترام ولا يقدم على تعذيبها بل وقد يعمل على تخليصها من أسرها في بعض الاحيان .. والسبب هو مشكلة ما تمر بحياته دفعته للإقدام على هذه الخطوة وبعد شرح دوافعه لضحيته تتفهم هذه الاخيرة نواياه وتقف إلى جانبه ..
احيانا تظهر هذه المتلازمة بشكل أو بآخر في العلاقات الجنسية المضطربة كالسادية والماسوشية حيث ترتبط المتعة باعطاء او تلقي الألم بالاتفاق بين الطرفين."
ويبدو أن متلازمة سرقة المصرف كانت هى المتلازمة المضادة وهى تعاطف المعتدى مع الضحية فى الظاهر كما حدث عندما قام أولاد يعقوب بإظهار حبهم ليوسف (ص) من خلال جعله يلعب معهم وأنه لو ضاع منهم فسيكون خسارة لهم وهو قوله تعالى :
" أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قال إنى أخاف أن يأكله الذي وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون "
ومن ثم يمكن تسمية متلازمة ليما متلازمة اخوة يوسف (ص)
وتحدث الرجل عن أعراض أو صفات تلك المتلازمة فقال :
"سمات وأعراض متلازمة ستوكهولم
اختلف الباحثين في اراءهم بهذا الصدد ولكنهم اتفقوا على وجود أعراض أو صفات محددة إن توفرت في ضحية ما فأنها بمثابة تأكيد على أنها تعاني بشكل او بأخر من هذه المتلازمة واهم هذه الصفات والاعراض هي:
1.مشاعر ايجابية تجاه المعتدي وسلبية تجاه العائلة والاصدقاء والشرطة.
2.الوقوف في صف المعتدي قلبا وقالبا أي بفكرها وفعلها.
3.مشاعر ايجابية متبادلة من المعتدي للضحية نفسها أحيانا.
4.مساعدة الضحية للمعتدي وعدم قدرتها على القيام بأي سلوك يساعد على تحريرها من قبضته."
قطعا عملية الربط التى يسمونها المتلازمة إما ناتجة من خوف شديد وإما من التعود على الوضع كما حدث من بنى إسرائيل الذين كانوا يعبدون الأصنام وعندما أخرجهم موسى (ص) من عبادتهم لها بالحجة طلبوا منه العودة لها فقالوا :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون"
وكرروا عبادة الأصنام فيما بعد من خلال عبادتهم للعجل الذهبى كما قال تعالى :
"قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى "
فالعملية هى عملية تعود على شىء خاصة ان عبادة الأصنام لا تجعلهم يتعبون فى حياتهم كما يعانون من طاعة الله التى تطلب منهم أعمال لم يتعودوا عليها
وإما ان المتلازمة ناتجة من عملية خداع نفسى ناتج من خداع الأخرين الجيد
وحدثنا الرجل عن حكايات شهيرة فى الغرب تكرر فيها تعاطف الضحية مع معذبها فقال :
"أشهر القضايا المرتبطة بظاهرة ستوكهولم
توجد عدة حالات لهذه المتلازمة ارتبطت بقضايا شهيرة ضجت بها وسائل الاعلام لفترة ما نذكر منها:
1. أليزابيث فريتزل:
الفتاة ذات الثمانية عشرة ربيعا التي حبسها والدها في قبو منزله الى ان بلغت الثانية والأربعين من عمرها .. قام باغتصابها وأنجبت منه سبع أطفال في خلال الاربعة وعشرين عاما التي حبست فيها عاش منهم أربعة معها في القبو الرطب المظلم والثلاثة الأخرين عاشوا بالاعلى مع والدها وأمها .. ولم يتم القاء القبض عليه إلا حينما احتاج أحد أطفالها لعناية طبية تستوجب دخوله المشفى.
2. كولين ستان
ستان كانت أنموذجا فعليا لمعنى كلمة متلازمة .. فقد حبست في تابوت بغرفة نوم زوجين تحت سرير نومهما لمدة سبعة اعوام كانت تقضي فيه ثلاثة وعشرون ساعة من يومها وساعة واحدة فقط في الخارج لقضاء حاجتها وتناول الطعام .. لقد استعبدها خاطفها جنسيا بمختلف الاشكال ومارس عليها كل انواع التعذيب .. وحينما لاحظ سيطرته التامة على أفكارها بدأ بإعطاءها مساحة حرية أكبر فتركها تخرج للعمل في باحة المنزل لبعض الوقت حتىأن الجيران كانوا يرونها .. وكان يأخذها لزيارة والديها بصفته صديقها ولم تحاول أبدا تنبيه أهلها أو إخبارهم بما حدث وما تعرضت له من اختطاف وتعذيب فلقد أصبحت مشاعرها باردة كمن تم غسيل دماغه .. وربما كان السبب هو تهديده لها ورعبها منه .. ولولا زوجة الخاطف المشتركة بالجرم معه أساسا التي أبلغت للشرطة فلربما ما كانت كولين لتتحرر أبدا.
3. اسيرات كليفلاند
تم احتجاز كل من اماندا بيري ميشيل نايت و جينا دي جيسس لمدة عشر سنوات في منزل بضاحية كليفلاند ولم يقمن بالهرب رغم توفر الكثير من الفرص السانحة لهن ويعتقد المختصون بأن السبب يكمن في أنهن كن تحت تأثير ظاهرة ستوكهولم .. إلى أن اتخذت أماندا القرار وأبلغت الشرطة بكل شئ .. وتم انقاذهن.
4. بيتي هارست
خطفت بيتي في عمر التاسعة عشرة من شقتها في بيركلي بكاليفورنيا ضربت حتى فقدت وعيها ... كان المختطفون منتمون لجماعة متطرفة تدعى الـ (س ال ام - او جيش التحرير) بقيادة متهم صاحب سوابق وخريج سجون يدعى دونالد دييفريز ذو شخصية قوية وسيطرة تامة على باقي أفراد المجموعة بالأخص النساء واللاتي لم تربطهن علاقات جسدية بدييفريز فقط بل وببعضهن البعض كذلك.
قامت العصابة بربط بيتي مغمضة العينين في خزانة ويداها موثوقة كل الوقت لمدة أسبوع .. كانت خلاله تستمع لمناقشاتهم من دون أن تشارك فيها ثم بدأت بعدها تدريجيا بالتفاعل مع أحاديثهم مغضمة العينين ومضت عليها أسابيع على هذه الحال إلى أن قرر دييفريز أن يعرض عليها أن تنضم إليهم ربما لأنه أحس أن افكارها قد غسلت تماما أو أنها اصطنعت طباعها كوسيلة دفاعية منها لتجنب ان يقتلوها بعد ان أيقنوا أنها تعلم من هم ولا يمكن أن يدعوها تذهب حرة الى ان تطبعت فعليا بهذا الانقياد الذهني لهم ..
بعد انضمامها للمجموعة اطلقوا عليها اسم تانيا وهو الاسم الذي عرفت به عن نفسها لاحقا وشاركت فعليا بعدد من جرائمهم المسلحة الخطرة جدا وكانت احداها والتي اتهمت بها لاحقا وكانت سببا في زجها بالسجن حينما حاولت المجموعة السطو على بنك هيبرنيا في سان فرانسيسكو والتقطت كاميرات المراقبة صورهم ليلقي القبض عليهم وتتلقى هارست حكما بالسجن لمدة خمسة وثلاثين عاما في العام 1974 ثم خفف عنها الحكم الرئيس الامريكي جيمي كارتر ومن ثم عفي عنها الرئيس بيل كلاينتون جدير بالذكر ان الدافع وراء اختيارها منذ البداية أن منزلها القريب من مخبأ المختطفين الذين أرادوا أن يستغلوا خطفها سياسيا لمطالبة الحكومة بالافراج عن اثنين من افرادهم الذين القى القبض عليهم مؤخرا وحينما لم تنصاع الحكومة لذلك تحول الطلب الى دفع ما قيمته 70 دولارا لكل محتاج في كاليفورنيا وانصاع والدها للطلب الأخير واضطر لأخذ قرض من البنك لتنفيذه ولكن رغم ذلك رفضت المجموعة المختلة الافراج عن هارست.
5. اليزابيث سمارت
خطفت بيث (اليزايث) ذات الاربعة عشرة عاما من حجرة نومها في منزلها وحبست لمدة تسعة أشهر تعرضت فيها للاغتصاب والتهديد بالقتل على نحو يومي من قبل مختطفها براين ميتشيل وواندا بارزي إلى أن تعرف بالصدفة اثنين من الشهود على الزوجين من خلال برنامج (الاكثر طلبا في امريكا) ..
قامت واندا بعقد صفقة مع محامي الادعاء باعترافها بالمساعدة في عملية خطف اليزابيث سمارت وحكم عليها بالسجن مدة 15 عاما في سجن فيدرالي ومن وثم قلل الحكم الى 7 اعوام .. بينما واجه ميتشيل تهما بالاختطاف والاعتداء جنسيا استحق بموجبها حكمين بالسجن مدى الحياة.
6. ماري ماكلوري
اختطفت فقط لمدة 34 ساعة من قبل أربعة رجال في العام 1933 والذين طلبوا فدية تقدر بحوالي 30000 دولار لإطلاق سراحها عقدت ماري صداق وطيدة جدا مع خاطفيها خلال هذه الفترة البسيطة وصلت الى شعورها بالذنب والاكتئاب حين ألقى القبض عليهم وداومت على زيارتهم في السجن لمدة سبع سنوات الى ان توفي والدها فتفاقمت حالتها وأقدمت على الانتحار واظهرت هذه القضية صعوبة التعامل فى معالجة المصابين بهذه المتلازمة وألهمت الكثير من الأعمال السينمائية من أشهرها العمل الألماني المشتق عن الرواية الواقعية ( Tage 3096) والتي تجري احداثها عن فتاة نمساوية تدعى ناتاشا كامبوش تم اختطافها في عامها العاشر لأكثر من ثمانية عشر عاما إلى أن فرت من خاطفها حين واتتها الفرصة .. والذي ألقى بجسده امام احد سكك القطارات بمجرد معرفته بالخبر ربما لأنه أراد تجنب القبض عليه أو لأنه كون مشاعرا طيبة تجاهها خلال فترة احتجازه لها.
اعلنت ناتاشا من جهتها الحداد على مختطفها رغم انه اذاقها اقسى وشتى انواع العذاب والتجويع للسيطرة على جسدها النحيل في زنزانة بقطر خمسة امتار مربعة وراء باب من الاسمنت مدعم بالفولاذ وكان يمنعها من الخروج الا في اوقات معينة خلال النهار ومن ثم بدأ يقلل من تشدده في حبسها واقدم على اعطاءها راديو و تلفاز وبعض الكتب لتواصل تعليمها ... الى ان استغلت هي انشغاله في محادثة تليفونية فركضت خارجا بأقصى سرعتها وتمكنت من الهرب.
7. جيسي دوغارد
فتاة امريكية اختطفت من منزلها بولاية كاليفورنيا حينما كانت في طريقها الى مدرستها في عمر الحادية عشرة .. حينما توقفت بقربها سيارة ظنت ان سائقها بصدد السؤال من الاتجاه لكنه فاجأها بصعقها بمسدس كهربائي حتى فقدت وعيها واختطفها وقد شاهد الأمر برمته زوج امها الذي حاول ملاحقتهم ولكن من دون جدوى.
قام الجاني ويدعى فيليب غاريدو صاحب السجل الحافل بالانجازات في هذا المجال بتقييدها واغتصابها مباشرة فور وصوله الى منزله ومن ثم نقلها الى غرفة اوسع بسرير بعد شهر ونصف .. بعد مدة حملت جيسي وأنجبت وهي لاتزال في عمر الثالثة عشرة وقد حضرت جسدها الصغير الغض للولادة عبر مشاهدة برامج تلفزيونية فقط! ولم يطل الوقت حتى جعلها تحمل مجددا منه لاحقا ...
حضرت قوات الشرطة للمكان مرتين وفتشوا المنزل ولكن لم يجدوا أي أثر لها او لابنتيها لانهم لم يقوموا بالتفتيش في الفناء الخلفي المحاط بأشجار طويلة وسور
في العام 2011 قام فيليب بالقاء محاضرة في جامعة كاليفورنيا وأحضر معه ابنتيه .. كان احد الحاضرين بالقاعة الشرطية آلى جايكبسون التابعة للـ اف بي اي والتي أثار ريبتها شكل الطفلتين الشاحب كأن بشرتها لم تتعرض للضوء من قبل باللإضافة لتاريخ فيليب الاسود الذي لم يغب عن بال الشرطة طيلة السنوات الماضية والتفت شكوكها حوله .. ولكن لعدم امتلاكها لأي دليل او مذكرة اعتقال بحقه لم تستطع القاء القبض عليه خاوية اليدين .. إلا أنها قامت بابلاغ المسئولين عن شكوكها وأمدتهم بتقرير مفصل عن موضوع محاضرته ..
قامت الشرطة بزيارة فيليب في منزله وأخذه مكبل اليدين الى مقرهم للإدلاء بأقواله بينما فتش اخرون المنزل فلم يجدوا به سوى زوجته نانسي وامه العجوز ... وأطلقوا سراحه بعد أن هددوه بان يعطيهم تقريرا في اليوم التالي عن علاقته بهاتين الفتاتين اللتان كانتا معه لحظة القاءه للمحاضرة ... فعاد في اليوم التالي برفقة نانسي والفتاتان وجايسي التي قدمها باسم اليسا وأصرت هي على انه شخص طيب مسالم قام بإنقاذها من زوجها المعنف لها وأصرت على قصتها طيلة فترة استجوابها إلى أن أدى ضغط المحققين على فيليب الى اعترافه بما اقترف وتم الحكم على زوجته نانسي بـ 36 عام وعليه هو بـ 431 عاما."
قطعا تلك الحكايات تدل على أن مشاعر الضحايا تتأرجح بين الخوف وبين الحب للجانى حيث أنه يوحى ويوهم ضحيته بحبه لها وأنه لم يفعله بهذا إلا لأنها يحبها وأحيانا قد يقول أنها يعبدها وما أسهل الضحك على النساء بمثل تلك ألقوال والملاحظ فى الحكايات ان كل الضحايا نساء وهو ما يسهل عملية السيطرة عليهن من خلال حكاية الحب
وفى النهاية قال الرجل ما سبق ان قلته وهو أن الشعوب تجب قامعيها من الحكام لأنهم يعودونهم على طاعتهم ويوحون إليهم أنهم يحبونهم من خلال اتخاذ بعض التدابير مثل ترخيص سلعة أو توفير علاج لبعضهم أو تصوير اعلانات عن أن الحاكم يحب الشعب حيث نزل من سيارته وذهب لزيارة العائلة الفلانية وأكل معهم من أكلهم أو أنه استوقفه رجل أو امرأة وسأله أن يقضى له حاجته فقضاها فقال :
"ختاما ..
بعض الدول ذات السياسات القامعة قامت بنشر الخوف وإشاعة الرهبة في قلوب الشعب لأنها أدركت مدى قوة هذا السلاح في السيطرة على أدمغة المواطنين ومنعهم نفسيا من الاحتجاج او التظاهر او حتى التحدث عن الفجائع والفظائع التي يتعرضون لها بشكل يومي ومن باب التملق والتزلف ودرء الشبهات أصبح بعض أفراد هذه الشعوب المقموعة بمثابة أبواق للسلطة برغم أنهم يعلمون جيدا مدى قسوة وفساد الطغمة الحاكمة لكنك تراهم يذودون دفاعا عنها وتلميعا لصورتها واختلاق الذرائع لها وقد يتحول الأمر بالتدريج إلى إيمان كامل بسياسات الدولة وأساليبها أي تماما كما حدث مع أبطال مقالنا هذا فتراهم يدافعون عن معذبيهم ومغتصبيهم باستماتة ويحاولون تبرير افعالهم برغم كل القهر والظلم الذي تعرضوا له. "

اجمالي القراءات 907