القرءان المُفترى عليه .

عثمان محمد علي في الثلاثاء ٠٩ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

القرءان المُفترى عليه .
سؤال مُهم من صديق عزيز يقول فيه :
أسعد الله أوقاتك بكل خير .أحد الأخوة ينقل كلام صوتي عن السيد ...... بان الكتاب هو النسخة الالهية الأصلية مثل حم . عسق ،الر – الم –يس – طه . ثم قام النبي محمد عليه السلام بفك شفرة الكتاب الالهي و تلاه وصاغه هو بلسان قومه وسماه القرءان ،وهذا هو الفرق بين الكتاب والقرءان ، وهذا ما فعله الأنبياء السابقين بكُتبهم أيضا فقد نزلت عليهم بشفرات ثم فكوها وصاغوها بسان أقوامهم ،فما رأيك في هذا الكلام ؟؟
==
التعقيب .
لم يتعرض كتاب للعداء والتشكيك مثلما تعرض القرءان الكريم .فأعداء القرءان منذ نزوله قالوا عنه (أساطير الأولين ) ،ثم طلبوا من النبى عليه السلام بأن يأتي بكتاب غيره أو يُبدله (وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ (15يونس ). ثم قالوا لأتباعهم لا تسمعوا للقرءان وحرفوا ولخبطوا فيه لكى لا يفهمه الناس (وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ (26فصلت).
ثم إتهموا النبى بأنه هو مؤلفه فرد عليهم القرءان بأنه لم يكن مؤلفا لكتب ولا أديبا من قبل ليؤلف هذا الكتاب اليوم وخاصة أنه عاش بينكم 40 سنة قبل القرءان (وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ (48 العنكبوت) .
(قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (16يونس .
ثم إتخذوا موقفا منه بألا يحاولوا فهمه ويصدون الاس عن سبيله (وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۚ وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُورٗا (46الإسراء.
((﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ [النساء: 61]
=
ثم بعد أن أيقنوا انهم لن يستطيعوا أن يلغوا فيها ،ولن يأتوا بمثله ولا بمثل سورة من سوره وسوست إليهم شياطينهم بالإفتراء على الله ورسوله بأن يكذبوا على الله ونبيه ويخترعوا روايات وأحاديث وينسبوها لله جل جلاله ويُطلقون عليها (احاديث قدسية ) وللنبى عليه السلام ويسمونها ب(أحديث نبوية ) ثم جعلوها سنة للنبى عليه السلام وأنها جزءا لا يتجزأ من الدين ، ورفعوها فوق القرءان الكريم وحاكمة عليه وعلى تشريعاته ،وإذا تعارض تشريع قرءانى مع رواية من روايات لهو الحديث فرواية لهو الحديث قاضية على تشريع القرءان . ثم تمادوا في عدائهم للقرءان الكريم والإفتراء عليه بأن ألفوا تشريعات مبنية على روايات لهو الحديث وجعلوا منها شريعة إسلامية في صور فقهية وأطلقوا عليها (الفقه الإسلامي ) وجعلوا منها مذاهب منسوبة لمؤلفيها (مالكى –وحنفى –وشافعى –وحنبلى –وظاهرى ) ،ثم أضافوا لتشريعاتهم مصادر أُخرى في عداء القرءان وهى ما تُسمى (بالإجماع – أي إجماع الفقهاء والمشايخ على أمر ما فيُصبح جزءا من دين الله ) ،ثم أكملوا عدائهم للقرءان بإختراع مصدر جديد قالوا عنه (القياس ) أي قياس أمور على أمور في التحريم والإباحة .فهمّشوا وهجروا القرءان وجعلوا (السُنة ) كما قال شيخ الأزهر الحالي (احمد الطيب ) ثلاثة ارباع الدين ، سواء كانت سُنة ولهو حديث أهل السنة أو لهو حديث أهل التشيع ،او لهو حديث الصوفيين .
==
ثم أطلت علينا برؤسها بعض الأراء الحديثة التي يدّعى أصحابها أنهم منكرون للروايات بأراء وأقوال شاذة وعجيبة لا تمت إلى تدبر القرءان بصلة يقولون فيها أن للقرءان تفسير باطنى ، أو كما يقول السيد فلان بأن القرءان نزل بشفرات هي أوائل بعض السور مثل (الم – حم – الر -طه– يس – حم عسق ) ففك شفرتها النبى محمد عليه السلام وترجمها وصاغها هو بنفسه وحوّلها إلى قرءان ،ثم تلاه على الناس !!!!!!!
فأصحاب ذلك الرأي هم أصحاب هوى ،وهم يُصنفون ضمن أعداء القرءان ،وأنهم يُريدون أن يلغواويُشككون فيه بقولهم أنه من ترجمة محمد للحروف المٌقطعة وبأنه هو الذى صاغه من نفسه بلسان قومه (بإختصار هو من تأليف محمد بن عبدالله ) .
فهم لم يقراوا عشرات الآيات عن نزول القرءان ،ولم يقرأوا قول الله جل جلاله (لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ (16) إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ (17) فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ (19القيامة).
وقوله سُبحانه وتعالى (تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (43) وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ (47) وَإِنَّهُۥ لَتَذۡكِرَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ (48الحاقة).
ويبدوا أنهم لم يقرأوا قول الله جل جلاله في تحديه للإنس والجن أن يأتوا بمثل القرءان (﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء:
الإسراء.88
ويسرى هذا الحكم على النبى عليه السلام أيضا فهو من الإنس ولا إيه ؟؟
==
ومع كُل هذا نقول أن ظهور أمثال أولئك الناس وإفترائهم على القرءان وعدائهم له يؤكدعلى صدق القرءان الكريم في أنهم لم ولن يستطيعوا العبث به ولا اللغوا فيه مهما حاولوا ، فسيحومون حوله هم وشياطينهم ولكن لم ولن يستطيعوا الإقتراب منه والمساس به مهما حاولوا .
ويؤكدعلى أن المولى جل جلاله حافظ القرءان إلى يوم القيامة .ونقول لهم للأسف قد وقعتم في عداء للقرءان مثلكم مثل (اهل السُنة والشيعة والتصوف ) ولا فرق بينكم جميعا حتى لو كُنتم تدّعون أنكم تنكرون التراث أو تتمسحون في دراستكم للقرءان ... فدراسة القرءان تكون من القرءان وبالقرءان وبتتبع آيات القرءان وعدم تغيير حقائقه .فهل وجدتم أيها الجهابذة آية واحدة تقول لكم أن النبى محمد هو الذى فك شفرات الحروف المُقطعة ،وترجمها ثم صاغ منها آيات القرءان الكريم ؟؟؟؟
لقد إفتريتم على الله وعلى رسوله و رسالته وأصبحتم في خندق واحد مع شياطين لهو الحديث الذين قال عنهم القرءان (وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ (112) وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ (113الأنعام .
اجمالي القراءات 1506