نظرات فى مقال رعب الجراحة الذاتية: أصعب خيار وأخطر قرار

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٠٢ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى مقال رعب الجراحة الذاتية: أصعب خيار وأخطر قرار
صاحب المقال حسين سالم عبشل وهو يدور حول أشخاص اضطرتهم الظروف إلى اجراء عمليات جراحية لأنفسهم بأنفسهم نتيجة عدم وجود أطباء فى المكان ومعظم الحكايات تدور حول ظروف اضطرارية فإن لم يقم الفرد بالعملية فإنه سيفقد حياته أو يتعفن جسده ويتألم وهو فى مكانه
وتحدث الكاتب عن أن السبب الرئيسى فى ذلك هو حب البقاء فقال فى مستهل المقال :
"قصص وحالات عجيبة ونادرة عن أشخاص أجروا جراحة لأنفسهم
يشترك الأنسان و الحيوان في غريزة الصراع من أجل البقاء، ففي عالم الحيوان قد تضحي الزواحف والسحالي بأطرافها احيانا وتخسرها في سبيل النجاة بحياتها من الحيوانات المفترسة، وبالرغم أن جسد الأنسان ليس مهيأ كجسد السحالي إلا أنه يستطيع أن يفعل المستحيل ويضحي بالكثير في سبيل أن يظل على قيد الحياة، وهناك الكثير من الحوادث التي أنتصر فيها أشخاص عاديين في معركة الصراع من أجل البقاء و نجوا من الموت بأعجوبة .."
وحدثنا عن حكاية تم تحويلها لفيام وهى حكاية مغامر متسلق للجبال شاءت الظروف أن تنحشر يده بين الصخور وعمل كل شىء ممكن لاخراجها ولكنه فشل ومن ثم اضطرها إلى قطعها وعنه قال عبشل:
"هوليوود جسدت أحدى هذه القصص في فلم 127 hours الذي أنتج عام 2010 م و الذي أدى دور البطولة فيه الممثل الأمريكي جيمس فرانكو. و تدور أحداث الفلم عن شاب من هواة تسلق الجبال علق بين الصخور في أحد الجبال و أضطر لبتر ذراعه من أجل أن ينجو بعد أن نفذ الطعام و الماء منه، و قد حصل هذا الفلم على عدد من الجوائز، و ما لا يعرفه الكثيرون أن هذا الفلم أستند بوقائعه على قصة حقيقية كان بطلها متسلق الجبال أرون رالستون.
الفيلم مبني على احداث حقيقية بطلها ارون رالستون
في 26 أبريل 2003م قرر أرون الذهاب في رحلة لتسلق الجبال في أحد الأودية جنوب شرق ولاية يوتا الأمريكية، وأثناء تسلقه على سفح الجبل انزلقت قدمه وسقط في أخدود ضيق وعندما حاول أن يخرج أكتشف أن ذراعه الأيمن عالق تحت صخرة ضخمة وقعت عليه أثناء سقوطه، حاول جاهداً ازاحة الصخرة لكنها كانت ثقيلة جداً ويُقدر وزنها بـ 360 كيلو جرام، شعر أرون باليأس فهو يعلم أن لا أحد سيأتي لإنقاذه لأنه ارتكب خطأ فادح بعدم إخبار أحد عن رحلته ومكانه، كما أنه لم يأخذ هاتفه معه، وكل ما كان يملكه في حقيبته الصغيرة هو قنينة ماء صغيرة والقليل من الطعام وسكين مزدوج، لهذا حاول أرون الاقتصاد قدر الإمكان بتناول الطعام و الماء حتى لا ينفذ منه بسرعة، وبالرغم من ذلك فقد نفذ ما معه من ماء بعد 3 أيام و أضطر أن يشرب بوله، و بعدها بدأ يشعر بالجفاف كما أن يده اليمنى العالقة تحت الصخرة بدأت بالتورم و فقد الشعور بها، وفي اليوم الخامس أيقن أرون أنه هالك لا محالة لهذا نحت أسمه وتاريخ ميلاده على الصخرة وسجل وصيته الأخيرة بواسطة كاميرا الفيديو التي كانت بحوزته لعلهم يتعرفون على جثته أو ما تبقى منها في حال وفاته بهذا المكان المقفر، وبعدها قرر أن يقوم بمحاولة أخيرة تكاد تكون انتحارية، حيث ربط ذراعه بالحبل حتى يتجنب نزيف الدماء، ثم حرك جسده بقوة بعكس حركة ذراعه، مما تسبب بتحطم العظم، ثم قام بتمزيق العضلات و الأعصاب بالسكين، أستمرت العملية أكثر من 5 ساعات مليئة بالآلام و المعاناة حتى أستطاع أن يبتر ذراعه و يتحرر من مأزقه، بعد أن فقد ربع كمية الدم التي في جسده، ورغم حالته السيئة فقد أستطاع أرون أن يتسلق الأخدود ومن ثم تمكن من النزول 20 متر إلى الأرض المستوية، ولكن سيارته كانت مركونة على بعد 8 كيلومتر من موقعه، مما أضطره إلى السير عدة أمتار و لحسن حظه أنه وجد بعض الأشخاص المخيمين بالمكان الذين أصابهم الرعب من منظره فقد كان يشبه الزومبي بعد أن فقد حوالي 18 كيلو جرام من وزنه و قدموا له الإسعافات الأولية واتصلوا بالإسعاف، و بعد نصف ساعة هبطت مروحية الإسعاف و تم نقل أرون إلى المستشفى، و بعد أن تعافى وحصل على ذراع حديدية قرر أن يعود إلى هوايته المفضلة تسلق قمم الجبال في وادي كولورادو عام 2005م."
ثم حكى حكاية أخرى عن شخص أخر قطع فيها ساقه
ويليام جيراكي يتلقى العلاج الطبيعي بعد الحادثة التى علقت تحت صخرة ضخمة لم يقدر على تحريكها فقال:
"و هناك حادثة تشبه إلى حد كبير ظروف قصة أرون رالستون، ففي شهر أكتوبر من عام 1993 م ذهب بيل ويليام جيراكي في رحلة لصيد السمك على ضفاف بحيرة الجليد في منطقة سانت ماري جلاسير بولاية كولورادو الأمريكية، وأثناء نزوله من المنحدر علقت ساقه اليسرى تحت إحدى الصخور الضخمة، حاول بيل إخراج ساقه لكن الصخرة كانت ضخمة وتسببت بسحقها، و بعد 3 ساعات من المحاولات الفاشلة لانتزاع ساقه من تحت الصخرة، شعر بيل أن الوقت يداهمه وأن الشمس قاربت على الغروب و مع اشتداد الصقيع أيقن بيل أنه لن يصمد هنا حتى صباح اليوم التالي، فقد ترك تلفونه وملابسه الدفئة في سيارته، و لم يكن أمامه من خيار سوى بتر ساقه، بعد أن ربط ساقه من أعلى مفصل الركبة بواسطة وشاح كان يرتديه، قام باستخدام سكين الجيب في تمزيق العضلات و الأعصاب و عند وصله إلى العظمة الساق أستخدم صخرة صغيرة لكسرها، بعدها زحف بيل مستخدماً يديه مسافة نصف ميل حتى وصل إلى سيارته ثم قادها بسرعة إلى منطقة البحيرات التوأم و هناك تم نقله بسرعة إلى مستشفى دنفر حيث تلقى الرعاية الطبية اللازمة، وأُرسلت ساقه المبتورة بالطائرة إلى المستشفى خلال نصف ساعة لأعاده توصيلها و لكن جهود الأطباء باءت بالفشل، يقول بيل أنه غير نادم على قراره المصيري و أن البديل كان الموت متجمدا قرب البحيرة."
وحكى حكاية ثالثة عن فلاح قطع يده لينجو من فرمه فى آلة الدراس ومن الحريق الذى اشتعل فيها فقال :
"المزارع سامبسون باركر يقف قرب الحاصدة
الحوادث تحصل بكل مكان و ليس بالضرورة أن تكون مغامراً حتى تجد نفسك في مأزق يتطلب منك التضحية بجزء من جسدك حتى تنجو بحياتك، فالمزارع سامبسون باركر لم يكن شخصاً يحب المغامرة بل كان يقضي معظم وقته في مزرعته بمقاطعة كيرشاو بولاية كارولاينا الجنوبية، و في سبتمبر عام 2007م، عندما حان وقت الحصاد أنطلق سامبسون إلى مزرعته لحصاد محصول الذرة، كل العمل يسير بشكل جيد حتى تعطلت آلة الحصاد و توقفت عن العمل، ذهب سامبسون لأصالحها وأكتشف أن هناك بعض عيدان الذرة قد علقت في أحد التروس، وعندما مد ذراعه الأيمن لانتزاعها تحركت الآلة بصورة مفاجأة وعلق قفازه بين التروس وبدأت بسحب يده، شعر سامبسون بالألم بعد أن التهمت التروس أصابع يده و صرخ طالباً للنجدة و لكن لم يكن أحد بالقرب منه و بعد ساعة من المحاولات اليائسة لتحرير يده أخرج سامبسون سكين من جيبه و حاول قطع أصابعه و لكن المكان كان ضيق جداً و لم يستطع أن يصل إليه، أثناء صراعه لتحرير نفسه اندلعت النيران بسبب التماس الكهربائي و زاد القش الجاف من سرعة أنتشارها، أدرك سامبسون أن الوقت يداهمه و أن عليه أن يبتر ذراعه بالسكين قبل أن يموت حرقاً بالنيران، و بسرعة أمسك بالسكين و بدأ بقطع ذراعه الأيمن حتى وصل إلى العظم ثم قفز على الأرض و كسر العظم و تحرر من ورطته، كانت ذراعه تنزف بشدة و مع ذلك أستطاع الوصول إلى شاحنته وقادها إلى الطريق السريع حيث ألتقى برجل أطفاء قدم له الإسعافات الأولية وساعده في الوصول إلى منزله و أتصل بالإسعاف لأنفاذه، و تم نقله إلى المستشفى و ظل يتلاقى العلاج لمدة ثلاثة أسابيع ثم عاد إلى منزله ليتفاجأ أن الجيران قد قاموا بمساعدته و حصدوا محصول الذرة في مزرعته."
وحكى حكاية رابعة عن فلاح أخر قطع قدمه فقال :
"الفلاح الصيني تشانج لينج:
يروي للصحفيين تفاصيل قطعه لقدمه و قد يكون الأنسان محاطاً بالناس و لا تمتد له يد المساعدة، هذا ما حصل للفلاح الصيني تشانج يان لينج الذي أُصيب بجلطة تسببت بشلل رجله اليمنى، و نظراً لفقره المدقع فقد تجاهل الأمر وأهمل العلاج مما تسبب له بمضاعفات صحية خطيرة و أنتشار الغرغرينا في رجله اليمنى، وعندما عاد إلى المستشفى في شمال الصين أخبره الطبيب أنه بحاجة إلى بتر رجله بسرعة وأن تكلفة العملية تُقدر بـ 300 ألف يوان حوالي 49 ألف دولار، و لكن تشانج لم يكن يملك سوى 20 الف يوان، كما أخبره الطبيب أن رجله اليسرى في حالة سيئة و ربما تلقى نفس مصير رجله اليمنى، عاد تشان إلى منزله محبطاً و هو يرى رجله و قد أسودت و بدأ الدود بنهشها وعندما سألته زوجته عن مقابلته مع الطبيب، أجابها تشانج: أن الطبيب أخبره أن رجله سوف تتحسن مع الوقت، و بعد أن ذهبت زوجته للنوم، أستيقظ تشانج و ذهب إلى المطبخ و أستل سكين الفاكهة والمنشار، و بعد أن ربط رجله بقطعة قماش ووضع قطعة من الخشب ملفوفة بالقماش في فمه، قام بتقطيع لحم رجله حتى وصل إلى العظم، ثم قطعه بالمنشار حتى سقطت رجله أمامه، و قام بتضميدها بقطع من القماش حتى أوقف النزيف، لقد استغرقت العملية 20 دقيقة، قال عنها تشانج: أنها دقائق معدودة مرت علي كأنها سنين طويلة، وفي الصباح استيقظت زوجته من النوم و تفاجأت بمنظر الدماء والرجل المقطوعة، لكن تشانج حاول تهدئتها وأخبرها أن الأمر بسيط جداً.
قامت وسائل الأعلام بأجراء عدة مقابلات مع تشانج و انتشرت قصته في أرجاء الصين و انطلقت حملة جمع التبرعات لعلاجه، و لم يضطر تشانج لتكرار ما فعله فقد تكفل أحد المستشفيات ببتر رجله الأخر مجاناً، ليس من باب الشفقة بل من باب الدعاية المجانية للأسف."
وحدثنا عن حكايات اخرى فقال :

"ومن المؤكد أن من يقرأ حوادث بتر الأطراف فسوف يتبادر إلى ذهنه مشهد الطبيب العالق بالحمام المغلق الذي أضطر إلى بتر ساقه المقيدة بالأصفاد لكي ينجو في فلم الرعب SAW 1 . و قد تدفع الظروف حقا طبيب ما إلى أجراء عملية جراحية على جسده لكي ينقذ حياته. في عام 1961م تم أرسال بعثة من العلماء السوفيت إلى مركز الأبحاث في القارة القطبية، كان الطاقم مكونا من 13 عالم و من بينهم ليونيد إيفانوفيتش روغوزوف ذلك الطيب الشاب ذو 27 عاما الذي كان مشرفاً على الحالة الصحية للبعثة.
الطبيب ليونيد ايفانوفيتش .. يجري العملية لنفسه
اثناء عمله بالمركز تعرض ليونيد لوعكة صحية، و كان الألم شديد في الجانب الأيمن من البطن مع شعور بالغثيان، لم يكن من الصعب عليه كطبيب أن يشخص حالته بالتهاب الزائدة الدودية، لكن فصل الشتاء قد زاد الأمر سواءً في تلك القارة المتجمدة و عدم توفر وسيلة نقل للعودة به إلى موسكو لأجراء العملية الجراحية، ولهذا تحمل الألم وتناول المهدئات و في اليوم التالي أزادت حالته سوءً و قرر أن يقوم بالعملية الجراحية بنفسه.
كان ليونيد الطبيب الوحيد في البعثة، مما أضطره إلى كتابة رسالة يشرح فيها إجراءات العملية في حال فقد وعيه أثناء الجراحة، و في أحد الغرف أستلقى ليونيد على الفراش و قام بحقن نفسه بالمخدر الموضعي، بينما وقف بجانبه عدد من أعضاء البعثة لمساعدته على الإمساك بالمرآة لكي يرى مكان العملية وتقديم الأدوات الجراحة، بدأ الطبيب بشق بطنه بالمشرط و هو ينظر في المرآة إلى مكان العملية، وسط ذهول أعضاء البعثة الذين تملكهم الرعب مما رأوا، لقد كانت عملية صعبة و قد استغرقت ساعتين من الزمن تعرض فيها ليونيد للأغماء عدة مرات، لكنه أستطاع أن يكملها بنجاح، كان ذلك في 30 أبريل 1961 م و خلال أسبوعين تعافى و عاد إلى العمل، و قد مُنح وسام النجمة الحمراء تقديراً لشجاعته، و صارت قصته فخراً للاتحاد السوفيتي، و اليوم توجد صورته مع المعدات التي أستخدمها في العملية و تُعرض بمتحف سانت بطرسبرغ.
الطبيب ايفان اونيل يجري العملية لنفسه
مع أن الأعلام السوفيتي قد أستغل ما قام به الطبيب ليونيد ليثبت أن الطب السوفيتي متقدم على نظيره الأمريكي إلا أن الطبيب الأمريكي إيفان أونيل كين، الذي أشتهر بكونه كبير الجراحين في مستشفى كين بمدينة نيويورك قد سبقه بأجراء العملية على نفسه، فقد كان أونيل من الأطباء المعارضين للتخدير العام لما فيه من مجازفة بحياة المريض، و كان يعتقد أن التخدير الموضعي هو الطريقة الأفضل لأجراء العمليات رغم الألم الذي قد يتسبب به للمريض، و قد سنحت له الفرصة بتجربة التخدير الموضعي أثناء أجراءه العملية الجراحية على نفسه، ففي 15 فبراير عام 1921 م قام الطبيب أونيل بأجراء عملية لأزاله الزائدة الدودية بواسطة التخدير الموضعي، و بينما وقف طاقم العمليات ليشاهد أونيل يقوم بالعملية بنفسه، وعندما أنحنى الطبيب إلى الأمام اندفعت أمعاءه إلى الخارج لكنه أعادها إلى مكانها و أستمر بالعملية رغم كبر سنه الذي تجاوز الستين عام وأتمها بنجاح بعد 30 دقيقة، و بعد 11 سنة قام بأجراء عملية أخرى على نفسه ولكن عملية الفتق كانت فاشلة."
وحكى حكاية أخرى عن ام قامت بتوليد نفسها فقال :
"اينيز راميريز .. :
السكين الذي استعملته لفتح بطنها وصورة الطفل الذي اخرجته منها وقد كبر! لا شك أن أعظم التضحيات هي تضحية الأم في سبيل إنقاذ أطفالها، و بطلة قصتنا هي إينيز راميريز بيريز هذه المرأة الفقيرة التي تسكن في منطقة ريفية فقيرة في ولاية واهاكا المكسيكية، عانت إينيز الكثير أثناء حملها، فهي ترعى أطفالها وتقوم بالعمل المنزلي اضافة إلى عملها في الحقل، و ذات مساء شعرت إينيز بألم المخاض، و علمت أنها سوف تفقد طفلها كما حصل في المرة السابقة عندما تعسرت ولادتها وفقدت طفلها بسبب عدم توفر مركز صحي بالمنطقة. وفي مساء 5 مارس عام 2000م و بعد أن خلد الأطفال للنوم، تناولت إينيز ثلاثة أكواب صغيرة من الكحول لتخفيف آلامها وقررت أن تقوم بعملية قيصرية لأنفاذ طفلها، ثم أخذت سكين و بدأت بشق بطنها من فتحة السرة إلى الأسفل و فتحت شق بطول 18سم و استطاعت أن تنتزع طفلها ثم أعادت أحشاءها إلى الداخل، و قطعت الحبل السري بالمقص، و عندما رأت طفلها بين يديها شعرت إينيز بفرحة عارمة أنستها ألم الجراحة بدون تخدير، و قامت بوضع بعض القماش في الجرح لوقف النزيف، و بعد أن وضعت طفلها في حضنها فقدت وعيها من شدة النزيف، وفي الصباح و بصوت يكاد يُسمع طلبت من أكبر أطفالها أن يذهب لطلب المساعدة، و قام أحد الجيران بخياطة الجرح بالخيط و الإبرة و نقلها إلى المستشفى الذي يبعد حوالي ميلين و نصف و قد استغرقت الرحلة 8 ساعات بسبب وعورة الطريق، و في المستشفى قام الأطباء بعملية جراحية لتصحيح الأضرار الجسدية التي لحقت بها و بعد عشرة أيام عادت إينيز إلى منزلها حاملة طفلها بين ذراعيها وسط فرحة و احتفال أهل القرية بعودتها.
ديبورا سامبسون .. بزي الجيش .. و زي المراة .. :
لا تستغرب من قوة المرأة فالله سبحان و تعالى أختارها أن تحمل و تلد لأنها أكثر قدرة على التحمل من الرجل، و رغم أن المجتمع قد ظلم النساء و لم يعطهن كامل حقوقهن إلا أن النساء شاركن الرجل في القتال و الدفاع عن الأوطان، و على سبيل المثال ديبورا سامبسون، تلك الفتاة الشجاعة التي قررت أن تخوض الحرب في سبيل نيل حرية و استقلال بلادها، و بالرغم من أن القانون كان يمنع انضمام النساء للجيش في ذلك الوقت فقد تنكرت ديبورا بزي الجيش و ساعدتها ملامح وجهها الصارمة و جسدها القوي في قبولها بالجيش باسم روبيرت شيرت ليف، كان ذلك عام 1782 م و في أوج حرب الاستقلال الأمريكية التي خاضها الشعب الأمريكي ضد الإمبراطورية البريطانية، و في أحد المعارك أُصيبت ديبورا بجرح بالغ في وجهها و اخترقت طلقتين ساقها اليسرى، و رغم ذلك فقد أستمرت بالقتال و رفضت أن تذهب إلى المشفى الميداني حتى قام القائد السرية بحملها عنوة على جواده وانطلق بها إلى المشفى وهناك ضمدت الممرضة جرح رأسها، لكنها رفضت الكشف عن ساقها المصابة كي لا تُكتشف حقيقتها و اضطرت لتحمل الألم، و في خيمتها قامت بشق جرحها بالخنجر واستخرجت الرصاصتين ثم خاطت الجرح، و لكنها أصيبت بإعاقة دائمة بساقها و بعد عام و نصف كُشفت هويتها عندما أُصيبت بالوباء ونُقلت إلى المشفى و هناك نُزع عنها قميصها و بعد أزاله المشد الذي كانت تضعه حول صدرها انكشفت حقيقتها وتم تسريحها من الجيش بعد تكريمها و حصولها على راتب تقاعدي و عادت إلى حياتها الطبيعية كمزارعة في مسقط رأسها بولاية ماساتشوستس."
وحكى حكاية حداد استخرج حصوة من مثانته عن طريق فتح جرح بجوار المثانة فقال :
"جان دي بوت ..
و في القرن السابع عشر كان الطب بدائي جداً في أوروبا و مع ذلك فقد قام الحداد الهولندي جان دي دوت بعملية جراحية مذهلة في عام 1651 م، فقد كان جان يعاني من حصوات المثانة و لم يستفد من العلاجات التقليدية و بعد أن يأس من الشفاء، أرسل زوجته إلى سوق السمك حتى يشغلها ثم أرسل في طلب أخيه لكي يساعده بالعملية الجراحية لاستخراج تلك الحصوة، مستعيناً بسكين قام بصنعه خصيصاً لهذا الغرض قام بشق جرح صغير قرب المثانة و لكن الحصوة كانت أكبر من الجرح لهذا أنحنى على ركبتيه لكي يتوسع الجرح و أستطاع بصعوبة استخراج الحصى بأصبعيه و كانت الحصوة كبيرة جداً بحجم بيضة الدجاجة، و بعدها أستدعى المعالج ليخيط له الجرح، ورغم الضرر الذي لحق بالمثانة إلا أن جان قد تخلص من المشكلة، و بهذا الإنجاز صار جان حديث البلدة و قد قام بطلاء الحصوة بالذهب و استدعى الرسام الشهير كارل فان سافوين لرسمه و هو يحمل الحصوة و السكين، ولا زالت لوحته الفنية معروضة في متحف مختبر الأمراض في مدينة ليدين."
قطعا بين الله أن الإنسان إذا كان مضطرا له أن يفعل ما يحافظ على حياته كأكل الميتة فقال :
"وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه"
وقال :
"فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم إن الله غفور رحيم "

اجمالي القراءات 1170